نهاد علي اوزجان -صحيفة ملييت- ترجمة وتحرير ترك برس

بحسب ما جاء في الإعلام طالب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ترمب من الجيش الأمريكي، تجهيز خطط بديلة لمكافحة تنظيم داعش. ليس مفاجئا أن يكون لدى الجيش الأمريكي الذي يتواجد في مناطق مختلفة وواسعة بدءا من العراق إلى سوريا، ومن ليبيا إلى نيجيريا، ومن أفغانستان إلى اليمن، خطط كثيرة، وهناك احتمال كبير أن يعملوا على إحضار خطة قديمة من الرّف، ويعملون عليه بعضا من التعديلات التي تتناسب والوضع الجديد، ومن ثم وضعه أمام ترمب.

وإن وجد في الخطط اختلافات ما، إلا أنه من الواضح أنه سيكون هناك نقاط مشتركة فيما بينها وبين الخطط القديمة..

إن الخطة وإن جُهّزت من قبل دولة كبيرة بحجم الولايات المتحدة الأمريكية، فيترتب عليها أن تتجاهل طابع التهديد، وحجم المنطقة، والبدائل التي يرضى صنّاع القرار دفعها، بالإضافة إلى الفاعلين الآخرين في النظام.

نعلم أنه لا يمكن تقييد داعش ضمن جغرافية محددة. نظريا السيطرة على الرقة والموصل، وتطهيرهما من عناصر داعش أمر ممكن، وإن لم تكن هناك خطة نافعة من أجل المرحلة التي تليها، فإن النتيجة النهائية ستكون أشبه بالنزول بالتنظيم إلى تحت الأرض ي كل من سوريا والعراق.

أساس الخطة، وطبيعة السلطة التي ستوضع بدلا من داعش، آلية النظام الذي سيُنشأ، والطرف الذي سيتولى هذا الدور، والكيفية التي ستُنشأ فيها المشروعية أمور يجب التفكير بها بشكل جدي.

قد يكون القسم الأكثر تعقيدا في الخطة الجديدة للجيش الأمريكي هو فيما يتعلق بالنقاط التي ذكرت أعلاه.

ومن جهة أخرى لدى الأخذ بعين الاعتبار قدرة تنظيم داعش بالقيام بعمليات إرهابية في منطقة جغرافية واسعة، فأي خطأ يُرتكب في سوريا والعراق سيبدو وكأنه شكل من أشكال الإرهاب أيضا.

إن التجارب تشير إلى أن التعاون الدولي هو مجال إستراتيجي، ومن هنا الاتصال الهاتفي الذي أجراه ترمب مع روسيا، وأخذ موضوع مكافحة داعش حيزا كبيرا من الاتصال، نتيجة طبيعية لما تم ذكره. وإحراز أي تقدم مرتبط باتفاقيات الدولتين فيما يتعلق بسوريا..

إن داعش بالنسبة إلى روسيا مشكلة ثانوية، والعنصر الأهم والهدف الأول هو مصالحها في سوريا، ولذلك تقوم بعملياتها العسكرية علنا في سبيل تحقيق هذا الهدف، وتسعى روسيا إلى تحقيق هذا الهدف بخطى واثقة، وأعلنت منذ البدء في الوقت الذي لاتزال فيه متمسكة بالأسد بأنها لن تسمح لأي جهة متطرفة أو جهادية أو أصولية بالتشكل أو تحقيق نفوذ، إن لزم الأمر سنرى بعض المجموعات التي تتقمص دور الانصياع والمواءمة من أجل الاستقرار، والتي تتقمص دور الطاعة للجلالة والفخامة حول الطاولة، على سبيل المثال: "حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات الحماية الشعبية". إن موقف روسيا المتقارب من موقف ترمب سيعمل على تسريع هذه التطورات. ومن جهة أخرى فلن يتم التطرق خلال المرحلة القادمة إلى مواضيع لها علاقة بـ الديمقراطية، وحقوق الإنسان، والوضع الإنساني، وجرائم الحرب".

الجيش الأمريكي سيستمر  في الحفاظ على الثقافة العسكرية، وتبيّن مواقع الخطر والتهديد، ورسم الخارطة السياسية العسكرية للمنطقة الجغرافية في كل من سوريا والعراق، وذلك في إطار رؤية الرئيس الأمريكي الجديد.

سيتم العمل على رسم الخارطة السياسية في سوريا خلال المرحلة القادمة من جديد، وسيتم التعاون المشترك في هذا المجال سواء على الصعيد العسكري أم على صعيد القواعد العسكرية.

سيتم وضع تصنيف جديد وقائمة جديدة للدول، والفاعلين المحليين في الحرب، وفيما يخص تركيا: يبدو أنّه حان الآوان لإعداد خطط جديدة من قبل أنقرة في الوقت الذي ستعمل فيه الولايات المتحدة الأمريكية على إعادة النظر في الخطط المتبعة.

عن الكاتب

نهاد علي أوزجان

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس