ترك برس

صرح رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم بالأمس 11 تشرين الأول/ أكتوبر 2016، بأن القوات التركية لن تتردد في استهداف المنظمات الإرهابية، بما فيها قوات الحماية الكردية، الموجودة في شرق الفرات إن تعرضت المصالح القومية الاستراتيجية لتركيا لأي تهديد.

وكان رئيس الوزراء التركي الأسبق أحمد داود أوغلو قد ذكر ثلاث نقاط ستؤدي إلى استهداف تركيا لوحدات الحماية الشعبية وهي مساعدة حزب العمال الكردستاني، ومحاولة اختراق الحدود التركية، والعبور إلى الغرب من الفرات، وبذلك يعتبر تصريح يلدرم الجديد بإمكانية استهداف وحدات الحماية في شرق الفرات أمرًا جديدًا على السياسة التركية في سوريا.

وتعليقًا على ذلك، أشار المحلل السياسي محرم ساري كايا إلى أن تشديد تركيا إجراءاتها الأمنية ضد الإرهابيين وحتى السياسيين المتهمين بدعم الإرهاب تعكس نية الحكومة التركية إجراء عمليات موسعة في سوريا والعراق، ولكن قبل القيام بهذه العمليات تعمل على تأمين جبهتها الداخلية من أي خطر قد يشتت طاقتها في الجبهات الخارجية.

وأضاف ساري كايا أنه إلى جانب هذا المؤشر تعد تصريحات أردوغان "التصغيرية" لرئيس الوزراء العراقي "حيدر العبادي"، التي قال له فيها "أعرف حدودك، فتركيا ستفعل ما تراه صائبًا" مؤشرًا آخرًا على مساعي الحكومة التركية في توسيع عملياتها العسكرية في الموصل وغيرها غير آبهة بالاعتراض الإقليمي أو الدولي.

ورأى ساري كايا أن تصريحات كل من رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية في نفس المسار تدل على حصول تركيا على الضوء الروسي الأخضر للتحرك وفقًا لمصالحها القومية، موضحًا أن تركيا لا تصرح بمثل هذه التصريحات شديدة اللهجة بدافع انفعالي بل بناءً على تنسيق قوي بينها وبين الدول الفاعلة.

وأوضح ساري كايا في مقاله بصحيفة خبر ترك "شرق الفرات" أن تركيا اتجهت إلى التصعيد مؤخرًا، لرغبتها في استغلال الأجواء الدبلوماسية المتناغمة اقتصاديًا مع روسيا، مبينًا أن تصريح كلينتون، التي يبدو أنها ستصبح رئيسة الولايات المتحدة الأمريكية المستقبلية، بنيتها مواصلة دعم حزب الاتحاد الديمقراطي "بي يي دي" وزيادته أقلق تركيا ودفعها إلى استغلال الفراغ القائم في أمريكا لصالح تحركاتها في المنطقة.

وأشار ساري كايا إلى أن حزب العدالة والتنمية بحاجة إلى الاستعجال في نقاش تغيير الدستور بالتنازل عن النظام الرئاسي، وذلك لحاجته الماسّة إلى تماسك الجبهة الداخلية ليتمكن من تحدي الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة تقويم التركية قراءات خبراء عسكريين لعملية درع الفرات ومستقبلها، حيث أكّدوا أن العتاد المستخدم وعدد الجنود المشاركين في عملية درع الفرات يشير إلى أن العملية لن تقف على تحرير مناطق غرب الفرات فقط.

وكان العميد المتقاعد "علي جوشار" قد أوضح أن التحركات العسكرية الداخلية والخارجية تعتبر مؤشرًا قويًا على تخطيط تركيا للقيام بعملية موسعة داخل سوريا، مبينًا أن العملية بدأت بجرابلس ولكن اسمها "درع الفرات" فلا تكتمل العملية إلا من خلال تأمين ضفتي النهر.

ومن جهته، قال الأميرال في البحرية التركية "نصرت غونار" إن الحكومة تصرح بأن هدفها هو منع الاتحاد الديمقراطي من الانتقال إلى الغرب من الفرات حتى لا يتمكن من الوصول إلى أحد المنافذ البحرية فيما بعد، متسائلًا أليس تأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي دولة "كردستان" الحبيسة يشكل أيضًا خطرًا على المصالح القومية الاستراتيجية لتركيا؟

وأضاف غونار، في تصريح لصحيفة سوزجو، أن تركيا تُظهر شجاعة في التحرك في جرابلس ومحورها ولكن يجب عليها أن تحرص على عدم السقوط في عزلة دولية أو تحدي الدول الكبرى، موضحًا أن انخراطها في عملية درع الفرات التي تشمل غرب الفرات فقط جاء في إطار حملة دبلوماسية بارعة جديدة يمكنها الانتقال إلى الشرق من الفرات، فالعتاد العسكري المتدفق إلى هناك يفصح عن قدرة تركيا في إجراء تحرك عسكري موسع.

وتخوض تركيا غمار حرب شديدة ضد الإرهاب في شمال سوريا تحت اسم درع الفرات التي بدأت في الرابع والعشرين من آب/ أغسطس من العام الجاري.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!