فخر الدين ألتون – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

ما هو هدف تركيا؟ هذا هو السؤال المطروح حاليا في عقول الغرب، ولا يمكننا القول إنه يشغل عقول الغرب فقط، إذ يعد جواب السؤال واضحا وصريحا، تركيا تحاول النمو والحفاظ على بقاء سيادتها.

تحاول تركيا المحاصرة بالإرهاب والتنظيمات الأخرى المختلفة أن تحي خطتها في النمو والتطور وتجعلها قيد التنفيذ.

تسببت محاولات تركيا لإعادة علاقاتها مع روسيا إلى مسارها الطبيعي، والتعاون الملحوظ بين الحكومتين في مجال الطاقة بقلق شديد لدى دول الغرب.

يحاول البعض تصوير علاقات تركيا العقلانية والشرعية على أنها انحراف عقائدي في سياساتها الخارجية.

وقام رئيس روسيا "بوتين" بزيارة اسطنبول للانضمام إلى القمة العالمية لطاقة المستقبل في يوم الاثنين السابق.

وقد تم التوقيع والاتفاق بين تركيا وروسيا على عدة اتفاقات مهمة (يأتي على رأسها مشروع السيل التركي) بالنسبة إلى العلاقات بين الحكومتين.

طبعا لا تشعر دول الغرب بالانزعاج من عدم قبول تركيا لتأدية الدور الذي رسمه الغرب لها أو من زيادتها لاحتمالات السياسة الخارجية فحسب، إنما هناك أمر يزعجها أكثر، وهو أقوال أردوغان التي تستهدف الغرب الذي يعد مركز الظلم وانعدام العدالة. ولا تتغذى أقوال أردوغان من المعارضة الغربية أو من منظور العالم الثالث. وقد ذكر أردوغان في خطابه أن سبب ظهور محرومية الوصول للطاقة هو موقف دول الغرب، كما دعا أيضا لاستثمار الطاقة في الشركات التركية.

وقد أوضح أردوغان أن هذا الاستثمار لن يتسبب بأي ضرر للدول المستثمرة. وقد صرح عن معارضته لنظام "المحرومية المطلقة للفقراء" والذي وصفه أرجون مخيجاني بال"التمييز العنصري العالمي"، ولانعدام العدالة ضمن مبدأ ما يعرف بـ "سلم الفرق بين القوي والضعيف" .

إلى جانب ذلك، لم يرغب أردوغان بالتحرك مستندا على محور جديد قد يكون مصدرا للقلق. ولم ينسَ أردوغان خلال خطابه في القمة العالمية لطاقة المستقبل أن يقوم بتذكير "بوتين" رئيس روسيا بأوضاع حلب وأوجاع أطفال حلب تحت القصف أيضا.

كما وجه أردوغان نداء إلى جميع دول العالم لإعادة السلام والاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط. كما كان من المهم أيضا أن يقوم "بيرات البيرق" المضيف في مؤتمر الطاقة العالمية بتوجيه نداء إلى أصحاب المصلحة ضمن نطاق الطاقة، للفت الانتباه إلى ضرورة تأمين مستقبل عالمي عادل، والتركيز على هذا الأمر ضمن خطابه.

و قد لفت الانتباه في خطابه لأهمية تركيا بشكل خاص بالنسبة إلى أمن إمدادات الطاقة في أوروبا.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس