عبد القادر سلفي - صحيفة حرييت - ترجمة وتحرير ترك برس

إن دعم أمريكا لتنظيمي العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب قد خلط الموازين كلها، لكن هناك تقارب نسبي بين توجهات إدارة ترامب والإدارة التركية في سوريا، وبما أنه لم تحدث محادثات فعلية بين ترامب والإدارة التركية فإن تركيا ما زالت تتخذ وضعية "المنتظر" لكن من جهة أخرى تجهز لعمليات عسكرية ضد حزب العمال الكردستاني في الربيع.

إن هدف تركيا من عملية درع الفرات هو إنشاء قوة عسكرية كما فعلت في العراق، تحمي حدودها من هجمات الإرهابيين وتكون سدا في وجههم.

في سياق هذه الأحداث هل يوجد أي دور لعبد الله أوجلان القابع في سجن جزيرة إمرالي؟ كما تعلمون تم تعليق أو إيقاف محادثات الدولة مع أوجلان في الوقت الحاضر، و يراد تفعيل دوره لكن الظروف الراهنة لا تسمح بعد، فالحوار مرفوض حاليا وتحل محله لغة الحرب، ولهذا السبب فإن موضوع أوجلان غير مطروح حاليا في هذه المرحلة، فإن علاقات حزب العمال الكردستاني مع أمريكا ودول العالم في العراق وسورية قد تخطت مستوى أوجلان، ودعم أمريكا الصريح لوحدات حماية الشعب قد خلط الموازين والمعادلات كلها، وسوف تشهد الساحة تطورات حساسة في الأشهر القادمة تبعا لذلك.

ستكون أهم مرحلة في هذه الفترة هي شكل العلاقة بين تركيا والإدارة الأمريكية، فتركيا تسعى إلى إنشاء علاقات جيدة مع الإدارة الأمريكية الجديدة ولهذا لا تبدي ردة فعل قوية ضد إجراءات إدارة ترامب ضد المسلمين بسبب "الإسلاموفوبيا"، وتركيا تنعرض للانتقاد إن حاربت أمريكا وأيضا إن عملت على تحسين علاقاتها مع أمريكا، ولهذا لن تسمح أنقرة لأحد باستفزازها بعد الآن وليس في نيتها محاربة إدارة ترامب أبدا، وأضف أيضا إلى أن زيارة رئيسة وزراء بريطانيا إلى تركيا "تيريزا ماي" ما هي إلا رسالة تمتين العلاقات التركية-الأمريكية-البريطانية وإعلان تعاونهم.

من المحتمل أن من أولى الملفات التي سيطرحها الرئيس أردوغان على ترامب هي حول علاقة أمريكا بوحدات حماية الشعب، وبشكل طبيعي إن الإدارة الأمريكية ترى بأن التعاون ضروري مع تنظيم وحدات حماية الشعب من أجل محاربة داعش، لكن هذا يزعج الإدارة التركية، وحسب الملف المتعلق بتنظيمي العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب في سورية، يظهر على رأس هذين التنظيمين "باهوز إردال"، هل من الضروري التذكير بمن هو "باهوز إردال"؟ هو القائد العام للجناح العسكري في حزب العمال الكردستاني و زعيم تنظيم قوى الدفاع الشعبية "هي غي بي" وهو مسؤول عن كثير من الأعمال الإرهابية والدموية في تركيا، ويرتبط بباهوز اسمان مهمان في حزب العمال الكردستاني أحدهما "صوفي نور الدين" والآخر "بوزان تكين" وهذه الأسماء الثلاثة تحتل مكانا هاما في صفوف تنظيمي الاتحاد الديموقراطي ووحدات حماية الشعب.

إن نصف قادة تنظيم الاتحاد الديموقراطي "بي ي دي" هم قادة رفيعو المستوى في تنظيم "بي كي كي". فالرئيس المشارك لحزب الاتحاد الديموقراطي صالح مسلم: هو اسم هام ساهم بتفعيل المحادثات بين تنظيم "بي كي كي" والنظام السوري. والرئيسة المشاركة لحزب الاتحاد الديموقراطي آسيا عبد الله: تسلمت العديد من المناصب الرفيعة في تنظيم "بي كي كي" وقبل قدومها إلى سوريا كانت تنشط في جبل قنديل.

أما حنيفة حسين فقد انتسبت عام 1988 إلى تنظيم "بي كي كي" ، وعملت في وحدات حماية المرأة. وحسين كوتشر انتسب عام 1999 إلى تنظيم "بي كي كي" وهو مسؤول عن تنظيم الاتحاد الديموقراطي. "بي ب دي" في الدرباسية ورأس العين.

مصطفى أبديل: عضو في تنظيم "كي جي كي " وانتسب عام 1990 إلى تنظيم "بي كي كي" وقام بمهمات عديدة في شمدنلي و أوروبا وماهمور، وما بين عامي 2009 إلى 2012 استلم قيادة القوات الخاصة في تنظيم "هي غي بي".

نسرين عبد الله: استلمت قيادة "وحدات حماية المرآة" من عام 2015 حتي يومنا هذا في تنظيم "بي كي كي".

جميل أمد: انتسب عام 1992 إلى تنظيم "بي كي كي" ورافق أوجلان لفترة طويلة.

أزاد تشله: عين من جبل قنديل مسؤول تنظيم وحدات حماية الشعب في مدينة جيزرة.

ردور خليل: عين من قبل جبل قنديل المتحدث الرسمي لتنظيم وحدات حماية الشعب.

وبالمناسبة لم أنقل لكم معلومات جديدة حول قصة اغتيال أو عدم اغتيال "باهوز إردال" يوم 8  تموز/ يوليو ، وتوجد تطورات هامة على الجبهة السورية سأتابع نقلها إن شاء الله.

عن الكاتب

عبد القادر سلفي

كاتب في صحيفة حرييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس