ترك برس

أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أهمية عمل لجنة الحكماء في المضي قدما في مسيرة السلام الداخلي لافتا إلى أن اللجنة تضم أعضاء من مختلف التيارات. وذلك خلال اجتماع مع اللجنة عقد في مقر رئاسة الوزراء في إسطنبول واستمر 10 ساعات و15 دقيقة.

وقال داود أوغلو خلال الاجتماع إنّ "مسيرة السلام الداخلي عملية فريدة من نوعها وخلال 12عاما جربنا جميع الطرق لحل القضية الكردية أو قضية الإرهاب".

وأضاف "أمامنا طريقان إما أن نختار الطريق الذي نحافظ به على وحدة ترابنا على أساس من السلم والاحترام المتبادل وهذا هو خيارنا أو نبقى تحت تأثير أيديولوجيات عشائرية كأيديولوجية البعث التي تبدو في ظاهرها على أنها ماركسية ولكنها رجعية في حقيقتها وأخرى تبدو إسلامية في ظاهرها ولكنها متطرفة ومتأثرة بأفكار منظمات إرهابية تعادي التعددية وبين هذين الخيارين بالتحديد يكمن جوهر وظيفة لجنة الحكماء".

ولفت إلى "أنه في اللحظات التي كانت فيها البلاد تعيش أجواء إيجابية وتنتظر الدخول إلى مرحلة جديدة في مسيرة السلام الداخلي تستند إلى قواعد قانونية وقرارات صادرة عن مجلس الوزراء من شأنها إعطاء دفعة مهمة نحو الأمام للمسيرة جاءت أحداث الشغب وما حملته من أعمال نهب وتخريب وعنف وابتزاز وقتل".

وأوضح داود أوغلو أن حكومته أعطت تعليمات لجميع الولاة لحفظ النظام العام مشيرا إلى "تعرض الكثير من فئات المجتمع التركي للظلم ولو أن هذه الفئات تصرفت بعنف لكان الوضع في البلاد أسوأ من الوضع القائم حاليا في سوريا وإذا زال النظام العام من أي بلد لا يبقى مكان للسياسة ولا للحرية ولا يمكن لأصحاب القناعات المختلفة أن يعبروا عن رأيهم".

ومن جهتهم، أشار بعض أعضاء اللجنة إلى أهمية الاجتماع في هذا الوقت الذي تتصاعد فيه وتيرة الأحداث. ولفت أعضاء اللجنة إلى أنّ الاجتماع سيكون بمثابة ردّ على الذين يراهنون على انتهاء عملية السلام في تركيا، مجدّدين استعدادهم للقيام بأدوار إيجابية للإسهام في إنجاحها.

يذكر أن مسيرة "السلام الداخلي" في تركيا انطلقت قبل نحو عامين من خلال مفاوضات غير مباشرة بين الحكومة التركية وزعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان المسجون في جزيرة (إمرالي) ببحر مرمرة منذ عام 1999 وذلك بوساطة حزب السلام والديمقراطية الكردي وبحضور ممثلين عن جهاز الاستخبارات التركي.

وشملت المرحلة الأولى من العملية وقف عمليات حزب العمال الكردستاني وانسحاب عناصره خارج الحدود التركية وقد قطعت هذه المرحلة أشواطا ملموسة فيما تتضمن المرحلة الثانية عددا من الخطوات الرامية لتعزيز الديمقراطية في البلاد وصولا إلى مرحلة مساعدة أعضاء المنظمة الراغبين بالعودة إلى البلاد لاسيما الذين لم يتورطوا في جرائم خطيرة من أجل الانخراط في المجتمع التركي.

كما تمّ تشكيل لجنة الحكماء في مطلع شهر نيسان/ أبريل الماضي بدعوة من رئيس الوزراء التركي آنذاك رجب طيب أردوغان، لتكون حلقة وصل بين الدولة والمجتمع، وتقدّم توضيحاً موضوعياً حول عملية السلام الجارية حالياً في البلاد.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!