مصطفى كارت أوغلو  – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

أصبحت بعض الكلمات على الأوراق البيضاء أخطر من القنابل والمتفجرات، فتأثيرها يطول أبعد من تفجير هيروشيما ويُصيب الأنسال أكثر من تفجير ناغازاكي. لو سألنا عن المال كيف يتحرك ويتدفق؟ وبأي الشروط يتم ضبطه؟ كل هذه الأسئلة وأكثر يجيب عليها فقط البنك المركزي الأمريكي، صحيح أنه بنك أمريكا الدولة لكنه في الحقيقة بنك العالم أجمع، فهو من يحدد سير العُملات وتحركاتها، فعندما قال إنه سيزيد الفوائد على الدولار بدأت البنوك العالمية بسحب أموالها! فأين هو الأمان؟

إن استقرار الاقتصاد في مستوياته المختلفة لا يعني استقرار الحال إذا لم يشمل هذا الاستقرار الأبعاد السياسية، ومثال ذلك تقلب قيادات تلك الدولة السياسية كل يوم على حال مما يبعث بالقلق في دول أخرى حليفة كما حصل في تقييمات موديز وغيرها من التقييمات التي كانت وما تزال تحاول النيل منا، بالطبع هذه الحملة لا تستهدفنا وحدنا، وإنما تستهدف حلفاء كبار لأمريكا كألمانيا الدولة الاقتصادية الأولى في أوروبا، وإلا فكيف تتفطن أمريكا بعد 10 سنوات على مخالفات البنك المركزي الألماني وتفرض عليه غرامة 40 مليار دولار؟؟؟

في سياق هذه الحملة العالمية لأمريكا نجد أيضا قانون معاقبة المملكة السعودية على أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، وذلك لأن المنفذين للعملية كانوا من أصحاب الجنسية السعودية، ورغم كل تهديدات الرياض بسحب احتياطاتها البنكية المقدرة بـ750 مليار دولار إلا أن أمريكا ردت عليهم وقالت: إذا كنا نحن أصحاب الدولار فكيف تهددوننا به؟

جاءت كلمات الرئيس أردوغان مُدافعة عن السعودية بعد زيارته لأمريكا وزيارة ولي العهد السعودي لأنقرة، ومع تغير اتجاه التدفق العالمي للاقتصاد قامت أمريكا بتوجيه هذه الضربة للخليج العربي وهي تقول له "اتركوا تركيا لوحدها"، ولهذا فإن دفاع أردوغان لا يقتصر على الرياض وإنما هو من أجل وطنه وبلده.

بعد كل ما سبق نسأل ونقول: ما الذي سيحل باقتصادنا وبنوكنا وأنظمتها؟ وما هي المسارات المحتملة لما ستؤدي له الإصلاحات الاقتصادية والبنكية الكبيرة في البلاد؟ قبل عامين عندما ارتفعت أسعار الأغذية لم يقم البنك المركزي بفرض أي فوائد، فكيف في المقابل قامت بنوكنا الرسمية والخاصة بتقييم هذا الموقف؟ وهل ناقشت مؤسسة تنظيم البنوك هذا الأمر مع البنوك؟ وما هي الخطط والإجراءات الوقائية التي اتخذوها؟ نعم لقد بات الأمر اليوم يخص كل فرد منا ولا مكان لتحميل كل هذه الأوزار "للقيادة".

عن الكاتب

مصطفى كارت أوغلو

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس