ميتي يرار – صحيفة قرار – ترجمة وتحرير ترك برس

حصار الموصل أكثر ما سيتم تداوله في الأيام القادمة، حيث حصار داعش للموصل من الداخل, والحصار المحيط بها من الخارج, وعدد يقترب من المليون والنصف من سكان الموصل حكم عليهم بالبقاء تحت هذا الحصار المزدوج.

كانت الموصل ثاني أكثر المحافظات تطورا بعد بغداد, حتى إنها كانت السباقة في بعض المواضيع عند المقارنة بينهما، كان قادة بغداد يعطون الأهمية لعشائر الموصل تجنبا لمواجهة المشاكل معها, لأن الموصل وعشائرها كانت القوة الوحيدة التي تسطيع التمرد على الحكم في بغداد، حتى إن الموصل كانت تعد نصف مستقلة تقريبا.

كان تلعفر مركز استقرار التركمان وعيشهم، حيث إنهم استطاعوا الحفاظ على أصلهم على الرغم من وجود خلافات مذهبية بينهم، كما تعد مجموعات التركمان في تلعفر الأكثر عنفا وميلا للسلاح. عندما كانت حكومة العراق منذ عهد صدام حسين تنصّب أحد التركمان برتبة عليا كانت تختاره من هذه المجموعات، مع أن هذه المناطق تبدو وكأنها خاضعة للحصار وتنتظر مصيرها, إلا أنهم هم من سيحدد النهاية.

يبدو أن مصير الموصل سيكون مثل الفلوجة في حال عدم دعم عشائر المنطقة للقوات التي تحارب داعش من الخارج، عندما عجزت أمريكا عن إخضاع المتمردين في الفلوجة, وجهت نداء إلى أهل المنطقة بإخلائها بالكامل, مهددة بأنها ستنظر إلى أي شخص موجود في المنطقة بعد انتهاء المدة المحددة على أنه متمرد, وعندما انتهت المدة المسموح بها قامت بقصف وتدمير المنطقة بشكل شبه كامل، مع ذلك فقد واجهت صعوبة في الدخول إلى الفلوجة ودفعت ثمن ذلك بخسائر فادحة، وما يزال أهل الفلوجة يحاولون العيش في ظل آثار ذلك الدمار.

مصير الموصل سيكون مشابه للفلوجة في حال عدم القيام بانتفاضة في الداخل.

توقع رئيس الجمهورية التركي أردوغان حصول ما تعيشه الموصل اليوم قبل فترة عام تقريبا, وقام بإرسال تقرير إلى أوباما ذكر فيه أن تركيا تستطيع تطهير الموصل من داعش بمساعدة عشائر المنطقة في حال السماح لها بذلك. كان سبب قلق تركيا في تلك الفترة هو حجم الخسائر التي سيعاني منها الشعب الأعزل, ووجود إمكانية واحتمال بدء حرب مذهبية في المنطقة. إلا أن هذه الخطة لم تلقى الدعم المطلوب من الحكومة الأمريكية.

لم تتردد أمريكا في دعم التنظيمات الإرهابية في المنطقة بحجة محاربة داعش, إلا أنها لم تعرض خيارا كهذا لشعب الموصل.

ألم تقل أمريكا أن شعب المنطقة لهم الأولوية في الدعم؟ !! وأن شعب الموصل سيعتمدون على أنفسهم في مواجهة داعش كما حصل في كوباني؟!! توضح أن كل ما قيل بخصوص هذا الموضوع كان يخص مجموعات تختارها أمريكا لدعمها.

لا بد من التذكير بما قاله بعض المسؤولين الأمريكيين, إذ قالوا " سيستمر إرسال الدعم إلى الشعب الراغب في المنطقة"، يبدو أنهم يقصدون المجموعات الراغبة بالتحالف معها عندما استعملوا كلمة الراغب، ولا يقصدون الشعب الراغب بمواجهة داعش. 

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس