هاشمت بابا أوغلو - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

توقف الجيش العراقي منذ يومين عن التقدم نحو الموصل، واهتز على وقع المواجهات الأولى، هل تفاجأتم عندما نقلت وسائل الإعلام هذه الأخبار؟ لا أعتقد ذلك. لا يُمكن أنْ تتفاجؤوا من هذا الخبر، إن كنتم تتابعون الأخبار عبر التلفاز خلال الأيام الماضية.

هل يُمكن إطلاق وصف "جيش" على عناصر تُحب الظهور على التلفاز تحت رايات مختلفة ومتنوعة، وعندما يسمعون صوت إطلاق نار من بعيد لا يعلمون ماذا عليهم أن يفعلوا؟ هذه هي الحقيقة، ولو كانت قوى التحالف تسعى فعلا لإنقاذ الموصل من داعش، لقامت بالعملية العسكرية بصورة مغايرة تماما. ولمعرفة ذلك لا يتوجب أنْ نكون خبراء.

لا أحد يعمل الآن على تحرير الموصل، هذه خرافة، بل الأمر على العكس تماما، يزرعون أساسات لحرب أهلية جديدة.

تحدثت كثيرا، عن أنّ داعش حجرا يصيب عصافير عديدة مرة واحدة، وهو "مفتاح إنجليزي" يوائم كل الأشكال. ودعونا نرجع إلى أصل الحكاية، ونبحث عن إجابة "كيف يُمكن لحكومة بغداد الشيعية أنْ تقوم شرعنة ما تقوم به ليحظى بقبول دولي ويريحها من الضغوطات؟"، الإجابة تعرفونا، وهي إقصاء السنة وزرع داعش.

هكذا كانت القصة، وقد نجحوا في ذلك، عندما تركوا الموصل لداعش، وانصبت أنظار العالم على التنظيم الإرهابي، وهكذا عملوا على نسيان السنة لما تعرضوا له منذ 2003 وحتى الآن!

هناك بعض الخبراء(!) الذين يخرجون على التلفاز ولا يزالون يتحدثون عن "فرض الاستقرار"، وهم يتحدثون عن ذلك منذ بداية الألفية، لكن لم يتوفر الاستقرار بأي مكان، لأنّ الواضح أنّ القوى الظلامية لا تريد الاستقرار للشرق الأوسط، بل بالعكس تريد نشر مزيد من الفوضى لعدة سنوات أخرى كي تستمر في هيمنتها، وسيقومون بترتيب الأمور كما يريدون بعد تشتيتها وتمزيقها.

حينها ستنشأ دول جديدة، وخرائط جديدة، ومصالح جديدة، وحسابات جديدة، فهل هناك أمل لإيقاف ذلك؟ ممكن، ولكن الأمور لا تبشر بخير، لأنّ المخططات التي رسموها مبنية على التمزيق والتفتيت وزيادة النزاعات.

علينا أنْ ندعو الله أنْ يجعل آلام الأطفال والمدنيين في الموصل قليلة، ولندعو الله أنْ تستخدم تركيا قوتها من أجل التخفيف من حدة الأمور السلبية، وتقود الأمور نحو الصواب قدر المستطاع.

عن الكاتب

هاشمت بابا أوغلو

كاتب في صحيفة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس