خاص ترك برس

لم يكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أول من طرح فكرة استبدال النظام البرلماني بالرئاسي،  فقد أقرّ قبله العديد من القادة الأتراك الراحلين بعدم جدوى النظام البرلماني في السياسة التركية.

وأبرز القادة الراحلين الذين طالبوا بالنظام الرئاسي، ودافعوا عنه: الرئيس التركي الثامن "تورغوت أوزال"، والرئيس التركي التاسع "سليمان ديميرال"، ورئيس الوزراء السابق "نجم الدين أربكان"، وزعيم حزب الحركة القومية السابق "ألب أرسلان توركيش".

"تورغوت أوزال".

تورغوت أوزال قال في لقاء تلفزيوني مع الإعلامي الراحل "محمد علي براند": "أنا أقول النظام الرئاسي أفضل، ولا أطالب النظام الرئاسي على غرار النظام الفرنسي، وإنما أرى أن يكون نظاما أقرب إلى النظام الأمريكي، وأرى ضرورة أن يتم تعيين الوزراء من خارج البرلمان، لأنني خلال السنوات الستة التي قضيتها في البرلمان رأيت أن المشاكل تزداد بين النواب والوزراء، ذلك لأن المخاوف تكون لدى الوزراء والنواب على حد سواء".

وردّا على طرح "براند" فكرة أن النظام الرئاسي هو نظام الرجل الواحد قال أوزال: "لا ليس نظام الرجل الواحد، أنا أرى العكس تماما، لأن الحكومة البرلمانية سواء أكانت ائتلافية أم لا فإنها تسيطر على البرلمان، وبإمكانها أن تمنع مرور  بحث ما أو أي شيئ آخر من البرلمان، بينما في النظام الرئاسي هناك فصل بين السلطات، وهناك توازن متبال بين القوى، قوة الرئيس تكون الغالبة، وفي المقابل يكون للبرلمان سلطات خاصة به، ومن هنا سيكون بإمكان البرلمان أيضا التمتع بقوة وسلطة".

"سليمان ديميرال".

الرئيس "سليمان ديميرال" أشار خلال مشاركته في مؤتمر عام 2006، إلى عدم فاعلية النظام البرلماني، وسئل "ديميرال" خلال المؤتمر: "ما هي الخدمات التي بقيت عقدة في داخلك،  ولم تتمكن من تطبيقها أو تنفيذها حتى الآن ؟

 فجاءت إجابة ديميرال:"النظام البرلماني لا يعمل كما هو مطلوب، كنت أود لو أنني أتمكن من تغيير النظام البرلماني واستبداله بالرئاسي، فالجمهورية المنقطعة عن الشعب لا يمكن وصفها بالجمهورية، كنت أفضل أن نجلب النظام الرئاسي إلى تركيا، وهذا الأمر عقدة في داخلي لأنني لم أتمكن من تطبيقه".

"نجم الدين أربكان".

الراحل نجم الدين أربكان قال خلال مشاركته في برنامج لحزب "النظام القومي"  (MNP):  من أجل تحقيق النهضة في تركيا نرى أنّه من الضروري جلب النظام الرئاسي، ومن أجل السير قدما وبشكل سريع نحو أهدافنا، يجب أن يكون الدستور مطابقا للبنية التركية، لتحقيق النهضة المادية والمعنوية التي يسعى إليها الشعب التركي بالسرعة الممكنة، يجب أن تتصف آلية الدولة، والسلطة التشريعية بالعزم والإرادة والسرعة. إلا أن النظام البرلماني ابتعد عن الإرادة الشعبية وعن العزم وذلك لعدم عمله بالسرعة اللازمة. ولذلك من الضروري توحيد النظام البرلماني والنظام الرئاسي، لإضفاء القوة والشرعية للسلطة التشريعية. وعندما يتم اختيار الرئيس من قبل الشعب عند ذلك فقط يمكن تحقيق التفاعل بين الحكومة والمواطنين، وعندما نطبق النظام الرئاسي سنحول دون الوقوع في مزيد من الأزمات والمشاكل"..

"ألب أرسلان توركيش".

الراحل زعيم حزب الحركة القومية "ألب أرسلان توركيش" كان قد عبّر عن رؤيته الخاصة بتغيير النظام في كتابه الذي جاء تحت عنوان "الرؤى الرئيسة" والذي نشر عام 1979.

وكان توركيش قد أورد في الفقرة التي جاءت تحت عنوان "إدارة قوية، إرادة قوية، رئيس واحد، ونظام برلماني واحد" ما يلي:

إن "الحركة القومية" يدافع عن الرئيس الواحد، والبرلمان الواحد، إن عصرنا هو عصر السرعة والقوة والتنفيذ، وتركيا خلال العصور التي حققت فيها  الإمبراطوريات التي تميزت بالقوة كانت تطبق النظام السريع والتنفيذي. والتنفيذ القوي والسريع يكون من خلال جمع القوة التطبيقية في يد واحدة، ولذلك ندافع وفق ما يليق بتاريخنا وتقاليدنا عن النظام الرئاسي".

وتابع توركيش: لا يمكننا أن نقسّم السلطة التطبيقية من خلال رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء إلى قسمين، فكما أننا نتضامن في كثير من المجالات يجب أن نتضامن في هذا الصدد أيضا، إن السلطة التنفيذية التطبيقية في التاريخ التركي، وفي الفلسفة التركية لم تشهد انقساما قط، بتعبير آخر القيادة كانت بيد رجل واحد. ولأن النظام البرلماني الذي يعد تركة الدول الأوروبية الفدرالية والملكية يؤخر سير أعمال الشؤون التشريعية نطالب بتغييره واستبداله بالنظام الرئاسي".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!