كورتولوش تاييز – صحيفة أقشام - ترجمة وتحرير ترك برس

أشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما قبل عامين في سياق حديثه عن خطر داعش إلى أن القضاء عليها سيستغرق أكثر من ثلاثين عامًا. مما دفع الجميع إلى التفكير بمدى خطورتها والزحف إلى المنطقة ضمن تحالف ضم 65 دولة من أجل القضاء على داعش. وبناء عليه أظهرت الدول العظمى تهديد داعش "الكبير" بالكامل بالرغم من صعوبة إدراك العالم لذلك.

في حين ساهمت مشاهدة العالم لأشرطة القتل المروعة المحملة على الإنترنت في إظهار الوجه المرعب لداعش. ونجاح الإعلام الغربي خلال السنوات القليلة الماضية في خلق أسطورة داعش الكبيرة بواسطة تلك الأفلام القصيرة.

ولكن يبدو أن ضخامة تلك الأسطورة لا تتناسب كثيرًا مع حجم التهديد الفعلي؛ لأن من غير المنطقي اعتبار تنظيم إرهابي مؤلف من 30-40 ألف شخص متفرقين داخل سوريا والعراق خطرًا على قوة مؤلفة من 65 دولة.

في الواقع إن حجم الأسطورة مرتبط مباشرة بحجم الحسابات الغربية المتعلقة بتلك الأراضي. والعمل على تنفيذ حساباتهم في الشرق الأوسط بإيجادهم لخطر داعش الكبير. 

أما فيما يتعلق بالتدخل مباشرة بالشأن التركي.

فقد أدى إقدام الولايات المتحدة الأمريكية على تشكيل ممر إرهابي على الحدود التركية الجنوبية متخذة من داعش ذريعة لذلك، إلى جعل تدخل أنقرة أمرًا لا مفر منه. حيث استطاعت تركيا خلال أيام قليلة تطهير خط جرابلس وأعزاز من داعش عن طريق عملية درع الفرات. بينما فرضت القوات المسلحة التركية في 56 يومًا من العملية سيطرتها على مساحة قدرها ألف و130 كم2. وابتداء من الأمس أدت سيطرة قوات الجيش الحر المدعومة من قبل القوات المسلحة التركية على منطقة دابق الواقعة شمال حلب والتي تعد مصدر أسطورة داعش، إلى تفنيد الكذبة التي اختلقها الغرب.

وبناء عليه فقد ساهمت استعادة دابق في إظهار بطلان الحديث عن خطورة داعش وإنهيار أسطورة "الحرب المقدسة" التي نشرت لخلق حالة انسجام داخل التنظيم. وعلى الرغم من تأكيد البغدادي أحد قادة داعش على أن "هذه ليست الحرب المقدسة المتوقعة"، فقد قضت تركيا من خلال عملية دابق على أي شكل يمكنه إعادة تلك الأسطورة مرة أخرى.

إذ تخطط تركيا للسيطرة في زمن قياسي على مدينة الباب التي بحوزة داعش عقب استعادتها لدابق وصوران. وقد اتخذت الاستعدادات لتحرك القوات العسكرية التركية. وبالتالي ستؤدي سيطرتها على المدينة إلى وضع حد نهائي لتواجد داعش في سوريا.

ومما لا شك فيه أن تدخل تركيا خلال هذه المرحلة يأتي ضمن هذا السياق. كما أصبحت الدولة التي أنهت أسطورة داعش التي تلاعب بها الغرب. لتتحول الأنظار جميعها الآن إلى الموصل.

ولم يعد خافيًا على أحد رغبة الولايات المتحدة الأمريكية في تعطيل مشاركة أنقرة في عملية الموصل. حيث يسعى الغرب إلى قطع روابط تركيا مع المناطق الإسلامية. كما يحاول إبعاد أنقرة عن سوريا والعراق. وإن كان استبعاد تركيا عن معركة الموصل عقب نزولها إلى الساحة في سوريا من خلال عملية درع الفرات، ليس بالأمر السهل على الإطلاق. لأنه من الآن فصاعدًا لا يمكن للإدارة العميلة في بغداد أو الولايات المتحدة الأمريكية إخراج أنقرة من اللعبة.

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس