ترك برس

رأى الخبير والباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، عماد قدورة، أن سوريا تمثل علاقة صفرية بين أنقرة وطهران لأن نفوذ إحداهما يعني إقصاء الأخرى، ومع ذلك العلاقات الاقتصادية تبقى أكبر، مشيرًا إلى أن إيران تدرك بأن تركيا دولة كبيرة لا يمكن التفريط في العلاقة معها.

وخلال مشاركته في ندورة نظمها موقع "الجزيرة نت"، قال قدورة إن العلاقة بين تركيا وإيران لن تنهاء سواء بسبب سوريا أو غيرها، لأنها ترتبط بما هو أهم، أولها العلاقات التاريخية بين البلدين التي وصلت لمرحلة التعايش الثنائي الإجباري، وإدراكهما بأنهما دولتان إقليميتان كبيرتان، ولهما مصالح، وجاء هذا بعد صراعات من القرن الـ16 إلى وقت قريب.

وهناك أيضا علاقات اقتصادية بين الدولتين لا يمكن لأي منهما التفريط فيها والاستغناء عنها أو حتى التفريط بجزء منها لأن تركيا أصبحت شريانا حيويا بالنسبة لإيران وكانت إحدى القنوات التي تتنفس بها أيام العقوبات الغربية.

وأكّد الباحث أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 14 مليار دولار في 2014، وفي اجتماع خلال زيارة أردوغان لإيران عام 2015 تم الاتفاق على زيادة حجم التبادل لثلاثين مليارا في أقرب وقت ممكن.

ويضاف لذلك أن سوريا تمثل علاقة صفرية بين تركيا وإيران لأن نفوذ إحداهما يعني إقصاء الأخرى، ومع ذلك العلاقات الاقتصادية تبقى أكبر.

واعتبر أن إيران أيديولوجية لكنها تتعامل بواقعية، ولها في هذا باع طويل من قبيل تعاملها مع الولايات المتحدة الأميركية رغم أنها كانت تصفها بالشيطان الأكبر، وتفاوضت معها في قضية "كونترا غيت" أو "إيران كونترا".

وتابع: "فلا مشكلة لدى إيران في التعامل مع تركيا كما تفعل روسيا التي تتعامل مع أنقرة في أوج الأزمة بواقعية بينهما، بحيث لم تقطع العلاقات التجارية ولم تفرض عقوبات كبيرة لأنها ستضر بروسيا نفسها قبل تركيا، وإيران تدرك أن تركيا دولة كبيرة لا يمكن التفريط في العلاقة معها".

وحول الدور التركي في اتفاق وقف إطلاق النار بسوريا، قال الباحث إن الاتفاق التركي الروسي عبارة عن إحلال للتأثير التركي والروسي محل التأثير الإيراني، وإذا وصل لغايته وتمت مفاوضات سياسية ووصل لغايته أي حصول الانتقال السياسي.

فهذا يعني أنه سيسفر عن حكومة ديمقراطية وكتلة سكانية غاضبة من التدخلات الإيرانية في سوريا ويكرس النفوذ الروسي التركي، وهذا كله ليس من مصلحة إيران وما قامت به على مدار خمس سنوات، ولذلك فهي تراهن على تعقيدات المحادثات.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!