فخر الدين ألتون - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

إن حزب العمال الكردستاني تنظيم إرهابي دموي، بدأ حربه ضد تركيا منذ الثمانينيات، وليس فقط تركيا من تعده تنظيما إرهابيا، إنما أمريكا والاتحاد الأوروبي أيضا، لكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا تعد أمريكا والاتحاد الأوروبي هذا التنظيم إرهابيا؟

بلا شك لأنهما يريدان قطع الإمدادات المالية عنه وإيقاف أنشطته في بلدانهم، أليس كذلك؟

لا ليس كذلك، لأنه مايقوله هؤلاء هو حبر على ورق فقط، بعبارة أخرى إنهم يكذبون، فلقد استِعمل تنظيم "بي كي كي" من قبل أمريكا والاتحاد الأوروبي لسنين من أجل إخضاع تركيا، وهذا ما رأيناه منذ التسعينيات، لكن في عام 2000 أصبح دعمهم للتنظيم محدودا، وبعد عام 2014 عاد دعم أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي من جديد، وبشكل أقوى من السابق لحزب العمال الكردستاني، لكن ما يدعونا إلى الحيرة هو السؤال التالي: لماذا قل دعمهم في عام 2000؟

لأنه في عام 2000 أخذت تركيا تتجه نحو الاستقرار بتشكيل بنية إقتصادية-اجتماعية و اجتماعية-سياسية مستقرة، وقد وجد النظام العالمي هذه البنية المستقرة كفرصة يمكنه الاستفادة منها، وظنوا أنه بتحالفهم مع النظام الحاكم يمكنهم تحقيق مآربهم، ومن أجل جر تركيا وإخضاعها لأهدافهم عملوا من جهة على تسيير نظام أردوغان ومن جهة أخرى عملوا على إحاطة ومحاصرة تركيا، وظنوا أنهم بهذا الشكل سيتطيعون توجيه تركيا بالشكل الذي يناسبهم، فاستلم الكمالييون مهمة التسيير الداخلي أما اليساريون والليبراليون والتنظيم الموازي فحملوا على عاتقهم مهمة تطويق تركيا من الخارج، وأما بالنسبة لحزب العمال الكردستاني فأبقي خارج اللعبة لفترة محددة.

لم يفلح الكماليون في مهمتهم مع أنهم تلقوا الدعم من أصدقائهم الأمريكان، في نهاية عام 2000 بدأت تعليقات كهذه بالظهور : " أصبح الكماليون -العنصر الأهم في المعادلة التركية- خارج اللعبة"، لكن عندما فقد الكماليون الأمل في تحقيق مآربهم أخذوا يبحثون عن حزب سياسي إسلامي ليصبح الحزب الحاكم بدلا من حزب أردوغان، ووجدو ذلك في اليساريين الليبراليين والكيان الموازي، لكن مع ذلك لم يستطيعوا الوصول إلى هدفهم، حتى إنهم عرضوا على أردوغان عروضا دنيئة  من مثل:
" أنت خذ أصوات الشعب وأعطِ الختم لنا"، وعندما قابلهم أردوغان بالرفض بدؤوا بشن حربهم على حزب العدالة والتنمية، وقاموا بأحداث "غيزي بارك" المشهورة، إلى أن قاموا بمحاولة انقلاب 17-25 ديسمبر/كانون الأول لكن ابتليوا جميعهم بالفشل.

بعد كل هذه المحاولات الفاشلة بدؤوا بمرحلة جديدة وهي "سياسة التخريب" واتفقوا جميعهم ضد أردوغان والإرادة الشعبية، وأدخلوا حزب العمال الكردستاني في هذه المرحلة وأعطوه الإمكانات كلها ليسيطر على الشمال السوري ويستخدموه ضد الدولة التركية، وبدأ الغرب بالدفاع عن مشروعية حزب العمال الكردستاني الإرهابي وإظهاره كلاعب سياسي فاعل في المنطقة وجعلوه بطلا عظيما لمحاربته لأردوغان.

ومن جهة أخرى فإن الدولة التركية تحارب هذا التنظيم وامتداداته الإرهابية من أجل الحفاظ على أمن البلاد، وخاصة حزب الشعوب الديموقراطي الجناح السياسي لتنظيم "بي كي كي" الذي يدعم الإرهاب بتشجيع الناس على التخريب والنزول إلى الشوارع من أجل زج حزب العمال الكردستاني بحرب داخلية.

لقد اعتقل منذ يومين نواب من حزب الشعوب الديموقراطي من بينهم صلاح الدين ديميرطاش و فيغن يوكسيك داغ وفقا للقانون و تحت إطار محاربة الإرهاب، وكلنا يعلم صدور قرار البرلمان التركي برفع الحصانة عن نواب حزب الشعوب الديموقراطي لدعمهم الصريح للإرهابيين، وعلى إثر ذلك دعتهم المحكمة للاستجواب، لكن دميرطاش ورفاقه تحدوا ذلك وأعلنوا عدم ذهابهم للإدلاء بإفاداتهم، وبسبب هذا فإن الدولة جاءت بنفسها لأخذ إفادتهم.

فعلى الدولة أخذ كافة الإجراءات والوسائل اللازمة لمكافحة الإرهاب إن تمادى التنظيم الإرهابي في إرهابه.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس