هاكان ألبيراق - صحيفة قرار - ترجمة وتحرير ترك برس

السفير هو أمانة لديكم، هذه قاعدة منذ عشرات آلاف السنوات، مهما كانت الدولة التي يُمثلها، هو أمانة لديكم، ولا يُمكنكم المساس حتى بسفير ألذ أعدائكم. ونحن اليوم نشعر بعار كبير لقيام رجل شرطي من بيننا بقتل "أندريه كارلوف" السفير الروسي لدى أنقرة، قتله وهو بنداء "الله أكبر"!

هذا العار لا يُمكن أنْ ينسينا ما تقوم به روسيا من مجازر في سوريا، ولكننا في نفس الوقت لا نريد أنْ ينقطع الحوار الروسي التركي الذي يعمل على إنهاء ما يجري هناك. وقد كانت الحكومة التركية ورئيس الجمهورية أردوغان موفقين في تصريحاتهم التي عقبت الحادثة، وأكدوا بأنّ هذه العملية هدفها التحريض والاستفزاز للتأثير على العلاقات الروسية التركية.

وفعلا جرى الاجتماع في موسكو الذي يبحث مسألة إجلاء السوريين من حلب والحل السياسي في سوريا، جرى هذا الاجتماع بسبب هذا الشعور بالمسؤولية والتصرف بحكمة من قبل الحكومة ورئيس الجمهورية.

لا نعلم التفاصيل الخفية والمعلومات الدقيقة التي جرت خلال اجتماع وزراء خارجية تركيا وإيران وروسيا في موسكو، ولكن التصريحات التي صدرت بعد هذا الاجتماع تعطينا الأمل. حيث أكدت الدول الثلاث على أنها ستكون ضامنة لتطبيق الاتفاق السياسي الذي يُمكن التوصل إليه بين النظام السوري والمعارضة.

كما أكد البيان الذي صدر عن الاجتماع، على احترام الدول الثلاث "لوحدة التراب السوري، واستقلال سوريا بغض النظر عن العرق والدين والمذهب"، وأنّ الدول الثلاث مقتنعة بأنّ الحل في سوريا لا يُمكن التوصل إليه من خلال الطرق العسكرية.

وأكد البيان المشترك على احترم قرارات الأمم المتحدة، وقرار مجلس الأمن رقم 2254، ودعا المجتمع الدوري لمبادرات حسن نوايا من أجل إزالة العوائق التي تُحيل دون التوصل إلى اتفاق.

وجاء في البيان: "ترحب تركيا وروسيا وإيران بالمساعي المشتركة المتعلقة بإجلاء المدنيين والمعارضة المسلحة طواعية من حلب الشرقية، وإن الوزراء الثلاثة الذين يشعرون بالامتنان من إجلاء المدنيين من الفوعة وكفريا والزبداني ومضايا قد تعهدوا بإتمام المسيرة الجارية بهذا الصدد بلا انقطاع وعلى نحو آمن".

وأعرب البيان عن إمتنانه من المساعدات المقدمة لأعمال لإجلاء من قبل لجنة الصليب الأحمر الدولية ومنظمة الصحة العالمية، وقال: "إن آراء الوزراء الثلاثة متطابقة بشأن أهمية وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية بلا انقطاع والتجول الحر للمدنيين في عموم سوريا. وإن تركيا وروسيا وإيران مستعدة للنهوض بدور المسهّل والضامن للاتفاق المستقبلي الذي يتم التفاوض بشأنه بين الحكومة السورية والمعارضة، وتدعو جميع الدول التي لها نفوذ على المستجدات الميدانية إلى القيام بذات الشيء".

كما عبر وزراء خارجية الدول الثلاث عن قناعتهم العميقة بأن الاتفاق المذكور سيسهم في إعطاء دافع ضروري لاستئناف العملية السياسية في سوريا بناء على قرار مجلس الأمن الدولي 2254.

بينما كانت المعلومة التي صرح بها لافروف في المؤتمر الصحفي الذي تلا الاجتماع مثيرة للانتباه، حينما قال: "توصلت الأطراف جميعها، روسيا، تركيا، إيران، على التركيز على مكافحة الإرهاب بدلا من الحديث عن تغيير النظام في سوريا".

أتمنى أن لا يعني ذلك التركيز خلال المفاوضات بين النظام والمعارضة (الثوار) على موضوع مجموعات البغدادي وجبهة النصرة!

كنا نأمل أنْ تُحل الأمور عبر "قمة إسطنبول" بدلا من "قمة موسكو"، كنا نأمل أنْ تحل دول المنطقة المسألة السورية دون أنْ تلعب روسيا دورا في منطقتنا، كنا نأمل أنْ تُسفر المفاوضات والمحادثات عن نتائج أكثر إيجابية وقربا من الحق. حتى إننا كنا نأمل أنْ تنتصر المجموعات المعتدلة المجاهدة انتصارا حاسما لا يدع مجالا لمناقشات أو مفاوضات... كنا نأمل ونأمل، لكن تركيا حاليا قامت بكل ما تستطيع القيام به وفق الظروف والمعطيات الموجودة.

نحن أمة عبرت عن طريق صلح الحديبية، ونسأل الله أنْ يبارك هذا الاتفاق ويجعله خيرا على المسلمين.

ملاحظة: كل شياطين العالم تجتمع ضد تركيا، لكن تركيا لا تزال تتقدم ولن يستطع أحد إيقافها بإذن الله، بالأمس شهدنا افتتاح نفق أوراسيا، ونسأل الله ان يكون فاتحة خير، وأنْ يبارك لكل من وضع جهدا في هذا العمل الرائع.

عن الكاتب

هاكان البيرق

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس