حسن بصري يالتشين - صحيفة تقويم - ترجمة وتحرير ترك برس

أدى الاعتداء الإرهابي السافر في قلب إسطنبول إلى استشهاد 38 شخصًا وسقوط العديد من الجرحى. نسأل الله الرحمة لشهدائنا والصبر لذويهم. والشفاء العاجل لجرحانا.     

لأن هذا الإرهاب المدان يرغب في إخافتنا. والتقسيم اعتمادًا على ذلك. واعتقاده أن هذا التقسيم سيؤدي إلى هزيمتنا. أو تراجعنا من خلال إلحاق الأذى بنا. ومن الطبيعي أن يكون الأمر كذلك. لأن المنظمات الإرهابية بإمكانها إخافة المجتمعات وتقسيمها في بعض الدول أحيانًا. وإثارة الاضطرابات. وفي أحيان نادرة جدًا قد تؤدي إلى تراجع بعض الدول.

ولكن لم تنجح تلك المنظمات الإرهابية في أي مكان. وهو ما تم إثباته بالإحصائيات مرات عديدة. وربما بالقضاء على الإرهاب بالكامل. لأنه لم ينتصر نهائيًا قط.

بل ظهر الآن بوضوح أكبر. وذلك بضغط أعدائنا علينا خلال السنوات الخمس الأخيرة. ولكننا على دراية تامة بهذا الموضوع. ولهذا أدت وحشية الإرهاب إلى توحيد التيار الرئيسي للمجتمع.

وإن وجد العديد من الهامشيين في الإعلام والتويتر ولكن دعكم منهم. لا تعبؤوا بأولئك الخونة. بل انظروا إلى المجتمع بأسره. لأننا تلاحمنا بشكل سيعجزون فيه عن تقسيمنا. كما أننا غاضبون إلى حد لن نخاف فيه. 

ولهذا نتعرض لاعتداء منظم، يصعب فيه تجاهل ما يريدونه من تقويض لمستقبل تركيا. وإن تكررت هذه الاعتداءات فقد كسرنا حاجز الخوف. ومما لاشك فيه أن الإرهاب يعد عملًا رهيبًا. تعرضنا فيه لأذى كبير. 

ولكن المجتمع التركي على دراية تامة بالحرب التي يخوضها. كما يدرك تماماً ما المقصود من تلك الاعتداءات. ولهذا كان الغضب والتلاحم بديلًا عن الخوف، والتقسيم، والتراجع.

ولكن السؤال الأول الذي يتبادر إلى الأذهان هو من الفاعل؟

يشير الهجوم على حافلة قوات مكافحة الشغب إلى احتمال تورط تنظيم بي كي كي. في الواقع إن معرفة الفاعل ليست مهمة جدًا. لأن من الواضح جدًا أنه اعتداء على تركيا بالكامل، بغض النظر عن الفاعل.

لو أن داعش هي الفاعل، لفضلت الاعتداء على هدف سياحي. إضافة إلى أنه ليس لدى داعش حدوداً مع تركيا. بينما يتواجد تنظيم بي كي كي داخل حدودنا وعلى مقربة منا. كما تحولت سوريا والعراق إلى وكر للتنظيم. وبالتالي ينفذون اعتداءاتهم بهدف الحفاظ على تلك المناطق.  

في حين تعد عملية الباب التركية الحلقة الأخيرة من معركة درع الفرات. مما يعني اكتمال الخط الدفاعي. وقطع الطريق أمام بي كي كي/حزب الاتحاد الديمقراطي، بمجرد تطهير مدينة الباب من داعش. وفرض تركيا سيطرتها الكاملة على المجال الحيوي المتعلق بأمنها القومي.

ومن المتفرض أن يؤدي تنفيذ بي كي كي تفجيرًا في إسطنبول إلى زعزعة الدولة والرأي العام التركي وإيقاف عملية الباب. وبالطبع لم يتحقق ذلك. بل ساهم هذا الاعتداء في إسراع هامش إيقاف تركيا بشكل أكبر. في الواقع يعد هذا الاعتداء مؤشرًا على مدى أهمية وضرورة عملية الباب التركية.

ولهذا سيواصل أعداء تركيا اعتداءاتهم. ومحاولة الإساءة إلينا من خلال تكثيفها. ولكن لا جدوى من ذلك بالرغم من النتيجة التي حصلنا عليها.

وفي حال سيطرة تركيا على مدينة الباب ستتمكن من إقامة درعها الخاص. دون أن يؤدي ذلك بالضرورة إلى إيقاف هذا الإرهاب. بل سيواصل كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية دعمهم له. والاستمرار في صناعة الإرهاب في سوريا والعراق. وهو ما ينبغي أخذه في الاعتبار.

من خلال مهاجمة الإرهاب المستوطن والمتنامي في عفرين وشرقي الفرات تركيا. وبناء عليه اتضحت الخطوات التي ستتخذ في نهاية عملية الباب.

كما ينبغي على تركيا تقويض حزب الاتحاد الديمقراطي مثلما أبعدت داعش عن حدودها، حتى تتمكن من خفض هجماته الإرهابية. ولهذا ينبغي أن تكون منبج الهدف الأول بعد الباب ومن ثم عفرين. وفيما بعد سيأتي دور شرقي الفرات. إذ من الضروري بالنسبة إلى تركيا القضاء على القوة العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي في شرقي الفرات، وعلى الفور.

وبذلك ستحتل تركيا مركزًا جديدًا عقب عملية الباب. لأنها ما تزال في حالة دفاع ضد الحزب في الوقت الذي تحارب فيه داعش. والآن حان دور مهاجمة الحزب والتحول إلى الدفاع ضد داعش.

عن الكاتب

حسن بصري يالتشين

كاتب في صحيفة تقويم


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس