ترك برس

انطلقت أمس الجمعة 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2016 في مدينة إسطنبول فعاليات ملتقى الرواد الثامن في العالم الإسلامي تحت شعار (الأقصى في خطر)، والذي يستمر على مدار يومين، وينظمه الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين ومركز العلاقات العربية التركية بهدف حشد طاقات الأمة الإسلامية تجاه قضية القدس والمسجد الأقصى المبارك وتضامنا مع الشيخ رائد صلاح الأسير في سجون الاحتلال الصهيوني ودعما للمرابطين في ساحات الأقصى.

وشهد حفل الافتتاح عدة كلمات للقائمين على الملتقى والضيوف من شخصيات فلسطينية وتركية وإسلامية. ومن جانبه، ثمّن النائب سعود أبو محفوظ رئيس الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين دور شيخ الأقصى رائد صلاح وقدرته على التأثير في الشعوب الإسلامية، حيث قال: "إن تغير الشعوب أعظم بكثير من تغير الحكومات وأنت بثقافة الأقصى غيرت الكثير".

وأضاف أبو محفوظ : "الشيخ صلاح ضمير الأمة نحو القدس والضمير لا يتغير والمنطق لا يتغير، والأمة ضميرها ظاهرا وليست مستترا، والرائد صلاح  أعلن الجهاد والاستشهاد  نصرة  للأقصى ودفع ثمن ذلك أكثر من مرة".

وحث النائب الأردني أبو محفوظ شباب وشابات الأمة على أن يلعبوا الدور الحقيقي في الدفاع عن المقدسات وفلسطين وأن يجعلوا أنفسهم مشاريع شيخ الأقصى، قائلا: "كل منا قادر على أن يكون رائد صلاح جديد ورائدة صلاح جديدة". مطالبا إياهم بحمل ثقافة الأقصى لتتحد الأمة في جهادها بمجموعها.

من جهته، عبر الأستاذ ياسين أقطاي نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا عن مكانة القدس لدى الأمة وخاصة الشعب التركي، وما تمثله من معان كثيرة ونموذج "جسد حالة السلام والكرامة والاحترام، وكيف فشل هذا النموذج عند احتلالها من قبل الصليبيين، ثم عادت للقدس نموذجها بجهود صلاح الدين الأيوبي" على حد وصفه.

وفي إشارة إلى التوأمة بين مدينتي اسطنبول والقدس قال أقطاي: "إسطنبول هي تقليد عن القدس بنموذجها، وجميع المدن التركية والقاهرة ودمشق وغيرها، كانوا تقليدا لنموذج القدس".

وأضاف أقطاي: "هذا النموذج قدم كل الحريات للأديان ونحن لسنا احتلال بل بموقف الفتح". موضحا أن اليهود عندما احتلوا الأقصى اتبعوا سياسية التطهير العرقي والديني الذي لا يبقي إلا اليهود.

كما وجه أقطاي التحية للشيخ رائد صلاح القابع في السجون الإسرائيلية، وكل من يُقدم شيئًا من أجل فلسطين وتحريرها، معتبرا دور الشيخ صلاح في الدفاع عن الأقصى مثالًا يحتذى به نصرة للمسجد الأقصى.

وعن أهمية الأقصى ومكانته قال أقطاي: "إن كون الأقصى تحت الاحتلال يعني أن العالم كله تحت الاحتلال، وإن حرية الأقصى تعني حرية الإنسان وكل العالم".

ونوه نائب رئيس حزب العدالة والتنمية إلى أن استهداف تركيا كان لمنعها من التقدم وللسياسة التركية الداعمة لفلسطين والعالم الإسلامي، مؤكدا أن هذه السياسة "تنبع من قلوب الأتراك وقضية فلسطين تجمع الشعب التركي بكافة ألوانه السياسية"، مشيرا إلى اجتماع كلمة الشعب التركي حول قضية أسطول الحرية.

واختتم أقطاي كلمته بالقول: "تركيا عملت وستعمل من أجل تحرير فلسطين، وسنلتقي في المؤتمر القادم في فلسطين ومن أجل الأقصى إن شاء الله".

وفي كلمة المقاومة الفلسطينية حيا الشيخ روحي مشتهى عضو المكتب السياسي لحركة حماس الحضور ورواد العمل من أجل القضية الفلسطينية المركزية لدى الأمة الإسلامية، وثمن الدور الكبير الذي يقدمه المرابطون قائلا:" في الزمن الصعب الذي تخلى فيه القريب والبعيد عن نصرة هذه القضية وبات الأعداء يضربون على قوس واحد من القدس حيث استفرد العدو بنا، فذهب المرابطون والمرابطات  للذود عن حمى القدس والأقصى وإن تطلب ذلك بذل كل نفيس".

وأضاف مشتهى: "أراد العدو أن يكرس وجوده فأبى المرابطون إلا النهوض لكسر هذا العدوان والذود عن الأقصى ومناهضة الاستيطان".

كما أشار إلى دور الضفة المحتلة في مقاومة المحتل والتنسيق الأمني فقال: "سعى أفراد التنسيق الأمني ليكون الهدوء ديدنه طيلة الوقت، فأبت إلا أن تكون كالبركان الثائر وانتفضت ضد العدو والتنسيق الأمني الآثم".

وتحدث القيادي الفلسطيني عن الدور الذي يلعبه قطاع غزة المحاصر، من خلال تجربته التي صنع فيها القوة من الضعف، وجعل من الهوان عزة وكرامة. حيث قال: "غزة شقت طريقها فصنعت سلاحها وحفرت أنفاقها ونصبت صواريخها وأصبحت رقما صعبا يحسب لها العدو ألف حساب".

وعن رسالة فلسطين ومقاومتها قال مشتهى: "إننا ندافع على الثغر الأول ونذود عن حياض الأمة، وندفع لذلك فلذات أكبادنا فيلقون شهداء وأسرى، شعارهم  لا نكل ولا نستقيل حتى يتم الله نوره رغم كل الصعاب".

وطمأن عضو المكتب السياسي لحماس جماهير الأمة والحضور عن عزيمة الشعب الفلسطيني قائلا: "شعبنا يزداد قوة على قوة، وإن مقاومتنا كل يوم في تقدم وتطور، وإبداع قل نظيره، ورغم قلة الإمكانية ستبقى شعلة المقاومة متقدة، وتقدم النموذج في التضحية والعطاء وبوصلتها واضحة المسرى والأسرى".

كما وجه تحية إلى الشيخ رائد صلاح لدوره في نصرة القدس وحماية الأقصى التي يدفع ثمنها اليوم في سجون الاحتلال الصهيوني.

بدوره دعا الشيخ أحمد العمري متحدثا باسم هيئة علماء المسلمين، العرب والمسلمين إلى تبني مواقف الشجاعة والريادة  كمواقف عمر بن الخطاب، وصلاح الدين، مسقطا ذلك على الواقع الحالي موضحا "بطولة الشيخ أحمد ياسين والمواقف التي سطرها شيخ الأقصى الشيخ رائد صلاح حفظه الله وفك أسره، وأسر إخوانه المجاهدين المرابطين".

ودعا علماء الأمة قائلا: "الله أعطانا العلم والبيان، فلكم أن تتمثلوا حياة العلماء الربانيين شيخ الإسلام ابن عبد السلام وعز الدين القسامي هؤلاء الذي قالوا كلمة الحق".

وفي رسالته الثالثة إلى المرابطين في ساحات الأقصى دعاهم إلى التفكر في معاني الآية الكريمة "يا أيها الذين أمنوا اصبروا وصابروا واتقوا الله لعلكم تفلحون". مطمئنهم إلى أن جهود الأمة التي تبذل وتضحياتهم  ستثمر، "واعلموا أن سواعد المجاهدين في بلاد الشام ومصر واليمن وليبيا والعراق ستلتحم  يوما مع سواعد المجاهدين في فلسطين لتصنع نصرا وفتحا كبيرا".

عبد الرزاق المغري رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية، أشار من جانبه إلى ارتباط جميع قضايا الأمة بالقضية الفلسطينية، وإلى أن قوة الأمة تتحقق بتحرير فلسطين، "يوم يرجع المسجد الأقصى للمسلمين، ويوم تجتمع كلمة الأمة، على هدف واحد وعلى رؤية واحدة وهي تحرير المسجد الأقصى".

وأكد المغري على أنه "رغم ما يشغل الأمة من قضاياها وآلامها في ديارها، وبعد أن أصبح جل اهتمامنا وشغلنا قضايا الوطنية، يجب أن نفهم ونعي أن حل القضية المركزية سيحل كل القضايا وهي تحرير المسجد الأقصى".

وطالب الأمة بأن تجعل هدفها "العمل من أجل فلسطين وأن تكون البوصلة والقضية واضحة ونحن حينما نعمل لأوطاننا فإننا نعمل من أجل تحرير فلسطين، وحينما نعمل من أجل فلسطين فإننا نعمل من أجل تحرير ونهضة أوطاننا".

ولفت رئيس حركة  مجتمع السلم الجزائرية إلى أنه لن يُسمح للأمة بأن تنهض وتتطور قائلا: "إنهم يعلمون أنه إذا تحققت قصة نجاح بأي بقعة في العالم الإسلامي، فإن تلك البقعة ستتحول إلى مشروع للزحف نحو المسجد الأقصى، لذلك يجب أن تجتمع كلمتنا حوله".

وعن الجانب المصري وجه د. صلاح عبد المقصود وزير الإعلام السابق في حكومة الرئيس محمد مرسي، التحية والتقدير لشيخ الأقصى رائد صلاح، الذي يقبع في سجون الاحتلال الصهيوني، وتابع قائلا: "التحية إلى نصير القدس والأقصى محمد مرسي، الذي يقبع في سجون الانقلابين  في مصر".

وأضاف عبد المقصود: "هناك رجال غابوا اليوم عنا وشاركوا في اللقاء التأسيسي الأول للملتقى محمد البلتاجي والنائب صلاح سلطان رئيس لجنة القدس في الاتحاد العالمي، وصفوت حجازي وحازم فاروق وغيرهم".

وأشار الوزير إلى أن الأمة اليوم "تعيش آلام المخاض وهي تتهيأ لتنهض للدفاع عن القدس والأقصى".

وأكد صلاح  أن تحرير القدس يتطلب منا الكثير قائلا: "علينا أن نواصل الجهود فالقضية بحاجة إلى مواصلة عملنا ليلا ونهارا ولا يفتر هذا الجهد من أجل القدس وندرك أن تحرير القدس يبدأ من تحرير صنعاء والقاهرة من الانقلابيين، وبنغازي من العملاء وتحرير سوريا من الاستبداد".

وعن المرأة الفلسطينية، أشارت الدكتورة أمل خليفة رئيسة الاتحاد النسائي العالمي لنصرة القدس وفلسطين إلى "أن لا عزة للأمة ومقدساتها منتهكة وحرمتها مستباحة، رغم أن أي أمة تعرضت لنصف ما تعرضت له الأمة الإسلامية لما استطاعت الصمود".

وأكدت خليفة أن لدى الأمة الكثير لتقدمه مقارنة بما تملكه من طاقات مدخرة عليها إخراجها، والمرحلة الحالية هي المخاض ويستلزم بذل جميع الجهود".

وأشارت خليفة الى صمود أهل غزة وفلسطين  قائلة: "غزة التي راهنوا على استسلامها ورفع الراية البيضاء، هم لا يستخدموا القماش الأبيض إلا في دفن شهدائهم ولن يستخدموه لغير ذلك".

وطالبت الأمة بنصرة الأقصى قائلة: "فانصروا الأقصى بكل وسعكم فما زال عندكم الكثير".

من جانبه، وجه الشيخ محمد العكروت في كلمته عن تونس التحية للمرابطين الذي يدافعون عن عرض الأمة، وأشار إلى أن عقد انتهاء الاحتلال قريب باحتجازه الحرائر.

وأوضح الشيخ العكروت "أن البرلمان التونسي يناقش في إطار إعادة النظر لمرجعيات البرلمان حتى يكون في البرلمان التونسي، لجنة خاصة تناقش القدس وأوضاعها".

وفي صورة جسدت تضامن الشعب التونسي مع قضيتهم الفلسطينية أكد الشيخ العكروت "أن البرلمان قد اقتطع قطعة من أرض تونس وهي مخصصة للقضية الفلسطينية ونصرتها".

بدوره، شكر الشيخ عبد الرقيب عباد متحدثا عن اليمن الشيخ رائد صلاح "فرغم وجوده في الحبس لم ينسى تعز ولا اليمن، فقدم لها المساعدات وأوصى بإرسالها لأهالي تعز".

ومن جنوب أفريقيا وجه الشيخ إحسان مدرس التحية إلى شيخ الأقصى، وللشعب الفلسطيني قائلا: "أبشر الشعب الفلسطيني كما رأينا نهاية التميز العنصري في جنوب أفريقيا، نبشركم بنهاية الاحتلال الصهيوني، ويا قدس إنا قادمون، وسننتصر وينتصر الشعب الفلسطيني والمسلمون".

وعن إندونيسيا وجه د. سيف البحر  تحية لشعب فلسطين والأقصى فقال: "تحية النصر من أقصى شرق آسيا من قلب جزيرة جاوا و15 ألف جزيرة إندونيسيا، فشعبنا محب للأقصى"، وأكد أن الإندونيسيين هم أيضا عرب مسلمون "وسنأتي إلى المسجد الأقصى فاتحين".

ومن الجانب التركي وعن حزب الشعوب الديمقراطي التركي جدد النائب قادري يلدرم الوعد الذي أطلقه صلاح الدين على نفسه تجاه القدس وفلسطين، وقال "وباعتباري أنا من أبناء صلاح الدين، نكرر كلمات صلاح الدين".

وأبرق النائب قادري يلدرم بتحية نيابة عن حزبه إلى المؤتمر، وأشار إلى أن تحرير القدس وحل القضية الفلسطينية لا يمكن إلا "باتحاد الأمة وعندها ستتعادل كفة الميزان"، وفي ختام كلمته تمنى النائب يلدرم أن يرى تحرير القدس والشعب الفلسطيني.

بدوره أكد عبد الحميد السالم رئيس لجنة فلسطين في حركة البناء الوطني أن القضية الفلسطينية تعيش في أذهان الجيل القادم، قائلا: "الأجيال قد سبقتنا، حتى بأناشيدهم، ففلسطين الشهداء يَعنون فلسطين المقاومة والتحرير وليس التطبيع والمفاوضات".

بدوره، طالب عبد الوهاب أقينجي عن حزب السعادة التركي الجميع بالوحدة، والتعاون وتطبيق كتاب الله في أنفسهم، قائلا: "الجميع يعلم أهمية القدس والأقصى، ونحفظ الآيات التي تؤكد ذلك، لكن علينا أن نذكر ونحاسب أنفسنا، فإن فعلنا ستتحرر القدس ونقيم مؤتمرنا في المسجد الأقصى العام القادم".

بينما قسّم  محمد أحمد حاج ماجد في كلمته عن السودان الأمة إلى مشروعين، مشروع استسلام ومشروع مقاومة، فقال: "فلسطين تقسم الأمة إلى مشروع الاستسلام ومشروع المقاومة، بين من يقول أن المقاومة هي الهلاك، وبين المقاومة التي ترى في المقاومة عز للأمة... بين مشروع استسلامي يمثله الخونة والمتطبعون، وبين من يقدم الشهيد تلو الشهيد...".

وعن ملف الأسرى شرح الأستاذ فهد الحسين رئيس الحملة الدولية للتضامن مع الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني، واقع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وسلط الضوء على معاناة الأسرى القُصّر وما يعانونه من ظروف قاسية وضغط نفسي كبير، وأكد أن هناك قرابة 7 آلاف أسير فلسطيني حاليا في سجون الاحتلال، وطالب في ختام كلمته الأمة بتقديم العون والمساعدة لهم.

من جانبه، حذر د. سامي الخطيب عن لبنان الأمة من الفرقة التي سماها الحارقة والقاتلة لكل أمل، وقال: "كما تداعى كل رواد الأمة لنصرة القدس والأقصى وشيخ الأقصى من أصقاع الأرض نأمل أن يكون الملتقى القادم في الأقصى الشريف".

كما أقيمت ضمن فعاليات اليوم الأول لملتقى الرواد، ثلاث ندوات الأولى تحت عنوان الأقصى في خطر، والثانية دور ومشاريع شيخ الأقصى، والثالثة حول طرق إبداعية لنصرة المرابطين في بيت المقدس وأكنافه، وعلى هامش الملتقى أقيمت معارض للتراث الفلسطيني شاركت فيها العديد من المؤسسات والجمعيات الفلسطينية.

ويعتبر الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين هيئة جامعة للتحالف بين الجمعيات والمؤسسات والهيئات العربية والإسلامية التي تعمل لخدمة القدس وفلسطين من أجل توحيد الجهود والطاقات وتعبئة الأمة واستنهاضها لتقوم بدورها في نصرة القدس والشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، ويعقد المؤتمر ملتقاه بشكل سنوي للوقوف على إنجازات هذه المؤسسات، ووضع الخطط لتحقيق هدفه الأساسي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!