عاطف حسين – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

قال رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو في أحد خطاباته بما معناه :" الدولة في يدها الأولى الرحمة، لكن في يدها الثانية توجد القدرة والقوة أيضا، ولن نتوان في استخدام القدرة والقوة إن لزم الأمر".

يتعرض المسجد الأقصى ومدينة القدس ككل من جديد لبطش وغطرسة الصهاينة، هذه المدينة وهذا المسجد من أهم رموز الإسلام، فهو يرمز لعزة الإسلام، ولشرف الأمة وفخرها، وهو القبلة الأولى للمسلمين، ومعراج الرسول عليه الصلاة والسلام.

مدينة القدس، هي أمانة تركها لنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كما تركها لنا مجددا صلاح الدين لتكون أمانة في أعناقنا، فالقدس، كما قال "إبراهيم قارقول"، هي روح المسلمين، وهي ملك لكل الأمة.

تزامنا مع اقتحام الصهاينة للمسجد الأقصى، وتقريبا في نفس الساعات التي دنسوا بها المسجد، قام بشار الأسد بقصف حلب بالبراميل المتفجرة بصورة مخيفة، كي يكون القصف الأخير لتسقط المدينة، ويجب أنْ نتحدث بصورة جدية عن قرب سقوط حلب، وذلك سبب مئات الآلاف التي هاجرت وستهاجر من المدينة، والذين لا يعرفون إلى أي مكان ممكنهم الهروب إليه.

ما نراه اليوم، هو أنّه لا أحد من الأمة مهتم بالقدس، كما لا أحد يهتم بمصير حلب، وما نلاحظه أيضا، أنّه لا يوجد أي قوة محتملة تستطيع إنقاذ حلب والقدس، فلا تنظروا إلى العالم، لأنّ كل ما يحصل عندنا متوافق مع مصالحهم ورغباتهم.

ما يثير غضبنا هو حال العالم الإسلامي، فلم يظهر أحد بصورة قوية مدافعا عن القدس وحلب، فدور تركيا يجب أن يبرز هنا، تركيا التي على مدار تاريخها الطويل، دافعت عن شرف الأمة الإسلامية وحافظت على عزة الإسلام والمسلمين، هكذا التاريخ يشهد للأتراك.

لهذا يجب على تركيا أنْ تستخدم "يد القوة والقدرة"، وأهم ما في الأمر الآن وأكثر الأمور حزما هو التدخل في حلب، لأنه يجب حمايتها من تسلّط الأسد، وهنا لا نريد أنْ تكون الأمور مبهمة، لذا نذكرها بالاسم، حلب يجب أن لا تسقط.

على تركيا بكل قوتها، وعلى رأسها القوة العسكرية، أنْ تتجه إلى حلب لتحميها ولتنقذها من بطش بشار الأسد، ويجب عليها أنْ تقوم بذلك لوحدها، وعليها أنْ لا تأخذ أي مساعدة من الغرب مهما كان اسمها، ومهما كان هدفها وشكلها.

إنقاذ وحماية حلب، هو إنقاذ وحماية للقدس وللمسجد الأقصى المبارك، وسيكون الجيش الذي سينقذ حلب، هو جيش الأمة جمعاء، فتكوين جيش مثل هذا، والتدخل العسكري القوي مثل هذا، لن يجعل كل الأعداء، وعلى رأسهم "إسرائيل"، أن يفكروا مجددا في إيذاء أي مسلم، أو في استباح أعراض المسلمين وشرفهم.

وحينها لن يجرؤ أي شخص على الدخول إلى المسجد الأقصى بأحذيته النجسة، وإذا ما أردنا التأكيد مجددا على عنوان هذه المقالة، فإننا نقول : مصير القدس، مربوط بمصير حلب.

عن الكاتب

عاطف حسين

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مواضيع أخرى للكاتب

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس