سردار تورغوت - صحيفة خبر تورك - ترجمة وتحرير ترك برس

لم يتمكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من اتخاذ قراره حتى اليوم بخصوص سوريا وأكرادها، وهذا ما خلف فجوة كبيرة في سياسة الدولة، لم تكن في صالح تركيا. استغلت القوى العميقة المؤيدة للأكراد والمناهضة للإسلام في محيط تردد الرئيس، ونجحت في ملء الفجوة بسياسات طبقتها فعليًّا. وهكذا يفعّل أعداء تركيا خططًا سيكون لها نتائج ليست في صالحها على المدى الطويل.

فإن لم تتمكن تركيا خلال فترة قصيرة من إقناع ترامب بأن هذا الأمر الواقع سيتمخض عن نتائج ضد المصالح المشتركة لتركيا والولايات المتحدة، فإن السياسات المذكورة سينجم عنها عواقب لا ترغب بها تركيا أبدًا.

حدثت التطورات في واشنطن على النحو التالي:

طلب ترامب من جميع أجهزة الدولة تحديد وضع بخصوص ما يجب اتباعه من سياسات في الملف السوري وداعش، وتقديم استراتيجية إلى البيت الأبيض خلال 30 يومًا. قبل انتهاء المدة كانت البنتاغون، حيث القوى العميقة المؤيدة للأكراد فعّالة، قد حددت وضعًا واضحًا وأعدت خطة بموجبه.

سلم وزير الدفاع جيمس ماتيس الخطة باليد إلى ترامب في البيت الأبيض. أكدت الخطة بشكل واضح على مشاركة الولايات المتحدة إلى جانب الأكراد، عوضًا عن تركيا، ضد داعش، وتجهيز أكراد سوريا بالأسلحة. ونصت الخطة على إرسال الولايات المتحدة قوات عند الضرورة لتقديم الدعم للأكراد. وبحسب آخر الأخبار الصادرة عن البنتاغون فإن واشنطن سترسل 1000 جندي إضافي إلى المنطقة لدعم العملية المزمعة ضد الرقة.

منذ سنوات طويلة كان هناك عناصر دولة عميقة في وزارة الدفاع الأمريكية، يدعمون إقامة كيان كردي في المنطقة. وقد رأيت قبل سنوات خريطة بهذا الخصوص لدى أحد المسؤولين العاملين في البنتاغون.

وما لم يتضح قرار ترامب، ستواصل هذه العناصر، بالتعاون مع الأوساط المعادية لتركيا، العمل على إنشاء كيان كردي في منطقتنا.

مصادر البنتاغون التي روت لي هذه التفاصيل، قالت إن الخريطة القديمة لم تعد سارية الآن، وإن العمل جارٍ على إعداد خريطة جديدة عوضًا عنها، تعكس الوضع النهائي.

وإضافة إلى العناصر الموجودة في أجهزة الدولة، تتصاعد الإسلاموفوبيا ومعاداة تركيا لدى الأشخاص المحيطين بترامب بالبيت الأبيض. وهؤلاء أيضًا يتعاونون مع مؤيدي الأكراد مستغلين الفجوة الناجمة عن غياب السياسة الرسمية، التي تسبب بها تردد ترامب.

ويمكنكم متابعة العداء المتزايد لتركيا في محيط الرئيس الأمريكي، بأوضح أشكاله، من خلال سلوكيات ستيف بانون.

لو لم يكن ستيف بانون كبير المخططين الاستراتيجيين لترامب في البيت الأبيض لما كان هناك أهمية أو معنى لما يحاول الاثنان فعله، لكن أعتقد أن على تركيا أن تكون يقظة وحذرة تجاه هذا الموقف داخل البيت الأبيض، وأن تتخذ التدابير اللازمة بأسرع وقت ممكن.

عن الكاتب

سردار تورغوت

كاتب في صحيفة خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس