إبراهيم تَينيَكجي – صحيفة يني شفق – ترجمة وتحرير ترك برس

ما زال الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، مستمرون بخلق الأعذار والأسباب والحجج من أجل قتل المزيد من المسلمين، وهذا الوضع مستمر منذ سنوات عدة، ووصل إلى مرحلة تخطت حدود صبرنا وتحملنا. عن ماذا نتحدث؟ أين ننظر؟ أيهم نختار لنكتب عنهم، نتألم ونحزن لوضعنا.

مهما كانت الأسباب والحجج، النتيجة لا تتغير، زهق أرواح أعداد لا متناهية من المسلمين، وفرض الظلم على القسم الآخر منهم وجعلهم ضحايا لبطش الغرب، ليبقى من تبقى منهم بحالة غضب شديد لأحوالهم وأوضاعهم، ثم يُستخدم هذا "الغضب" مرات ومرات أخرى.

اجتاحوا العراق واحتلوه بسبب الأسلحة الكيميائية، وحولوه إلى شيء آخر لا يشبه الدولة أو الوطن بشيء، وفتحوا فيه جرحا غائرا، ما زال يكبر وينزف حتى اليوم، وأصبحوا غير قادرين على حصر أعداد اللاجئين والمفقودين، فكلها أرقام تقريبية، تخمينية.

وبحجة طالبان، دمروا أفغانستان، وبحجة الحرب على الإرهاب سيطروا على باكستان، فحسب تقرير خاص حول الأحداث في باكستان، فقد قتل ما يزيد عن 2379 مؤمن ومسلم باستخدام الطائرات بدون طيار، هؤلاء منهم 84 رجلا عسكريا فقط.

واليوم، الجميع يتساءل عن سبب بقاء الغرب متفرجا على المجازر والإجرام في سوريا، لكن الجواب واضح، لأنه يوجد هناك من يقوم بوظيفتهم على أكمل وجه، يوجد في سوريا من يفكر بنفس تفكير الغرب ويعمل عملهم. فهل يوجد فرق بين قصف الطائرات الأمريكية بدون طيار لمنازل المواطنين وأحيائهم، وبين قصفها بالبراميل المتفجرة من قبل الأسد؟ الجواب: لا.

لم نستطع حتى الآن فهم ما يحصل في إفريقيا بالضبط، فصرنا نرى منظمات لم نسمع بها من قبل، تخرج وتقوم بعمليات قتل جماعية ضد السكان المسلمين. واليوم يرسلون العساكر والجيوش من أجل محاربة الأوبئة المنتشرة هناك، بدلا من إرسال الأطباء، فهل يعقل أنّ تلك العساكر هي من ستحارب وتقضي على المكروبات والبكتيريا باستخدام أسلحتها الثقيلة؟ حقيقة مؤلمة.

وفي أيامنا هذه، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية وشركاؤها هذه المرة، باستخدام حجة متمثلة ببعض المجموعات من الأكراد، من أجل قتل المزيد من المسلمين، لكن هذا لم يعُد يكفي، فبدؤوا تزويد المقاتلين بالسلاح، ففي فترة سابقة كان هناك اتهامات لأمريكا بدعمها لمنظمة الإرهاب الكردية (حزب العمال الكردستاني)، وهكذا تكون هذه "الأقوال" قد تم إثباتها. ثم يتحدثون عن "الأخلاق"، لكن بحثهم عن مصالحهم فقط ليس "بأخلاق" وإنما لا يمت للأخلاق بصلة. فهؤلاء الظالمون هم أعداء الإنسانية.

***

بعد سرد كل الأحداث المؤلمة السابقة، والتي لو أردنا الحديث عنها بالتفصيل لاحتاج الأمر إلى كتب ومجلدات، سنعود قليلا إلى عنوان هذه المقالة، وقبل ذلك، دعوني اقتبس نصيحة ذهبية من الكاتب "إرول يلماز" الذي قال :"إذا أردتم معرفة كونكم على الطريق الصحيح أم لا، انظروا إلى من يقف معكم، وإلى من يقف ضدكم".

دعونا ننظر الآن إلى الأطراف التي تقف إلى جانب تركيا، وإلى الأطراف التي تقف ضد تركيا، وسنبدأ بالحديث عمّن يقف معنا لكي لا يتبقى مجالا لذكر الذين ضدنا، فمن يقف معنا بلا شك هم: شعب فلسطين المكلوم، وشعب مصر المظلوم، والشعب السوري المقهور، وشعب إفريقيا الغريب في أرضه. ألم نكن نقول في كل فرصة ومنذ زمن طويل، أنّ تركيا "وطن الغرباء"؟

هذه القائمة لمن يقف معنا، وكل الأحداث التي نشاهدها تثبت لي شيئا واحدا فقط: تركيا أكبر بكثير من كونها مجرّد دولة. أتذكرون عامل منجم الفحم المصاب، الذي رفض أن ينقل على نقالة الجرحى لكي لا تتسخ؟ ألا ترون كيف يحتضن الشعب التركي كل المضطهدين المظلومين؟ نعم، الأمل هنا، الأمل في شعبنا العزيز.

عن الكاتب

إبراهيم تينيكجي

كاتب في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس