أوكان مدرس أوغلو - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

تشهد العلاقات التركية-الأمريكية واحدة من أهم المراحل التاريخية، فتركيا تنتظر بحذر ما سيقوم به الرئيس الأمريكي ترامب، وخاصة أن هذه العلاقات بقدر ما تحمله من فرص وإمكانات تحمل أيضا مخاطر وتهديدات، وإن تمعنّا بنتائج وأهداف تركيا ونتائج وأهداف أمريكا نجد أنها مختلفة تماما.

أود أن أسلط الضوء على بعض النقاط الحساسة في السياسة الأمريكية الداخلية:

- لم تتوحد بعد توجهات الإدارة السياسية في أمريكا، أي إن توجهات وأفكار البيت الأبيض ووزارة الخارجية والبنتاغون والاستخبارات الأمريكية ما زالت مختلفة بعضها عن بعض، والأهم من ذلك أن إدارة ترامب لم تحدد موقفها وتوجهها حتى هذه اللحظة، وهذا يدل على أن سياسات أوباما ما زالت مؤثرة على السياسة الأمريكية.

- وفي سياستهم الجديدة مع وجود ترامب، ينظر الأمريكان باهتمام إلى أنقرة، وذلك بعد تأثر تركيا بسياسات أوباما الفاشلة، وتجلى هذا الاهتمام بالاتصال الهاتفي بين الرئيسين والتطور في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، أما بالنسبة لقضيتي تنظيم غولن ووحدات حماية الشعب فيرى الأمريكان أن تخطي هذه المرحلة ليس بالأمر السهل.

- أصبح من الملاحظ سعي الدولة العميقة في الولايات المتحدة الأمريكية لإفشال اللقاء الذي سيجري بين أردوغان وترامب في قمة الناتو في شهر أيار/ مايو، ورغم كل هذا فإن ترامب يعمل على قدم وساق مع مسؤولي إدارته من أجل تحقيق هذا اللقاء.

- يعمل ترامب على تشكيل صيغة تطمينية لأنقرة حول سياسته في سوريا بخصوص تنظيم وحدات حماية الشعب بوصفها الطرف الوحيد الذي يقاتل داعش، وبفصله للجماعات الكردية عن الجماعات الكردية الإرهابية المسلحة.

- تنظر تركيا بتفاؤل إلى قضية تسليم غولن أو اعتقاله وذلك من خلال تصريحات الأمريكان أما الأخيرين فيرون بأن فترة الإعادة ممكن أن تستمر حتى سنتين على الأقل، حيث أن أنقرة كانت كلما تفتح ملف تسليم غولن في عهد أوباما كان الأمريكيون يستخدمون اللف والدوران ويماطلون، أما إدارة ترامب فقد اهتمت بموضوع الإعادة عن كثب ويبدو هذا واضحا من خلال اللقاءات الأمريكية التركية التي حدثت بهذا الشأن.

- يوجد أمر آخر لفت نظري وهو متعلق بتنظيم غولن والتأشيرات الأمريكية، فقد لوحظ ازدياد معدل طلبات التأشيرات لزيارة بنسلفانيا ابتداءً من عام 2008، وبالأخص طلبات بعض أفراد الشرطة الذين لم يسافروا للخارج قط، وإقامتهم كلهم بنفس الفندق.

- والأغرب من ذلك أن مجموعة من رجال الأعمال طلبوا التأشيرة لزيارة بنسلفانيا، حيث كان عليهم السفر إلى إحدى الجمهوريات التركية أو حتى إلى الدول الإفريقية.

ملخص ما ذكر:

على ما يبدو فإن أمريكا تستخدم جناحها "تنظيم غولن" من أجل القيام بعملياتها في العالم، وبالمقابل فإن تنظيم غولن يستغل الفرصة بتواجده في ولاية أمريكية تحميه وتضاعف من قوته.

عن الكاتب

أوكان مدرس أوغلو

كاتب في جريدة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس