تونجا بنغن– صحيفة ملييت – ترجمة وتحرير ترك برس

تسببت أعمال ترامب وقراره الأخير الذي ينص على حظر مواطني 7 دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة الأمريكية بنزول الشعب الأمريكي إلى الشوارع.

 أثبتت البحوث أن واحدا من كل مواطنين أمريكيين اثنين مؤيد لقرارات ترامب, وبالمقابل آخر معارض لها. ذلك يعني أن تعمق أجواء التردد وعدم اليقين في الشرق الأوسط بدأا بالانعكاس على أمريكا مع قدوم ترامب إلى الرئاسة. لأن الصيغة المستخدمة في خطابات ترامب، والتي يدّعي أنها تستهدف الإسلام المتطرف، فقد أدت إلى قلق المجتمعات الإسلامية الأخرى ايضاً.

كما أن الخطابات الأمريكية تلك تتسبب بازدياد ردور أفعال العالم الإسلامي, حيث تؤدي هذه الحالة إلى الزيادة في نسبة الخطر أيضاً. مما يدفع البعض إلى التيقّن بأن هذه القرارت المتخذة بحجج أمنية للإرهاب الإسلامي المتطرف مدعاة للتحريض.

 إضافة إلى ذلك فإن بعض الدول الأخرى تتحدث عن احتمال تطبيق نظرية المؤامرة المذكورة في أمريكا أيضاً بعد تحولها من مجرد نظرية إلى أمر واقع. خصوصاً بعد ظهور الخلافات بين المواطنين الأمريكيين حول قرارات الحظر التي تشمل اللاجئين والمهاجرين في بلادهم.

هل من الممكن حصول ذلك حقاً؟ وكيف سينعكس الأمر في حال حصوله؟ وصف "جيفات أونيش" نائب المستشار السابق لوكالة الاستخبارات الوطنية تصرف ترامب بأنه يسير على مبدأ إدارة شركة في قيادة حكومته, مجيباً عن الأسئلة المطروحة حول هذا الموضوع على الشكل التالي:

هل تدفع مواقف ترامب إلى تحريض الإرهاب الإسلامي المتطرف؟

نعم, إنه يخلق أجواء تتسبب في تحريض بعض الجهات الإسلامية المتطرفة. الظروف التي تحرض الإرهاب الإسلامي المتطرف موجودة بالفعل, كما يمكن للظروف الجديدة أن تكون سبباً في ظهور تحريضات جديدة أيضاً.

تسببت نشاطات ترامب الأخيرة التي يهدف من خلالها إلى الوفاء في العهود التي قدمها للطبقة المؤيدة له خلال فترة الانتخابات في زيادة خطر حدوث الأنشطة الإسلامية المتطرفة.  لكن هذا الأمر لا يؤثر على أمريكا فقط, إنما يؤثر على كل دولة مستهدفة من قبل المتطرفين وخصوصاً داعش. مما يجعله يؤثر على تركيا بشكل مباشر, وعلى أوروبا عامة.

هل يمكن حدوث نشاط إرهابي بناء على هذه الظروف؟

بالتأكيد يمكن حدوث ذلك. كما أثبتت حروب الوكالة لنا هذا الأمر. حيث يمكن توقع حدوث ذلك في حال قيام داعش باستخدام التطرف الإسلامي كأداة لها خلال السياسات العالمية والإقليمية.  إلا أن هذا الأمر يخلق حالة متوقعة من حيث السياسات العامة.

كيف ستكون العواقب إذا قامت داعش بنشاط إرهابي في أمريكا؟

يمكن لأي نشاط إرهابي أن يشكل حالة خاصة تسمح لأمريكا  باستخدامها القوة العسكرية لزيادة تدخلها المباشر في المنطقة دون توكيلها بذلك. حيث سيؤدي التدخل المباشر إلى إعادة ظهور المعادلة بين أمريكا وروسيا وإيران, إضافةً إلى تدخل الدول الأوروبية في المسألة وكشف المصالح المختلفة من جديد. لذلك يجب على تركيا أن تكون حذرة جداً, وأن تحقق وحدة سياستها الداخلية وتكون مستعدة للتطورات الخارجية دائماً.

هل يعني ذلك نزول أمريكا إلى ساحة المعركة على أرض الواقع؟

يمكن أن تنزل أمريكا إلى الساحة, وهذا احتمال قوي جداً. لكن نزول أمريكا إلى الساحة سيدفع إلى تجدد صراع المصالح بين القوى العالمية مما سيؤدي إلى تحول تركيا إلى هدف رئيسي مرة أخرى وسط هذه الصراعات الجديدة. حيث دفعت هذه الظروف تركيا إلى زيادة حساسيتها تجاه صراعها حيال هذا الموضوع.

هل بدأ تمهيد الطريق لحدوث ذلك؟

عند النظر  إلى تدخلات أمريكا في تطورات الأوضاع في المنطقة منذ عام 1990 نلاحظ زيادة هذه الحساسية باستمرار, إضافةً إلى ظهور قضية داعش والإسلام المتطرف في إطار السعي الأمريكي للبحث عن مصالحها العالمية في المنطقة. بدأت محاولات ترامب لإعادة تحويل أمريكا إلى قوة عظمى بعد انخفاض قوتها في إطار موازين القوى. بالطبع إن هذا الأمر يزيد من نسبة المخاطر حيال القضايا العالمية والإقليمية في المنطقة. حيث يمكننا إيجاد الحل الأفضل لهذه المشكلة بعد رؤية الخطوات التي سيتخذها ترامب خلال الأشهر القادمة.

عن الكاتب

تونجا بنغن

كاتب لدى صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس