فكرت بيلا - صحيفة حرييت - ترجمة وتحرير ترك برس

بدأ عناصر الجيش الحر بدعم من القوات المسلحة التركية بالتقدم من الخط الغربي باتجاه بلدة "دابق"، والهدف من هذا التقدم هو السيطرة على دابق ومن ثم مدينة الباب.

من المعروف أن داعش بعد انسحابها من مدينة جرابلس حشدت قواتها الدفاعية على أبواب منطقتين هما دابق والباب، لكن لا يوجد تقدم ملحوظ للجيش الحر بمساندة القوات المسلحة التركية في دابق كالتقدم الذي حققه في جرابلس، وقد علل الخبراء العسكريون ذلك بهذه التصريحات:

"فخّخ داعش المنطقة المحاطة لدابق بالألغام وبالقنابل اليدوية المتفجرة، وكانت معظم خسائر وضحايا الجيش الحر بسبب هذه الألغام والمتفجرات، ولهذا يستخدم الجيش الحر الدرجات النارية لتفادي هذه المفخخات، ولذلك فإنه لا يحرز تقدما بشكل سريع، وبالمقابل يلعب تنظيم داعش على هذا الوتر لإيقاف تقدم الجيش الحر، أما بالنسبة لدعم القوات المسلحة التركية فيقتصر على نيران المدفعية والدبابات التي تدمر نيرانها الأهداف المحددة بدقة، والقوات المسلحة التركية مستمرة على هذا المنوال ولكن لكي تقدمالدعم الكامل في المنطقة لا بد أن يفرض الجيش الحر سيطرته على الأرض، ومن أجل هذا وبسبب الألغام فإنه يتم التحرك بشكل حذر ومدروس، ولذلك تفضي تصريحات قادة الجيش الحر إلى أن السيطرة على دابق والباب ليست بالأمر السهل، ويجب أخذ العلم بأن هذه العملية تتطلب مدة من الزمن".

الدعم الجوي

تدعم قوات التحالف  بإشراف أمريكا الجيش الحر جوا، لكن حتى الآن لم تساهم طائرات إف 16 التركية في هذا الدعم، فقط المطلوب من أجل السيطرة على دابق دعم جوي أكبر للجيش الحر، وهذا المطلب ينتظر في الأيام المقبلة من القوات الجوية التركية، وبطبيعة الحال فإن القوات الجوية التركية سوف تقوم بدعم الجيش الحر إلى جانب المدفعية والدبابات، لكن الخبراء العسكريين قالوا مرارا وتكرارا إن إختراق الجيش الحر لدفاعات تنظيم داعش صعب جدا.

هدف تركيا

وتحت إطار عملية درع الفرات ، فإن تقدم الجيش الحر بإتجاه دابق مدعوما من القوات المسلحة التركية سيستمر حتى السيطرة على مدينة الباب، وهدف تركيا بعد دابق هو السيطرة على مدينة الباب، وبهذا الشكل تكون تركيا قد منعت جبهات التنظيمات الثلاثة بي كي كي- بي ي دي- ي بي غي من إنشاء ممر من الشمال ومن الجنوب.

تركيا سوف تشعر بالأمان بعد السيطرة على مدينة الباب، ومن الضروري لحماية الحدود التركية إنشاء منطقة آمنة بعمق يصل حتى مدينة الباب، وإن هدف القوات المسلحة التركية الآن هو جعل مدينة الباب تحت سيطرة الجيش الحر.

وبحسب الخبراء العسكريين فإن موقع مدينة الباب استراتيجي مهم وليست داعش وحدها تسعى للسيطرة عليها بل نظام الأسد أيضا، حتى أن الأخير يريد أن يسيطر عليها قبل أن يسيطر عليها الجيش الحر مدعوما من القوات المسلحة التركية.

وبحسب هذه المعطيات فإن عملية دابق تتطلب دعما مكثفا من قوات التحالف.

الرقة شيء آخر

ليست لتركيا أي نية للتقدم باتجاه الجنوب بعد أن تتم سيطرة الجيش الحر على الباب وبعد تأمين حدودها من إنشاء الممر الكردي، أما إذا أدرج موضوع الرقة على الأجندة التركية يكون لذلك تقييم ومنحى آخر، وفي حال قررت قوات التحالف التوجه إلى الرقة فإن مشاركة القوات المسلحة التركية في هذه العملية متعلقة بالموقف الأمريكي، وإذا قررت أمريكا أن تخوض معرقة الرقة بالتعاون مع وحدات حماية الشعب "ي بي غي" فلن تشارك تركيا في هذه العملية وقد أبلغت المسؤلين الأمريكان بذلك مسبقًا.

لكن الصورة لن تتضح إلا بعد السيطرة على دابق والباب، فبعد هذه المرحلة سوف يتشكل رد الفعل الأمريكي، وسيكون تقديم أمريكا للدعم في دابق واستمراره من أجل مدينة الباب بمثابة اختبار مهم لها بجانب تركيا.

عن الكاتب

فكرت بيلا

يكتب في جريدة "ملليت" وهو في نفس الوقت ممثل الجريدة في أنقرة. متخرج من جامعة غازي بدرجة دكتور.


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس