أفق أولوطاش -صحيفة أكشام- ترجمة وتحرير ترك برس

شهدت المحادثات التركية الروسية حول الأزمة السورية زخما كبيرا، فقد اتفق الطرفان على تطبيق وقف إطلاق النار في عموم سوريا قبيل حلول السنة الجديدة، على الرغم من أن إيران طرف في المفاوضات إلا أن الطرفين الأساسيين هما روسيا وتركيا.

تم إشراك إيران في المفاوضات لأنها الطرف الراعي للمقاتلين الأجانب في سوريا، ولأنها من الممكن أن تتبع خطة من شأنها أن تعرقل سير المفاوضات الرامية إلى الحل.

الهدف من هذه المفاوضات هو أنّه لطالما لم يتم التوصل إلى حل جيد في سوريا، السعي إلى تحقيق الحل الأقل سلبية وضررا.

يهُدف الآن خلال اجتماعات أستانا مع وقف إطلاق النار إلى إحياء المفاوضات السياسية. يقولون إن أستانا ليست بديلا عن جنيف، ولكن الأمور تُظهر وكأنه يتجه إلى أن يكون بديلا عن جنيف إن شئنا أم أبينا ذلك.

إن السؤال الذي يطرح نفسه هو: بماذا تختلف اجتماعات أستانا عن غيرها من الاجتماعات السابقة؟ ولا سيما أن مباحثات السلام السابقة، ومحاولات وقف إطلاق النار جميعها لم تنجح.

ما يميز المرحلة القادمة والمحادثات المقبلة هو كون تركيبة الدول المشاركة مختلفة، إذ إن روسيا وتركيا وإيران جميعهم دول لها قوات في الساحة السورية، وهي دول عبارة عن أطراف فيها من يدعم النظام وفيها من يعارضه.

إن كانت رغبة إيران وروسيا في وقف إطلاق النار في عموم سوريا، وإيجاد حل سياسي جادة، فلا يمكن للنظام السوري أن يقبل بعكس ذلك.

فيما يخص المعارضة الموضوع مختلف قليلا، كما هو معلوم لدى الجميع إن المعارضة منقسمة فيما بينها، فكما أن هناك جماعات تسمع لتركيا، هناك جماعات لا تسمع إلا للأطراف التابعة لها، ولكن على الرغم من ذلك تركيا تفعل ما بوسعها لتوحيدهم.

شيء آخر يميز المرحلة الجديدة وهو: أن روسيا مقارنة إلى ما سبق أكثر جدية فيما يخص المفاوضات السياسية، ولكن هذا ينبغي ألا يعطي انطباعا بأن روسيا طرف يوثق به مئة بالمئة. 

لدينا الكثير من الأفكار والرؤى المختلفة مع روسيا التي تسببت بدمار كبير في سوريا، والتي لها أطماع الآن في شرق البلاد، ولكن لا بد من الإشارة إلى أن روسيا استطاعت من تمكين نفسها في سوريا، وأن تحظى بقبول أكثر بكثير من الولايات المتحدة الأمريكية ، وبالنظر إلى موقف روسيا من المعارضة  السورية نجد أن هناك اختلافا مقارنة إلى المرحلة السابقة.

إن روسيا التي رفضت سابقا التحدث إلى الجماعات العسكرية المعارضة، تلتقي الآن مع تلك الجماعات في أنقرة. وهذا يعني أن نظرتها إلى جميع أطياف المعارضة على أنها إرهاب قد تبدلت وتبددت، مسؤول روسي قال لي خلال اجتماعي إليه: بعد الآن سنحاول أن نتحدث أكثر إلى المعارضة العسكرية. 

نشهد انحرافا وتحولا في الأزمة السورية، هذا الانحراف يتمثل بالكذبة التي لجأت إليها الولايات المتحدة الأمريكية بأنها لا تدعم حزب الاتحاد الديمقراطي، وانتقال تنيظم بي كي كي من روج افا إلى الشمال، وفي التباحث حول شمال سوريا من قبل ثلاثة أطراف، الولايات المتحدة الأمريكية خراج هذه الأطراف.

خلال هذه المرحلة الحاسمة على تركيا أن تصب تركيزها على ثلاثة مواضيع مهمة، الموضوع الأول: استغلال هذه المرحلة لتوحيد أطياف المعارضة، وستكون جبهة النصرة أبرز جهة يجب مواجهتها في هذا السياق. وسيتم إعطاء أهم القرارت المتعلقة بمستقبل المعارضة.

الموضوع الثاني: إضافة بي كي كي إلى قائمة الإرهاب الواجب مواجهته، وإنقاذ أكراد سوريا من خدعة بي كي كي.

الموضوع الثالث: هو إجبار الأطراف الأجنبية المقاتلة تحت لواء إيران في سوريا إلى ترك الساحة السورية. من الضروري العمل على توسيع محادثات المرحلة القادمة، وتجهيز القاعدة اللازمة لإشراك دول أخرى في المحادثات مثل أمريكا.

 في ظل انقسام المعارضة، واستمرار تنظيم بي كي كي في نهجه العرقي، واستمرار المقاتلين الأجانب تحت لواء إيران بالقتال في سوريا، الحل السياسي سيكون صعبا.

 

عن الكاتب

أفق أولوطاش

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس