أفق أولوطاش - صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس

نمر الآن بمرحلة نضال شعب ضد الإرهاب، فنحن لا نحارب ثلاث تنظيمات إرهابية في الوقت ذاته فحسب، بل نخوض حربا لا مثيل لها ضد الدول الداعمة للمنظمات الإرهابية عسكريا وسياسيا وإعلاميا، ووصلنا لمرحلة أصبحنا لا نفرق فيها بين هجمات التنظيمات الإرهابية، لأن الروابط الأخوية جمعت هذه التنظيمات ببعض فهم يساندون ويدعمون بعضهم البعض، وفي الوقت الذي تكون فيه أصابع الاتهام موجهة لتنظيم حزب العمال الكردستاني نتفاجأ بأن منفذي العمل الإرهابي عنصر من عناصر تنظيم غولن، وتتهمون داعش بضلوعه بالهجوم الإرهابي لكن يتضح الأمر لاحقا بأن تنظيم حزب العمال الكردستاني هو من يقف خلف العمل الإرهابي، فهم حاولوا خداعنا بأن من اغتال السفير الروسي هو من القاعدة لكن تبين لاحقا أنه من منتسبي تنظيم الكيان الموازي.

إن هدف المستفيدين من دعم التنظيمات الإرهابية هو خلق وسط من الفوضى يقوي من إمكاناتهم وقدراتهم، وتقوم التنظيمات الإرهابية بدورها بعمل هجمات إرهابية متتالية، والإعلام له حصة كبيرة من ذلك، ولنترك الجهلة الذين يعلقون على أي موضوع دون بعد نظر، ولنتحدث عن هؤلاء الذين يستغلون الفرصة ويعملون على التحريض بين أطياف الشعب المختلفة إعلاميا بل ويشجعون على الإرهاب ويدعمون التنظيمات الإرهابية ويروجون لها.

لا يوجد أي فرق أبدا بين هجمات، رينا، وقيصري، واغتيال السفير الروسي وبين أحداث 15 تموز، وقد أحزنت هذه الهجمات كل الدول المتعاطفة مع تركيا، ويحزن الإنسان أيضا بسبب ما شهدته العواصم الأوروبية، كبروكسل، وباريس، وبرلين من عمليات إرهابية، فالإرهاب لا يفرق بين أحد لكن إن هدف الإرهابيين هو إيقاع التفرقة والفتنة بين الناس.

وعلى سبيل المثال فإن خلق بيئة من الصراع والكراهية بين السنة والعلمانيين هو جزء من مخطط الإرهابيين، ولنفترض أن داعش يقف خلف أحداث عملية "رينا " (مع العلم أن التحقيقات مستمرة حتى الآن) وكلنا يعلم بأن الضحايا كانوا من المحتفلين برأس السنة الميلادية، لكن في أغلب الأحيان يستهدف داعش المسلمين، فداعش يستهدف المسلمين والعلمانيين ليس لديه أي فرق، فهو يعتقد أن الموت حق على كل من يرفض بيعته مسلما كان أم غير مسلم،  يعبد الله في مكة أم يلهو في نوادي  إسطنبول.

بينما تنسق التنظيمات الإرهابية فيما بينها مستمرة في حربها المنظمة، على الدولة والشعب التلاحم فيما بينهما والتعاون في القضاء على الإرهاب، فكلما تضاءلت هيبة التنظيمات الثلاثة في الساحة كلما زادوا من إرهابهم داخل حدود البلاد وخارجها، ومن الضروري أخذ الأمر على محمل الجد بل من الممكن أن نضطر إلى التعبئة الشعبية، فنحن على أعتاب مرحلة مصيرية هامة وعلى الدولة أخذ كافة احتياطاتها الأمنية في أعلى مستوى، وعلى المواطنين الحذر ثم الحذر من هجمات التنظيمات الإرهابية، وعلى عاتق الشعب مسؤولية تلقين من يحاول شق صفه درسا في التماسك والتلاحم، فنحن في مرحلة حرجة نحارب فيها الإرهاب وداعميه ولهذا فإن على كل فرد أن ينجز وظيفته على أكمل وجه صغيرة كانت أم كبيرة.

عن الكاتب

أفق أولوطاش

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس