أردان زنتورك - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس

نحن شعب التفت لبناء مستقبله ووطنه الباقي من ميراث الإمبراطورية العثمانية، التي كان انهيارها بمثابة نقطة انعطاف جديدة لنا بعدما ابتلينا بخسارات فادحة معنوية ومادية.

وإن تجاهلنا العملية العسكرية التركية في قبرص عام 1974، فلم تكن لنا أي نية سيئة مع أحد، فقط كان شغلنا الشاغل تقوية بنيتنا التحتية ومواكبة التطور الصناعي والتكنولوجيا بشكل سريع، وإنشاء جيل مربى على الإنسانية والأخلاق الحميدة، كان همنا ترتبيتهم لعل وعسى أن يخرج منهم فنانون عظماء، وأدباء متميزون، وعلماء وضعوا كوكب المريخ نصب أعينهم، وصناعيون مَهَرَة، ومهندسون معماريون، وأطباء يعالجون أكثر الأمراض استعصاءً، وأفضل الرياضيين.

كنا نسعى لتقوية جيشنا بتطوير صناعاتنا الدفاعية، وجعلنا هدفنا "لا نطمع بأرض أحد وبالمقابل لا يطمع أحد بأرضنا"...

نجحنا بتحقيق كل ما سبق...

لم نعتدي أبدا على مال أو شرف أحد، ولم نقتل أطفال أحد، ولم نقم بعمليات تفجيرية في ميادين وساحات أحد، فنحن شعب مجتهد وقنوع، يبدأ يومه بالعمل من الصباح الباكر إلى ساعات متأخرة من الليل دون استراحة، يساعد العاطلين عن العمل والمحتاجين.

استقبلنا أكبر عدد  من لاجئي العالم دون كلل أو ملل، في الوقت الذي يساء فيه لمواطنينا في بلاد الاغتراب، ومع ذلك نتعامل مع المسيئين بلغة الحوار.

نملك واحدا من أقوى الجيوش في العالم، ولدينا 17 مليون شاب على استعداد تام لحمل السلاح، لكننا نضبط أنفسنا بعدم خوض أية حروب، ولو أجبرتمونا على ذلك فاعلموا أنه لن يبقى أحد في مأمن على هذا الكوكب.

إن كانت لديكم أية مشكلة معنا، فقولوا...

منكم من يدعي أنه حليفنا، والمصائب تنزل علينا منذ أن صادقناه، وكانت أحداث 15 تموز/ يوليو آخر المصائب، وآخرون منكم يدعون أنهم حلفائنا في الناتو منذ سنين وهو الذي يدعم الإرهابي الذي خان وطنه وباعه بل ويستقبلونه في القصر الرئاسي ويجنسونه، لا عجب في ذلك فهو عميل للاستخبارات الأمريكية منذ حوالي 40 سنة، واليوم تقوم أمريكا وألمانية بحمايته وحماية أتباعه بعد محاولتهم الفاشلة في الإنقلاب على الديمقراطية.

وآخرون اعتقدنا أنهم مخلصون، لكننا اكتشفنا أنهم كاذبون كروسيا، أما بالنسبة إلى إيران فقد اعتقدنا أنها كاذبة لكن اتضح لنا أنها قاتلة، وأما الصين الإمبريالية فهي تحاول فرض هيمنتها على العالم كقوة جديدة وتقوم بالضغط على الأتراك.

لنعد لإيران، فهي دولة متمرسة في قتل المسلمين في كل من "البوسنة والهرسك" والشيشان، واليوم تعيد الكرة وتتفق مع روسيا على احتلال حلب وقتل الناس، وبوتين يظن أن روسيا بسكبها للدماء هنا وهناك ستصبح القوة الأعتى في القرن الحادي والعشرين.

ويخطئ من يظن أنه بالاتفاق الأمريكي الأوروبي سوف يعاد تنظيم مناطق المسلمين السنة من قبل جيوش علي خامنئي.

كان ردنا على المجزرة التي قام بها الرئيس القبرصي "ماكاريوس" بحق الأتراك القبارصة، باجتياحنا لقبرص الشمالية عام 1974.

اليوم تشكل لنا سنة 2016 نقطة انعطاف تاريخ هامة، فشعبنا أصبح على دراية كبيرة بما يحدث من حوله، فنحن أصبحنا وحيدين...

نعم...

كونتم فكرة سيئة عن الأتراك وروجتم للـ"تورك فوبيا" وها هنا أقولها لكم: "حان الوقت لتخافوا منا".

خلال السنوات العشر المقبلة سيكون حضورنا أقوى في مناطق وسط آسيا، والقفقاس، والبلقان وطبعا الشرق الأوسط، وسيحل الخراب في عواصمكم، صدقوا هذا... فإنكم لم تروا شيئا بعد.

عن الكاتب

أردان زنتورك

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس