تونجا بينغين – صحيفة ملييت – ترجمة وتحرير ترك برس

ما الهدف من عملية درع الفرات؟ القضاء على وجود تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة, ومنع تشكيل حزب الاتحاد الديمقراطي/وحدات الحماية الشعبية لممر إرهابي تحت مسمّى مكافحة داعش. وفقا لهذا فإن الهدف الأساسي الآن هو تحرير منطقة الباب بعد وصول عملية درع الفرات إلى عتباتها. ثم العودة إلى منبج التي تقع تحت سيطرة وحدات الحماية الشعبية. وذلك يعني وضوح الموقف التركي في سورية.

وبالمقابل فإن هناك فرقا حادا بين ما تظهره بعض الدول التي تبدو محالفة لتركيا (على رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية) وبين نواياهم الحقيقية. لذلك فإن تركيا تسيّر هذه العملية مراعيةً أبعادها العسكرية والسياسية معاً.

هناك صعوبات ناجمة عن تنفيذ العمليات بالاشتراك مع قوات الجيش السوري الحر، لأن هذه القوات ليست بنية منتظمة تجتمع تحت سقف واحد. كما يمكن أن تُظهر ردود أفعال غير متوقعة، مثل مغادرة المناطق المحررة عند محاصرتهم. مما أدى إلى ظهور آراء جديدة حول العملية التي تركت 100 يوم وراءها بسبب السكون الناجم عن قوات الجيش السوري الحر.

هل هو كذلك حقاً؟ كانت إجابة الضابط المتقاعد والمختص بشؤون الإرهاب والأمن عبد الله أكار على على هذا السؤال على النحو التالي:

"السبب الأساسي في توقف العملية لفترات متراوحة هو التهديد الناتج عن ساحة المعركة. مثل الألغام, المفخخات, القنابل اليدوية وأنظمة الأسلحة المتطورة التي يملكها بي كي كي وداعش. لذلك كان من الضروري القيام بهذه العملية بشكل دقيق جداً.

في الجانب الآخر هناك مدنيون يعيشون في منطقة الباب, ومن الصعب جداً التمييز بينهم وبين عناصر داعش. هناك أوضاع متغيرة لحظياً, ولم يتم التمييز بين الأصدقاء والأعداء بشكل واضح بعد، يمكن أن يظهر بعض الأشخاص الذي يقومون بحركات عدوانية يتظاهرون بأنهم من العناصر الصديقة.

من أهم آليات هذه العملية  خلال الحملات التي تقوم بها أنك لا تواجه تهديدات ساحة المعركة فقط, إنما تضطر لمواجهة التلاعب في الإرادات التي تتحكم بهذه التهديدات أيضاً".

كم من الوقت ستستغرق هذه العملية؟

كانت إجابة عبد الله أكار على النحو التالي:

"مررنا بما يشبه هذه العملية في الجنوب الشرقي، لا يوجد معيار محدد لمدة العملية. إنها مرتبطة تماماً بوجود المدنيين في المنطقة ومقاومة عناصر داعش والقوة التي ستبذلها تركيا.

وتابع: قمنا بإنشاء المناطق السكنية في "نصيبين" و"جيزرة", وكان ذلك خلال ثلاثة أو أربعة أشهر، لكن عندما ننظر إلى المناطق السكنية في "إيدل" نجد أنها انتهت خلال 20 يوماً. ذلك يعني أن المدة مرتبطة بالقوة التي تبذلها تركيا ومقاومة الطرف الآخر لهذه القوة، لا نعرف مدى المقاومة التي ستظهرها داعش, لكننا نعرف أنها وسائل المقاومة مثل الألغام, المفخخات, الأسلحة, المعدات والرجال لا تتيح لداعش إمكانية المقاومة لمدة طويلة، لم تصمد طويلاً في "دابق" على الرغم مما قاله الجميع عن صعوبة تحرير المنطقة، لكنها صامدة في منطقة الباب".

هل سيهرب عناصر داعش إلى الرقة؟

لا يمكن لداعش الهروب، عليها أن تصمد وتقاوم في بعض المناطق. لا بد أن بعض الجهات طلبت من داعش أن تقاوم تركيا, وهي صامدة لكنها قدمت العديد من الضحايا. لم يعط رئيس الأركان أي تصريح عن عدد الضحايا بسبب عدم التمكن من تقريرها بشكل كامل.

قوة داعش:

أفاد عبد الله أكار بخسارة ما يقارب الـ 1500 عنصر من البشمركة فقط خلال عملية الموصل, وأن خسارة الجيش العراقي اليومية تتمثل بالـ 200 عنصر في كل يوم. كما أجاب عن سؤال "ما هي قوة داعش" على النحو التالي:

"ما يزال هناك ما يقارب الـ 25-30 ألف إرهابي ينتمون إلى داعش في سورية والعراق. كما يوجد في يد داعش ما يقارب الـ 2700 عربة مدرعة (دبابات-قذائف-هامر), وملايين الأطنان من الذخائر استحوذت عليها من الجيش العراقي فقط. قالت أمريكا في بيان أصدرته قبل فترة أنها تمكنت من تدمير 30% فقط من هذه الأسلحة والذخائر. كما يجب أخذ أسلحتها في سورية بعين الاعتبار نظراً لسيطرتها على 40% من الأراضي السورية. هناك أيضاً الأسلحة المدعومة بها من الخارج, والأسلحة التي قامت بشرائها أيضاً".

هل سيكون من السهل القضاء على داعش؟

بدأت داعش بالتعب والهلاك والتقلص, لكن من الصعب التنبؤ كم من الوقت سيستغرق هذا الأمر. إنها تستند إلى قاعدة اجتماعية قوية, وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها.

الانتباه للحظر المخفي:

لم تتخلى أمريكا عن خطة إنشاء الممر الكردي, بل بدأت بالسعي إلى ألعاب جديدة مع مقاوليها "حزب الاتحاد الديمقراطي/وحدات الحماية الشعبية". لذلك لا بد من الاستعداد لمفاجآت أمريكا الجديدة في منطقة الباب بعد تحريرها من داعش. على سبيل المثال, كان قلق الجنرال الطيّار الذي تحدثت معه أمس على النحو التالي:

"كان يتم تطبيق الحظر على تركيا في خصوص الطائرات بسبب سوء أو انقطاع علاقاتها مع أمريكا، مما يؤدي إلى الانخفاض في أنشطة نظام الطائرات. لأن الطائرات تحتاج إلى بعض الإصلاحات في فترات معينة, ويتم تبديل بعض الأجزاء حتى وإن لم تكن تتسبب بأخطاء. في حال عدم تبديل هذه الأجزاء يمكن الطيران بنسبة 10% زائدة, لكن فيما بعد ستبدأ الاخطاء بالظهور مما يؤدي إلى تشكل الخطر على الطائرة والطيار. توجد بعض الأجزاء في المخازن بمقدار معين, ويمكن أن تدير الأمور لعدة أشهر لكن فيما بعد تبدأ المعاناة من ضائقة. على سبيل المثال, الحظر الذي تم تطبيقه على تركيا بعد عملية قبرص عام 2974".

عن الكاتب

تونجا بنغن

كاتب لدى صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس