ترك برس

وصف محلل الشؤون الأمنية في صحيفة يديعوت أحرونوت، أليكس فيشمان، الغارة الإسرائيلية الأخيرة على مطار المزة العسكري قرب دمشق بأنه رسالة من إسرائيل بأنها حاضرة في مؤتمر الأستانة رغم عدم دعوتها إليه، وأنه لا يمكن للنظام السوري وحليفته إيران وحزب الله التوصل إلى اتفاق دون موافقتها.

وكتب فيمشان أن تل أبيب كثفت خلال الاسبايع الأخيرة اتصالاتها مع الروس على الجانب الدبلوماسي من خلال المحادثات المتعددة التي أجراها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعل الجانب العملي بقصف أهداف في الداخل السوري، وأن الهدف من   الجانبين موجه إلى محادثات الأستانة لبحث مستقبل سوريا.

وأضاف فيشمان المقرب من الدوائر الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية أنه على الرغم من عدم توجيه الدعوة إلى إسرائيل لحضور مؤتمر الأستانة، فإنها ترسل رسالة عبر جميع القنوات مفادها أنكم لا يمكنكم التوصل إلى أي اتفاق طويل الأجل دون موافقة إسرائيل.

ونوه فيشمان إلى أن إسرائيل توقفت تقريبا عن شن غارات على سوريا منذ بداية التدخل الروسي في عام 2015 لكنها عادت إلى شن الغارات في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي وحتى الأسبوع الأول من شهر ديسمبر في أوج الحملة الروسية على حلب، دون أن تحظى هذه الغارات بذكر في وسائل الإعلام الروسية أو تقارير الجيش الروسي.

ونقل فيشمان عن نائب رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الدوما الروسي قوله تعليقا على الغارة الأخيرة إنها لا تتعلق بالصراع الحالي في سوريا وإنما بالصراع التارخي بين إسرائيل وسوريا ولبنان، حيث تحارب تل أبيب المنظمات الإرهابية التي تشارك في الحرب السورية، في إشراة إلى ميليشيات حزب الله.

وبحسب فيشمان فإن تصريح المسؤول الروسي عن حزب الله هو إشارة  رسمية روسية إلى وجود خلاف روسي مع إيران وحزب الله حول التسوية في سوريا.

وخلص فيشمان  إلى أن صمت موسكو الدائم عن الغارات الإسرائيلية في سوريا بزعم منع نقل أسلحة إلى حزب الله، وكذلك التنسيق العسكري بين موسكو وتل أبيب، يؤكد أن الروس يتفهمون الموقف الإسرائيلي.

وفي السياق نفسه رأى يوسي ملمان محلل الشؤون الأمنية في صحيفة معاريف أن روسيا الداعم الأكبر للأسد، لو كانت تعارض الغارات الإسرائيلية وحذرت إسرائيل من شنها، لواجهت إسرائيل مشكلة كبيرة وقيدت حرية إسرائيل في التحرك، وهذا يشير إلى أن هناك تفاهمات هادئة بين تل أبيب وموسكو، وإن لمن تكن واضحة باستثناء آلية منع حدوث صدامات واحتكاكات بي طائرات الجيشين، على حد قوله.

وخلص ميلمان في مقاله الذي تشرته الصحيفة اليوم إلى أن روسيا تتفهم الخطوط الحمر والمصالح الإسرائيلية في سوريا التي تتركز على منع نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله، في مقابل تعهدات إسرائيلية بعدم التدخل في الحرب الأهلية لصالح المعارضة أو بالعمل ضد نظام الأسد.

وختم ميلمان مقاله بالقول بأنه إذا ما استمرت روسيا في تفهم وتقبل هذه المبادئ بصمت فسيكون بمقدور إسرائيل أن تواصل العمل من وقت لآخر اعتمادا على معولمات استخباراتية دقيقة وحديثة في سوريا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!