ترك برس

مع تجاهلها تحذيرات أنقرة المتكررة من الدعم المتواصل لفرع تنظيم بي كي كي - المدرج على لائحة الإرهاب في كل من تركيا والولايات المتحدة - في سوريا حزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه العسكري وحدات حماية الشعب، تواجه واشنطن الآن تهديد إغلاق قاعدة إنجرليك الجوية.

فقد صرح إبراهيم كالن المتحدث باسم الرئاسة التركية يوم الخميس بأن الاستراتيجية الحالية للولايات المتحدة التي تركز على وحدات حماية الشعب في محاربة تنظيم داعش ليست صحيحة، مؤكدًا اعتقاده بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القادمة ستأخذ بعين الاعتبار الحساسية التركية تجاه هذه المسألة.

وصرح كالن بأن تركيا لها الحق في إغلاق قاعدة إنجرليك الجوية، مضيفًا : “لدينا دائمًا هذا الحق. ومع ذلك، كما قلت، ينبغي أولًا تقييم الظروف. إن لنا الحق في الملكية كجزء من السيادة التركية”.

وفي الوقت الذي صرحت فيه أنقرة بنوايا تجاه القاعدة الجوية، قال جون دوريان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” بأن قاعدة إنجرليك الجوية لا تُقدر بثمن بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية.

ووسط النقاشات الدائرة في هذا الصدد، قال ويسي كايناك نائب رئيس الوزراء التركي يوم الخميس بأن مسألة قاعدة إنجرليك موجودة على أجندة الحكومة التركية، مشيرًا إلى أن “الأتراك يتساءلون حول وجود قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في قاعدة إنجرليك الجوية”، ومنوهًا إلى التعاون الأمريكي مع وحدات حماية الشعب.

تُعد قاعدة إنجرليك قاعدة جوية أمريكية مشتركة رئيسية تُستعمل من قبل سلاح الجو التركي، وتقع خارج مدينة أضنة، على بُعد 150 كيلومترًا من الحدود السورية. ومنذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2011، بدأ سلاح الجو الأمريكي بإطلاق الطائرات من دون طيار من قاعدة إنجرليك.

ويرى مسعود حقّي جاشين أستاذ السياسة الخارجية في جامعة أوزييغين أن التساؤل حول إغلاق القاعدة الجوية هو في مصلحة تركيا، فالدول تتحرك بعقولها لا بقلوبها.

ويؤكد جاشين أن الشعب التركي له كل الحق في التساؤل حول الوجود الأمريكي ما دامت الولايات المتحدة لا تدعم حرب الدولة التركية ضد الإرهاب، مضيفًا أن على التحالف الدولي أن يقدم الدعم الجوي والاستخباراتي للقوات التركية، وإذا لم يقُم بذلك فإن النتيجة ستكون أزمة في الثقة لدى الرأي العام التركي.

وفي هذه الأثناء، انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كذلك الدعم الأمريكي لوحدات حماية الشعب في كلمة له في افتتاح مترو بأنقرة قائلًا: “إن الألعاب والأعذار التي يقدمها هؤلاء الذين يقاتلون داعش من خلال دعم مجموعة إرهابية أخرى انتهت بعد أن وضعت تركيا جنودها على الأرض. وكما يبدو، فإن قلقهم لا يتعلق بتطهير المنطقة من داعش أو المجموعات الإرهابية الأخرى، بل بتحويل المنطقة إلى أرض حمام دم”.

كما أعرب وزير الدفاع التركي فكري إشيك عن أمله في أن تقدم قوات التحالف، وخاصة الولايات المتحدة، الدعم الجوي وأشكال الدعم الأخرى التي تحتاجها تركيا في عملية درع الفرات، وذلك في كلمة له في فعالية لمؤسسة الصناعات الفضائية التركية يوم الأربعاء.

وتهدف عملية درع الفرات التي انطلقت في 24 آب/ أغسطس الماضي إلى تطهير شمالي سوريا من المجموعات الإرهابية وبينها داعش، وفي الوقت نفسه ضمان أمن الحدود الجنوبية لتركيا من خلال دعم مقاتلي الجيش السوري الحر بالغطاء الجوي والمدفعية.

يُؤكد جاشين على أن إدارة الرئيس ترامب ستتولى الحكم في غضون أسبوع واحد، مؤكدًا: “أعتقد أن أنقرة وواشنطن سيحلّان الخلافات في الرأي بينهما من خلال الدبلوماسية، وسيتوصلان إلى اتفاق مشترك.

ويرى وزير الدفاع التركي أن مما يثير الفضول هو فشل قوات التحالف ضد داعش والحلفاء في حلف شمال الأطلسي “ناتو” في توفير الدعم المرغوب من قبل تركيا لعملية أطلقت من قبل قوات الجيش السوري الحر المعارضة لتحرير مدينة الباب ذات الأهمية الحيوية في قتال داعش، على حد وصفه.

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قد أشار إلى أزمة في العلاقات التركية الأمريكية، مقرًّا بأن الولايات المتحدة حليف استراتيجي جدًا لتركيا فيما يتعلق بالتعاون الجاري في عدد من القضايا، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن تركيا لديها أزمة في الثقة مع الولايات المتحدة لها أسباب عديدة.

وذكر جاويش أوغلو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتفق مع نظيره الأمريكي باراك أوباما على انتقال مقاتلي وحدات حماية الشعب من مدينة منبج إلى شرق الفرات في شمال سوريا، ومع ذلك، لم تحافظ الولايات المتحدة على وعدها في منبج وقدمت أسلحة إلى الفرع السوري لتنظيم بي كي كي وحدات حماية الشعب.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!