عمار الكاغدي - خاص ترك برس

عندما تكون واقفاً على صعيدٍ من الرّمال المتحركة محاولًا أن توازن خطواتك للخروج من المأزق الذي أحاط بك من كل جانب يحدث أن يأتيك أحمق على هيئة منقذ فيزيد الطين بلّة ...

سواءٌ كان منفّذ عملية اغتيال السفير الروسي بأنقرة مدفوعًا بأيادٍ خارجية تريد المزيد من التوريط لتركيا عبر تأزيم علاقاتها الدولية التي وظّفتها تركيا مؤخّرا بشكل أكثر فاعليّة فيما يتعلق بأحداث حلب.

أو كان مدفوعًا بدافع ذاتي أخرق كدافع هؤلاء الذين أحرقوا الحافلات التي كان مقرّرًا أن تساهم في إتمام صفقة إنقاذ المحاصرين في حلب بحجة أنها: "حافلات تابعة للنظام"!!!

على كلا الحالين فالنتيجة المقصودة هي الإمعان في السعي للمزيد من التوريط لتركيا من قبل جهات دولية وإقليمية لم تعد تخفي نواياها بعد فشل المحاولة الانقلابية.

أضف إلى كل ما سبق السلسلة المفتوحة من التفجيرات ذات البصمة الأحادية الواضحة لدى الأجهزة الأمنية التركية والتي ألمحت في عدّة مناسبات وقوف "دول" لا جماعات وراء تزويد المنفذين بالمواد المتفجرة .

الوضع الجديد جدًا والهَشّ جدًا في حلب والذي يشبه حالة السائل الذي من الممكن أن يأخذ شكل أول إناء يفرغ فيه ، كل هذا ربما يكون قد أغرى بعض الجهات الإقليمية بالذات بالقفز لخطوات إلى الأمام عبر سيناريو تصوّرته مجدياً في جعل العلاقات التركية الرّوسيّة تصل إلى نقطة اللاعودة.

لا بدّ أن صانع القرار التركي اليوم لن ينام ملئ جفونه تحسّباً لما تخفيه الأيام بل الساعات القادمة ، فشدّة تواتر الأحداث الأمنية في تركيا أضحت سمة المرحلة الأخيرة.

التّحدّي اليوم يتطلّب المزيد من رصّ الجبهة الداخلية التركية من جهة ، و حملة رأي عامّ على مستوى العالم الإسلامي من جهة أخرى تُحشد فيها الطاقات فكرياً وسياسيًّا وإعلاميًّا، الأمر الذي سيسهم ولا ريب في تخفيف وطأة الأيام المقبلة والتي لا شك ستكون حبلى بالتحديات.

عن الكاتب

عمار الكاغدي

كاتب سوري


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس