أوكان مدرس أوغلو - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

بداية أود التعريف بخلفية الاقتراح الخطير المرفوض من قبل وزير الخارجية الأمريكي، ومن ثم الاختلافات في توجهات عملية درع الفرات والتي تمس الولايات المتحدة الأمريكية.

حيث قدم دبلوماسيون أمريكان مشروعًا إلى واشنطن بشأن متابعة المشكلة الكردية والمشاركة بالعمليات إن تطلب الأمر. وإن بدت الأسباب مبررة ظاهريًا ولكنها خطيرة إلى حد إحداث أزمة في الواقع.

كما أن المشاغل الداخلية لم تمنع الولايات المتحدة الأمريكية من تركيز اهتمامها على أربع دول في المنطقة. إضافة إلى إدراج الدبلوماسية الأمريكية تركيا ضمن الساحة الأوروبية.

وكما هو متوقع يشكل العراق وسوريا وإيران محور "الساحة الشرق أوسطية". إلى جانب الكلام الذي يقال لوزيرالخارجية عن التواجد السكاني للأكراد في تركيا والعراق وإيران وسوريا. وضرورة إقامة مجال خاص بهم، وجعل إدارة الملف الكردي بيد طرف واحد داخل الدول الأربع وفق استراتيجية تلائم التطورات الحيوية المتعلقة بالأكراد.

مما يعني اعتباره بنية تحتية لمخطط بناء دولة كردستان الموزعة على 4 دول بشكل أساسي. وبالرغم من الاعتراض الضروري لدى وزارة الخارجية الأمريكية على ذلك الاقتراح، فإن إضافة ملاحظات على موقف واشنطن الملخص في "بقاء تركيا ضمن المجال الأوروبي. ومتابعة التقييمات المتعلقة بالسكان الأكراد في تركيا ضمن إطار حقوق الإنسان" أمر لا بد منه.

في وقت ما يزال فيه التنسيق بين البيت الأبيض والبنتاغون والسي آي إيه منعدمًا داخل الولايات المتحدة الأمريكية كما هو واضح، والاستقرار خاضعًا لسلسلة عمليات منتظمة في وقت يسعى فيه الرئيس ترامب إلى فرض هيمنته على السلطة.

وبالتالي تتلاعب سياسات البنتاغون والمصدق عليها من قبل الرئيس أوباما بمصير المنطقة. وهو ما بدا واضحًا في مساومات عملية الرقة بين رئيس هيئة الأركان التركي خلوصي أكار ونظيره الأمريكي جوزيف دانفورد. وذلك بالتأكيد على محدودية صلاحية دانفورد بالموافقة على خطط التحرك من دون مشاركة وحدات حماية الشعب الكردي الإرهابية، واقتصار دورها على تقديم الاستشارة العسكرية نوعًا ما. هذا وقد أشار جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية الأمريكية والشخص الأساسي في الملفين السوري والعراقي في تصريح أصدره سابقًا بخصوص محاولة انقلاب 15 من تموز إلى وجود علاقات لدى الولايات المتحدة الأمريكية مع العديد من الضباط الأتراك، وأن بعضهم قد سُجِن في تركيا.

باختصار يظل التخلص من ظل وحدات حماية الشعب الكردي على العلاقات الأمريكية التركية أمرًا صعبًا طالما يشغل فوتيل مهمته تلك، ويتشبث بريت ماكغورك مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش بموقفه القديم.

رئيس الوزراء بن علي يلدريم تحدث كذلك عن إمكانية تطبيع العلاقات مع سوريا شريطة انسحاب كافة القوات الأجنبية من البلاد. أما إعطاء القاعدة العسكرية للأمريكان فهو أمر آخر!

وهناك معلومة أخرى تجدر الإشارة إليها.

بالرغم من عدم بدء التعاون والتوجيه الأمريكي مع عملية درع الفرات التركية فقد شرع الأمريكان بالمشاركة في العملية مستغلين التحالف الدولي ضد داعش والمساهمة التركية. ولو طرح تساؤل عن مقدار مساهماتهم فإن الوضع ضمن نطاق النموذج الأوحد يظهر تناقضًا في علاقة التحالف.

في حين يفسر تحديد الطائرات من دون طيار التركية 136 هدفًا لداعش خلال 600 ساعة تحليق، مقابل معلومات عن 11 هدف لداعش فقط خلال 1.200 ساعة استطلاع للطائرات من دون طيار الأمريكية في الفترة التي أعطي فيها إذن للطيران الكثير من الأمور.

عن الكاتب

أوكان مدرس أوغلو

كاتب في جريدة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس