كورتولوش تاييز - صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس

إن مقاومة تركيا للعواصف الجديدة التي ستضرب الشرق الأوسط مرهونة بنجاح استفتاء 16 من نيسان/ أبريل. لأن المقصود هو الإيقاع بتركيا على حين غرة قبيل بدء الانتقام الكبير المرتقب في الشرق الأوسط، وإضعافها واستنزافها.

فما الهدف إذن من موجة الإرهاب الهائلة الموجهة ضد تركيا بشكل متزايد خلال السنوات الأخيرة؟ وما الذي تغير لدى تنظيم غولن حتى كشف قناع "حركة الخدمة" وتحول فجأة إلى تنظيم إرهابي وحشي؟ وبأي جرأة استطاع توجيه نيران الدبابات والمدافع والطائرات الحربية على الشعب؟ ما الهدف الأساسي أو طموح تنظيم غولن وبي كي كي نظرًا لكونهم لا يخطون أي خطوة دون التنسيق مع القوى العالمية العظمى؟

لذلك فالمخطط الكبير هو إضعاف تركيا واستنزاف قواها وتقويضها قبل البدء بالانتقام الكبير الوشيك في الشرق الأوسط. لكي تنتصر القوى العظمى حتى قبيل اندلاع الحرب.

فقد أرادوا تفتيت تركيا من الداخل من خلال اعتداءات تنظيم غولن وحزب الشعب الجمهوري وبي كي كي وحزب الشعوب الديمقراطي؛ وبالتالي لن يبق دولة لتقاوم عند انطلاق شرارة الحرب. وذلك لمعرفتهم أن تركيا ستناضل وتتحدى أعظم القوى في العالم بما تملكه من قوة وتجربة.

كما أرادوا النيل من عزيمة تركيا في مقاومة القوى العالمية من خلال محاولة انقلاب 15 من تموز والهجمات الإرهابية. فضلًا عن محاولة الإطاحة بالرئيس أردوغان، والكشف عن المخططات الغربية بشأن تقسيم تركيا.

وهو ما جعل تغيير النظام الحكومي الذي سيجري التصويت عليه في 16 من نيسان أولوية كجزء من استعدادات أنقرة لمقاومة المخططات الغربية المتعلقة بتقسيم وتجزئة تركيا. لأن مشروع 16 من نيسان والرئيس أردوغان وقوى الشعب التركي هو مشروع للحفاظ على استمرارية الدولة. لأنه في حال فشلت تلك القوى في التصويت على النظام الحكومي الجديد في استفتاء 6 نيسان فإنها ستصاب بضرر كبير خاصة مع اقتراب العاصفة من الشرق الأوسط. بالإضافة إلى القضاء على عملية إعادة تنظيم الدولة والتخطيط والاستعداد لمواجهة العواصف التي ستهب. ولهذا السبب أصبح نجاح الاستفتاء مسألة حياة أو موت.

وبالتالي فإن الموافقة على التعديلات الدستورية أمر مهم للغاية من أجل تعزيز وحدة الدولة واكتساب ثقتها بنفسها والاستعداد لمواجهة تلك العواصف. لأن الخيارات محدودة أمام تركيا؛ إما بمضي تركيا قدماً في طريقها وبقوة أو العودة إلى ظروف ما بعد توقيع معاهدة سيفر.

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس