الأناضول

قال رئيس شؤون الديانة في تركيا محمد غورماز، اليوم الجمعة، إنه يأمل أن يشكل اجتماع هيئة علماء فلسطين في الخارج "وعد إسطنبول مقابل وعد بلفور"، بعد مرور 100 عام على هذا الوعد.

كلام غورماز، جاء في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الثالث للجمعية العامة لهيئة علماء فلسطين في الخارج، المنعقد بإسطنبول، والذي انطلق اليوم ويستمر يومين.

وقال غورماز، في كلمته "نبارك لكم مؤتمركم، ونرجو أن تنجحوا في تحقيق أهدافه، وأرجو من الله أن يكون اجتماعكم هذا، وعد إسطنبول مقابل وعد بلفور (1917)، بعد 100 سنة إن شاء الله، وأن تكون جمعيتكم العلمائية رافدا من روافد نصرة القضية الفلسطينية في الداخل والخارج".

و"وعد بلفور"، رسالة وجهها رئيس الوزراء البريطاني، آرثر جيمس بلفور، في 2 نوفمبر/تشرين ثاني 1917، إلى اللورد اليهودي ليونيل روتشيلد، يبلغه فيها بتأييد الحكومة البريطانية إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.

وعلى إثر هذه الرسالة، سهّلت بريطانيا هجرة اليهود إلى فلسطين، وأنهت انتدابها على فلسطين مع إعلان إسرائيل إقامة دولتها عام 1948. 

كلام غورماز، لاقى استحسانا من الحاضرين، الأمر الذي دفع رئيس المجلس الإسلامي السوري الشيخ أسامة الرفاعي، للقول في كلمته، "بشارة بأن وعد إسطنبول الذي تحدث عنه (غورماز) سيصرع وعد بلفور إن شاء الله".

وبنفس السياق، أفاد غورماز، أنه "يرحب بالحاصرين في إسطنبول عاصمة الإسلام، التي أبت التنازل عن فلسطين للحركة الصهيونية مهما كلفها ذلك، بكلمات خالدة للسلطان عبد الحميد الثاني، بأن أرض فلسطين مقدسة، ووقف إسلامي ليست للبيع".

وشدد على أنه "قبل الهجرة النبوية، وقبل المدينة المنورة، تأكدت عقيدة الأقصى، فهي عقيدة قرآنية ونبوية قبل أن تكون فتحا إسلاميا، ووقوعها تحت الاحتلال الخارجي سواء كان صليبيا أو صهيونيا، لا يخرجها من عقيدة المسلمين، فتبقى أرضا إسلامية".

ولفت إلى أنه "في زيارته لفلسطين والقدس، قبل عامين، شاهدت جهاد أهل فلسطين الذين يدافعون عنها، ويتناوبون واجب الحماية والدفاع عن الأقصى بكل شجاعة، وعز وفخر، وإحساس بالواجب".

غورماز، أوضح أيضا أن "الأحداث الأليمة التي تعرضت لها فلسطين أكبر من التعبير عنها بكلمات وعبارات، لما تعرضت له من قتل وتدمير واغتصاب من المعتدين، فاق ما تعرضت له بغداد على أيدي التتار، ولا زالت هذه الأعمال متواصلة، ومازالت المستوطنات حولها".

وأكد أن "علماء إسطنبول يقدرون علماء فلسطين وعلماء الأمة جميعا، وهم إخوة لعلماء فلسطين عبر التاريخ الإسلامي، والتواصل ليس حدثا طارئا، ولكن اليوم له ظروف خاصة، فعلماء إسطنبول يستقبلون علماء الأمة من جميع البلدان، سواء الفارين من الظلم، أو المهاجرين إليها طلبا للأمن والآمان، ويعملون على جمع جهودهم لدعم الأمة، ودعم القضية الفلسطينية أُمّ القضايا".

كذلك لفت إلى أن "العلماء هم الوحيدون القادرون على تحمل المسؤولية، وإخراج الأمة من تيه وضياع وفرقة وقتال، ومهمتهم النصح بالحق للحاكم والمحكوم".

وأشار إلى أن "حقوق الفلسطينين واضحة للمسلمين والعالم، وتتطلع الأمة أن يكون علماء فلسطين أكثر الفلسطينيين تمسكا بالحقوق، فلا يجوز التفريط بأي حق من أي عالم، ولا شك أن الضغوط الداخلية والخارجية كبيرة، ونتوقع أن تكون أكبر لتصفية القضية الفلسطينية".

وشارك غورماز، في الجلسة الافتتاحية إلى جانب علماء من مختلف البلدان العربية والإسلامية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!