ترك برس

قال تقرير لصحيفة جيروزاليم بوست إن الآمال التي تعقدها إسرائيل على تصدير الغاز الطبيعي من حقل لفيتان إلى تركيا ومنها إلى دول الاتحاد الأوروبي بات مرهونا بمباحثات السلام الجارية حاليا في جنيف للتوصل إلى تسوية للقضية القبرصية.

وأوضح التقرير الذي أعده الدكتور ميخائيل تنحوم الباحث في معهد ترومان في الجامعة العبرية أن خط الأنابيب المزمع إقامته بين إسرائيل وتركيتا سيمر حتما عبر المياه الاقتصادية القبرصية، ومن شأن عدم التوصل إلى اتفاق للقضية القبرصية أن يجبر إسرائيل على العودة إلى الخطة القديمة لتسويق الغاز عبر مصر.

وانطلقت في جنيف يوم الاثنين الماضي محادثات توحيد شطرى قبرص اليونانية والتركية، وذلك بمشاركة الزعيم القبرصى اليونانى نيكوس اناستاسيادس، وزعيم قبرص التركية مصطفى اقينجى إضافة إلى الراعى الأممى أسبن بارث إيدي، وبدأ أمس مؤتمر دولي يشمل إلى جانب الطرفين الدول الضامنة الثلاثة تركيا واليونان والمملكة المتحدة.

وأشار التقرير إلى أن المستفيد الأكبر من فشل محادثات جنيف ستكون  روسيا وجهودها لتحقيق المزيد من توسعها الاستراتيجي في منطقة شرق البحر المتوسط .

وأضاف أن الاهتمام الدولي خلال 2016 تركز على دور روسيا المحوري في عملية السلام السورية، لكن غاب غن الكثيرين التقدم الاستراتيجي الذي حققته موسكو في أقصى جنوب شرق المتوسط، حيث وقعت على اتفاقيتين ضخمتين للطاقة مع القاهرة الأمر الذي سيؤثر على المصالح الاستراتيجية لكل من تركيا وإسرائيل.

وأشار التقرير إلى أن روسيا سعت إلى إحباط مساعي مشروع ممر الغاز الجنوبي العابر للأناضول (تاناب)  الذي يراه الاتحاد الأوروبي فرصة للحد من اعتماده على روسيا في استيراد الغاز الطبيعي، وتطمح أنقرة في استخدامه لكي تصير مركزا  لتوزيع الطاقة من بحر قزوين والشرق الأوسط إلى أوروبا، لكن موسكو سعت إلى توسيع دورها في تسويق غاز البحر المتوسط، حيث عرضت على إسرائيل أن تكون شريكا في تطوير صناعة الغاز الإسرائيلي.

ورأى التقرير أن تركيا تشكل سوق الغاز الطبيعي الأكثر قدرة على البقاء تجاريا إسرائيل، لكن إخفاق محادثات جنيف لحل القضية القبرصية سيدفع إسرائيل وحكومة جنوب قبرص التي تسيطر على حقل غاز أفروديت البحري إلى البحث عن طرق بديلة لتصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا.

وخلص إلى أن إسرائيل وقبرص في حاجة ماسة إلى تأمين سوق تصدير مستقرة لتمويل تطوير صناعات الغاز، ولذلك فإن موسكو سيكون لها مصلحة إستراتيجية في تشجيعهما على تصدير الغاز عبر مصر من أجل زيادة التأثير الروسي على مصادر توريد الغاز وطرقه إلى الاتحاد الأوروبي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!