ترك برس

استبعد الكاتب الصحفي التركي المرموق عبد القادر سلفي الادعاء القائل إن الانقلابيين علموا بمكان إقامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر برنامج غوغل إيرث (Google Earth)، مشيرًا إلى أن تقرير جرد يحمل توقيع مراد سلجوق تشول قائد المخابرات الميدانية لمطار دالامان بمدينة مارماريس يُفنّد هذا الادعاء.

وكان الرئيس التركي قد تعرض لمحاولة اعتقال أو اغتيال فاشلة إبان محاولة الانقلاب الفاشلة في ليلة 15 تموز/ يوليو 2016، وحالت خمس عشرة دقيقة فقط دون وصول الانقلابيين إلى الفندق الذي غادره في مروحية إلى مطار دالامان ثم بطائرته الرئاسية إلى مطار إسطنبول.

وأشار سلفي في مقاله بصحيفة حرييت "طائرة الاستكشاف المثبتة بالرادار" إلى أن تقرير الجرد يؤكّد أن طائرتي أف 16 العسكرية انطلقتا من أنقرة وديار بكر ما بين 12 إلى 14 تموز/يوليو عملتا على استكشاف مكان إقامة أردوغان، موضحاً أن الطائرتين الحربيتين اللتين انطلقتا يوم الثلاثاء 12 تموز من ديار بكر والقاعدة الثامنة في أنقرة هبطتا في مطار دالامان بذريعة التزود بالعتاد العسكري.

وذكر سلفي أن قائد طائرة ديار بكر "دانيز كار تابا" اعترف بقيام الطائرتين بعملية الاستكشاف، كما التقطتا صورًا لمارماريس وتم تحليل هذه الصور للتعرف على مخارج ومداخل الفندق الذي نزل فيه الرئيس أردوغان لقضاء العطلة الصيفية.

وحسب التقرير، فقد قال القائد كار تابا للعاملين في القاعدة إنه يود شراء قطعة أرض في مارماريس، لذلك سيتجول فيها حتى تنتهي عملية تزويد طائرته بالعتاد العسكري، وفي هذه الأثناء ذهب إلى فندق إقامة الرئيس أردوغان والتقط صوره عن كثب، ورفض تخصيص القاعدة سيارة خاصة له في جولته مدعيًا أن ذهابه كشخص مدني سيقابل بشكل أفضل من قبل أصحاب الأراضي.

وكشف تقرير الجرد كذلك النقاب عن أن طائرة عسكرية أخرى انطلقت من قاعدة دالامان في الثالث عشر من يوليو، بدعوى إجراء جولات استكشافية فوق جزيرة "مايس" اليونانية، ولكن بعد النظر إلى بيانات الرادار اتضح أن الطائرة انطلقت من دالامان باتجاه البحر الأبيض المتوسط ولكنها لم تصل إلى الجزيرة المذكورة، بل عادت بدورة كاملة حائمة فوق مارماريس لالتقاط صور لفندق الرئيس.

وبذلك يمكن القول إن الانقلابيين استطاعوا إخفاء تحركهم من خلال استخدامهم الطيران الحربي وليس الطائرات بدون طيار، بغية إبعاد أي شبهة أمنية قد تكشف خططهم، ممّا أخر اكتشاف خطتهم الانقلابية إلى الساعة الرابعة من يوم 15 تموز.

وحسب سيلفي، فقد اعترف كذلك "غوكان سونماز أتيش" قائد الفريق الموكل باغتيال أردوغان بأن فريقه اعتمد على صور التقطتها الطائرات الحربية وقادة عسكريون أثناء جولاتهم إلى الفندق وحوله.

كانت مغادرة أردوغان لمارماريس محفوفة بالمخاطر، إلا أن عددًا من الجنود المخلصين على حد وصف سيلفي ساعدوا الرئيس، حيث قام قائد برج المراقبة في مطار دلالمان "مراد سلجوق تشول" بتعتيم مدرج الإقلاع وتخصيصه فقط لانطلاق طيارة أردوغان، وقام تشول بتعريف طائرة الرئيس أردوغان على أنها طائرة مدنية، ولم يقتصر على ذلك بل سمح بانطلاق طائرة مدنية أخرى فارغة بهدف التمويه على طائرة الرئيس.

وأضاف سلفي أن قائد القوات الجوية "عبدين أونال" أدى كذلك دورًا كبيرًا في تسهيل تحرك الرئيس أردوغان صوب إسطنبول، مبينًا أن أونال، قبل اعتقاله طلب من أحد الضباط في القاعدة الجوية الرئيسية قطع الطاقة الكهربائية ليعجز الانقلابيون عن متابعة الطائرات المنطلقة من دالامان لانقطاع التيار الكهربائي عن الرادارات المتابعة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!