عبد القادر سلفي - صحيفة حرييت - ترجمة وتحرير ترك برس

طغى موضوع محاربة الإرهاب على الاجتماع الوزاري الأول لعام 2017 الذي انعقد برئاسة أردوغان. وتخلله تقديم بيانات عن مجلس الأمن القومي، والأركان العامة وجهاز الأمن. وفي ختام التقييمات أشار الاجتماع إلى إلغاء 248 من أصل 400 اتخذتها الاستخبارات على محمل الجد بخصوص عمليات بي كي كي وداعش الإرهابية.  

وضـع تـركـيـا الـمـتـمـاسـك

وتتضمن تلك التقييمات الصادرة عن الاجتماع الوزاري.

1 – يمثل اعتداء داعش على رينا عمل خلايا نائمة. فقد أدى تقدم عمليات جرابلس ودابق على حساب داعش بمساحة قدرها 40 كم داخل سوريا، إلى جانب إنشاء الأسوار بوصفها عائقًا طبيعيًا؛ إلى فشلهم في إيجاد معبر جديد إلى تركيا. وتحريك خلاياهم النائمة.

2- بقاء الولايات المتحدة الأمريكية خارج المعادلة في ظل التطورات الحاصلة في سوريا. وذلك بإخلاء مدينة حلب نتيجة الاتفاق الروسي التركي. والنجاح في تأمين وقف إطلاق نار في سوريا في ختام عملية أستانة. ودخوله حيز التنفيذ بموافقة مجلس الأمن على الاتفاق. ليشكل أطول عملية وقف إطلاق نار متواصلة تشهدها سوريا منذ بدء الحرب الأهلية فيها. في حين بقيت الولايات المتحدة الأمريكية خارج تلك العمليات. مما يدفع للاعتقاد بوجود ترابط بين تفجيرات بي كي كي في بشكتاش وقيصري واغتيال تنظيم غولن للسفير واعتداء داعش على رينا.

3- كما عبر مجلس الوزراء عن آماله المعلقة على ترامب موجهًا بالوقت ذاته انتقادات إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وتحدث عن الأفكار المتعلقة بتعامل ترامب على نحو مختلف في موضوع محاربة الإرهاب. ومشيرًا أيضًا إلى التوقعات الإيجابية بشأن إدارة ترامب. كما أكد على تخلي الولايات المتحدة الأمريكية أثناء إدارة أوباما عن حلفائها التقليديين في الشرق الأوسط منذ فترة وجيزة. بما في ذلك تعاونها مع إيران والإمارات العربية المتحدة، بدلاً من المملكة العربية السعودية ومصر وإسرائيل. ولكن يتوقع عدم استمرار هذه العلاقة خلال رئاسة ترامب. والدليل على ذلك تأكيد ترامب على تمسكه بإسرائيل في خطاباته. مما يعني التمسك بتركيا أيضًا.

مـنـبـج بـعـد الـبـاب

ومن جهته اكتفى الرئيس أردوغان بتقديم تقييم قصير. مؤكدًا على الصمود بالقول "سنواصل عملية الباب بإصرار وعزيمة. ولن تتوقف حربنا ضد كافة أشكال الإرهاب حتى نقضي عليه نهائيًا".

في حين عبر المجلس عن قناعته بالتوجه نحو منبج عقب الانتهاء تمامًا من عملية الباب. كما وجه وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو اللوم إلى الولايات المتحدة الأمريكية بخصوص عدم الوفاء بالوعد الذي قطعته في موضوع إخلاء وحدات حماية الشعب الكردي لمدينة منبج والانسحاب إلى شرقي الفرات.

وفي هذا السياق قدم الرئيس أردوغان خارطة طريق تتعلق بما بعد عملية الباب، كما تحدث عن تنفيذ عملية الرقة بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية في حال التوصل لاتفاق بعد الانتهاء من منبج.

"لـنـغـلـق قـاعـدة إنـجـيـرلـيـك"

وفيما يتعلق بموضوع قاعدة إنجيرليك. لم يناقش الموضوع خلال الاجتماع الوزاري. ولكن لدى بعض الوزراء قناعة تتعلق بالتعرض للهجمات الإرهابية في أعقاب إعادة فتح قاعدة إنجيرليك للولايات المتحدة الأمريكية. ولهذا طرحوا فكرة إغلاق القاعدة.

وكانت القاعدة قد فتحت في تاريخ 22 تموز/ يوليو 2015 لاستخدامها من قبل التحالف الدولي لمحاربة داعش بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في حين بدأت المفاوضات منذ 6 أشهر فقط. وتزامن فتح القاعدة ابتداء من 20 تموز 2015 مع تنفيذ بي كي كي وداعش و جبهة – حزب الشعب التحرير الثوري هجمات ضد تركيا. وذلك باستخدام بي كي كي حرب الشوارع، ومحاولة تنظيم غولن الانقلابية في 15 من تموز. ليكون آخرها تنفيذ اعتداءات قيصري وبشكتاش، واغتيال تنظيم غولن للسفير الروسي، واعتداء داعش على رينا.

كانت إنجيرليك في التسعينيات بمثابة قاعدة لقوات المطرقة. ولكن عمدت الولايات المتحدة الأمريكية إلى دعم بي كي كي عبر هذه القوات. وفتح القاعدة ليستخدمها التحالف في محاربة داعش. مما أدى لتحرك التنظيمات الإرهابية ضد تركيا هذه المرة. وتنفيذ مخطط الفوضى من خلال سوريا وإنجيرليك.

وفي اعتقادي لا يمكن إبداء اهتمام بموضوع قاعدة إنجيرليك قبل التعرف على موقف ترامب. وخاصة مع وجود توقعات كبيرة لدى تركيا بشأنه.

عن الكاتب

عبد القادر سلفي

كاتب في صحيفة حرييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس