ترك برس

كشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، عن أن هناك دول ومجموعات تسعى لانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، لتأزيم الوضع في سوريا، مؤكدًا أن بلاده تدرك ذلك جيدًا.

جاء ذلك كلمة ألقاها، مساء الجمعة، بمناسبة افتتاح مركز صحي لمستشفى مدينة ألانيا، بولاية أنطاليا جنوبي البلاد، استعرض خلالها الجهود والاتصالات الحثيثة التي أجرتها بلاده، في سبيل التوصل إلى وقف إطلاق النار بسوريا.

وأكد جاويش أوغلو أن بلاده لم تكن من الجهات التي تؤيد الحل العسكري في سوريا، وإنما الحل السياسي، مشدداً أنه "لا توجد جهة دافعت عن وحدة التراب السوري أكثر من تركيا".

وأردف "نحن وضعنا رؤية للحل في سوريا تحت قيادة رئيسنا رجب طيب أردوغان، وفي هذا الإطار تباحث رئيسنا هاتفيًا مع نظيره الروسي فلادمير بوتين 10 مرات خلال 10 أيام، وكذلك تباحثت أنا مع نظيري الروسي سيرغي لافروف".

وتابع "في 3 أيام تباحثت مع وزير الخارجية الإيراني محمود جواد ظريف أكثر من 20 مرة هاتفيًا حول الملف السوري، في سبيل إيجاد حل سياسي".

واعتبارا من منتصف ليل الخميس/الجمعة (30 ديسمبر/كانون أول الجاري) دخل اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ، بعد موافقة النظام السوري والمعارضة عليه، وذلك نتيجة تفاهمات روسية تركية وبضمان الدولتين.

وفي حال نجاح وقف إطلاق النار، ستنطلق مفاوضات سياسية بين النظام والمعارضة في "أستانة" عاصمة كازاخستان برعاية أممية تركية روسية، وذلك قبل انتهاء الشهر الأول من عام 2017.

وعلى صعيد آخر، شدد جاويش أوغلو، على أن تركيا ستواصل مكافحة منظمة "بي كا كا" الإرهابية وذراعها السوري "ي ب ك" حتى النهاية، وأنهم لن يتراجعوا قيد أنملة عن ذلك.

وحول عملية "درع الفرات"، وجّه الوزير التركي كلمة لمنتقدي دخول القوات التركية إلى شمالي سوريا لمكافحة تنظيم "داعش"، موضحًا أنها (العملية) جاءت في إطار حماية المدن التركية في الجنوب من القذائف التي تنطلق من الجانب السوري، وتوقع قتلى وإصابات في صفوف المدنيين.

ودعمًا لقوات "الجيش السوري الحر"، أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، في 24 أغسطس/آب الماضي، حملة عسكرية في مدينة جرابلس (شمال سوريا)، تحت اسم "درع الفرات".

وأضاف في هذا الإطار "هؤلاء (داعش) يستهدفون تركيا، وأنا من جهتي أقضي على كل شخص يستهدفني بالذهاب إلى مكان استهدافه".

ولفت الوزير إلى أن حكومة بلاده استطاعت تثبيت أركان تركيا من خلال دعم الشعب لها في مواجهة التحديات الاقتصادية والهجمات الإرهابية.

وتابع "رأينا البعد الآخر لمنظمة فتح الله غولن الإرهابية (..) لقد قتلوا سفير روسيا (لدى تركيا)، ولكن أريد منكم أن تعوا هذا جيدًا، هذه الأعمال لا تضعف من عزيمتنا، وإنما تزيد من مقاومتنا".

وفي 19 ديسمبر/كانون أول الجاري، تعرّض السفير الروسي لدى أنقرة، أندريه كارلوف، إلى هجوم من قبل شخص مسلّح، أثناء إلقائه كلمة في معرض للصور، تمّ تنظيمه بالتعاون بين السفارة الروسية وبلدية جانقيا في العاصمة التركية أنقرة، أدى لمقتله.

وأكد الوزير، مواصلة أنقرة في ملاحقة الإرهابيين والقضاء عليهم، مضيفاً "سنثبت للعالم أننا أحفاد السلطان محمد الفاتح الذي أغلق فصلاً وفتح فصلاً جيدًا وحظي ببشرى سيدنا رسول الله (من خلال فتح القسطنطينية عام 1453)، وإذا اضطر الأمر نغلق ونفتح فصلاً جيدًا آخر، ولا نسمح لتقسيم هذا الشعب وهذه الدولة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!