الأناضول

تنتشر الجوامع الأثرية في جميع أنحاء تركيا، وتنوع طرازها المعماري بين السلجوقي والعثماني، والجوامع الأحدث نسبيا المتأثرة بالعمارة الغربية، بالإضافة إلى الجوامع التي كانت كنائس في الأصل. تمكنت هذه الجوامع من الصمود في وجه الزلازل والحروب التي شهدتها المنطقة، لتبقى بمثابة تذكار من الأجداد إلى الأحفاد (الشعب التركي) الذي يحافظ على إقامة الصلوات بها، كما تعتبر مصدر جذب للزائرين من أنحاء العالم.      

الجامع الكبير (أولو جامع) في ديار بكر

هو أشهر و أكبر جامع في مدينة ديار بكر، يقع في منطقة "سور" حيث كان في سابقه كنيسة، إلا أن المسلمين حولوه إلى جامع عقب فتح المدينة عام 639. للميلاد شهد عددا من عمليات الترميم على مر العصور، إلا أن أكبر عملية جرت في عهد الدولة السلجوقية، لذلك يُعرف الجامع الكبير أيضًا على أنه من آثار السلاجقة، و يتميز الجامع بكتابات وأساليب عمارة تعود إلى العهود السلجوقية والأرطوقية والعثمانية، ويعتبره البعض نُسخة من المسجد الأموي في دمشق، للتشابه الكبير بينهما.

يمتلك الجامع ثلاثة أبواب في الشرق والغرب والشمال، ويحتوي على ساعة شمسية يُعتقد أنها تعود إلى ما قبل 900 عام. زخارف و زينة الجامع مصنوعة من الحجر والخشب والمعدن، ويزين سقفه زخارف يدويَّة تعود إلى عام 1712. ويحتل الجامع مكانة هامة في سياحة ديار بكر للإقبال الكبير على زيارته من السياح المحليين والأجانب.

3 جوامع تاريخية في "قوجه إيلي"

يعود تاريخ إنشاء جامع سليمان باشا، المعروف بين الأهالي باسم جامع أورهان، إلى القرن الرابع عشر، وهو من أقدم الآثار في مدينة إزميت، مركز ولاية قوجه إيلي، غربي تركيا ،يصعد الخطيب المنبر في صلاة الجمعة وهو يحمل سيفًا منذ 682 عامًا و هو تقليد متوارث من عهد الفتح ، رمزا للقوة والعدل في آن معا. شهد الجامع عمليات ترميم في 1843 و1947 و1967 و1969 و2004 و2007.

وتحتضن إزميت جامعًا آخر هو جامع  محمد باشا، وبني على يد المعمار المعروف سنان عام 1579، بناء على وصية محمد باشا. و هو مجمع أيضا يتكون من جامع ومطعم للفقراء وسبيل ماء ومدرسة للأطفال وحوانيت، لم يبق منها إلا الجامع والمتوضأ ومدرسة الأطفال والحمام ، يتميز الجامع بالزخارف، التي تغطي محرابه الرخامي ومنبره وباب المدخل، وتضفي عليه جمالًا أخاذًا. ويوجد في الصحن متوضأ من الرخام والحجر الأحمر.

و يأتي في المرتبة الثالثة الجامع التاريخي بولاية قوجه إيلي جامع أورهان غازي، ويقع في مدينة أقجه قوجه. يعود تاريخ بناءه لعام 1323للميلاد، داخل إحدى المقابر العثمانية. أُعيد افتتاحه عام 2009، بعد خضوعه لعملية ترميم، ويحظى بإقبال كبير من الزوار.

مدينة أماصرا على البحر الأسود 

جامع الفاتح، يحافظ خطباء الجمعة في الجامع منذ 555 عاما وحتى يومنا هذا على تقليد إلقاء خطبة الجمعة مستندين على سيف، وذلك في مدينة أماصرا شمالي تركيا على البحر الأسود .وفي أساسه كان الجامع كنيسة بنيت في القرن التاسع الميلادي، ومن ثم حولها السلطان محمد الفاتح إلى جامع، بعد سيطرة العثمانيين على المدينة من البيزنطيين عام 1460، وبنيت مأذنته عام 1957، خلال عملية الترميم الثانية للجامع.   

الجامع الأناضولي الوحيد بطراز دولة السلاجقة العظام

وتحتضن ملاطية وسط الأناضول التركي، الجامع الوحيد في الأناضول المبني بشكل كامل على الطراز المعماري السلجوقي  كالموجود في إيران، بني جامع "بطال غازي" عام 1224 ميلادية في عهد سلطان سلاجقة الروم علاء الدين كيقباد الأول، ويتميز باستخدام الطوب في بنائه، بما في ذلك قبته، وبتزيينه بالخزف الملون، وخاصة الخزف البنفسجي  والفيروزي حيث يصل وزن بطن قبة الجامع، ويرسم في منتصفها شكل "خاتم سليمان"، وبلوحات الخط الكوفي،و يعرض منبر الجامع في متحف الإثنوغرافيا بأنقرة.      

أول جامع في الأناضول

يعد جامع حبيب النجار في هطاي جنوبي تركيا، الجامع الأول الذي بني في الأناضول، حيث بني في القرن السابع الميلادي وتقول بعض المصادر أن الصحابي أبو عبيدة بن الجراح بناه عام 638 ميلادية بعد فتح المسلمين للمدينة.وتوجد بجوار المسجد قبور يعتقد أنها تعود لحبيب النجار الذي يقول البعض إنه الرجل المؤمن المذكور في سورة "يس"، ولحواري عيسى عليه السلام، برنابا (يحيى)، وبولس (يونس)، وهو ما جعل من الجامع رمزا لكل من المسلمين والمسيحيين، بشكل يعكس طبيعة المدينة التي تعايش فيها أتباع الديانات السماوية الثلاث لقرون في سلام.

المأذنة التي ترمز لأنطاليا

مأذنة جامع "يفلي منارة" إحدى العلامات المميزة لمدينة أنطاليا المطلة على البحر المتوسط، حيث تظهر المأذنة المبنية من القرميد الأحمر، والتي تبدو كما لو كانت مكونة من عدة أعمدة متجاورة، في معظم الصور التذكارية للمدينة، كما توجد في شعار نادي كرة القدم للمدينة "أنطاليا سبور". وبني الجامع في القرن الثالث عشر الميلادي في عهد السلاجقة، وتقول الكتابة الموجودة أعلى مدخله، أنه جُدد عام 1372 على يد المعماري بالبان تاواشي في عهد محمد بيه، أحد حكام "بنو حميد" الذين حكموا في الأناضول بعد تراجع دولة سلاجقة الروم.

ويأخذ الجامع شكل مستطيل مغلق، تعلوه 6 قباب، واستخدم في بنائه بقايا مبانٍ أثرية قديمة، وتزينه قطع الخزف الفيروزية، ويصعد إليه عبر سلم يتكون من 90 درجة. ويتميز الجامع بامتلاكه نظام تبريد وتدفئة، حيث كانت المياه الساخنة شتاء، والباردة صيفا، تجري في ممرات أسفل أرضيته، ويحاط هذا النظام حاليا بصندوق زجاجي لحمايته.

جامع "قيزيل حصارلي مصطفى باشا"

وفي قلب مدينة "بودروم" السياحية الشهيرة، في ولاية موغلا على بحر إيجه، يقع جامع "قيزيل حصارلي مصطفى باشا" الذي بناه الأميرال البحري قيزيل حصارلي مصطفى باشا عام 1723، لدى قدومه للمدينة لبناء حوض لبناء السفن. ويطلق سكان المدينة على الجامع اسم الجامع القديم أو الجامع المركزي. ولدى الجامع مأذنة وحيدة، ومحرابه من الرخام وصنع منبره من الخشب .

ولاية شانلي أورفا التركية

تحتضن الولاية لما يقارب الألفي جامع، يأتي على رأسها الجامع الكبير "أولو جامع"، الذي يعتقد أنه بني قبل 841 عاما في عهد دولة السلاجقة العظام. بني على الطراز السلجوقي التقليدي، مستندا على 75 عمودا، وتضم ساحته 14 قوسا مدببا، ويمكن للجامع استيعاب حوالي 6 آلاف مصلي. رُكبت ساعة على قمة مأذنة الجامع في العهد الجمهوري، لتصبح برج الساعة الوحيد في المدينة.

أقدم جامع خشبي بتركيا

يعد جامع "غوغجالي" الواقع في بلدة "تشارشمبا" بولاية "صمصون" المطلة على البحر الأسود، أقدم جامع خشبي لا يزال صامدا ليومنا هذا، حيث أظهرت دراسات أجريت عليه أنه بني عام 1206، ويتميز بعدم استخدام أية مسامير في بنائه، حيث بني باستخدام تقنية تعشيق ألواح الخشب ببعضها البعض.

مدينة طرابزون على البحر الأسود

وفي مدينة طرابزون على البحر الأسود أيضا، يوجد جامع "غولبهار خاتون"، المسمى على اسم والدة السلطان سليم الأول التي أمرت ببنائه عام 1514، وبنيت بجاوره مدرسة وحمام، ولا يزال الجامع يستقبل المصلين والزوار حتى يومنا هذا.

وفي حي "أورطا حصار" المركزي في المدينة، يقع جامع فاتح الكبير، الذي كان في الأصل ديرا وكنيسة، يعتقد أن تاريخ بنائها يعود إلى عام 914 للميلاد، وبعد فتح المدينة على يد السلطان محمد الفاتح عام 1461، حولت الكنيسة إلى جامع، وأضيفت مأذنة للبناء.

مدينة "أرضروم" شرقي تركيا

وبني الجامع الكبير لمدينة "أرضروم"، عام 1179، في عهد الملك ناصر الدين محمد بيه أحد حكام إمارة بني سلدق التي نشأت بعد معركة ملاذكرد، ويعرف الجامع أيضا باسم جامع "أتابك"، ويتميز الجامع بقببه الخشبية الثلاث، التي ظلت محافظة على شكلها الأصلي منذ بنائها وحتى وقتنا الحالي، ويعتقد أنها لعبت دورا هاما في صمود الجامع إلى زمننا هذا، لأنها حالت دون أن تغزوه الرطوبة.

وصممت القبة الواقعة في منتصف الجامع، بشكل يجعلها توزع الضوء بالتساوي تقريبا على جميع نواحي الجامع، كما تزيد من ارتفاع الصوت داخل الجامع حوالي 10 مرات، ليصل صوت الإمام إلى جميع جنبات الجامع.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!