أوكان مدرس أوغلو -صحيفة صباح- ترجمة وتحرير ترك برس

 إنّ استفتاء 16 نيسان / أبريل أعطى رسائل مهمة من حيث الأعمال الميدانية الخاصة بالحملات الدعائية، واستراتيجيات التواصل، وسلوكيات المصوّتين.

منذ بدء مرحلة الاستفتاء بعض الأحزاب السياسية توجّهت في إطار الحملة الدعائية للاستفتاء إلى حل مشاكلها الداخلية.

 لم يخفَ على أحد سباق القيادة الضمني لكليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري مع المرشحين الآخرين للزعامة. أمّا لدى حزب الحركة القومية لم يخفَ على أحد محاولة التستّر على الخلافات التي حصلت بسبب تأييد مركز الحزب للدستور "دولت باهتشلي"، ومعارضة بعض النوّاب له.

وأمّا بالنظر إلى حزب العدالة والتنمية يجب تناول الموضوع على نحو خاص وبين قوسين.

ففي حزب الحكومة، كان الأمر كما يلي:

فقد ظهر بشكل جلي الفرق بين جهود الذين عملوا على قدم وساق في الحملات الدعائية، وأولئك الذين عملوا بتراخي. كما لم يتمكن الحزب من كسب غير الحاسمين لأمرهم والمترددين بشكل تام، ولم يتمكن كذلك من الوصول إلى الناخبين المعارضين بالكم المطلوب، لإقناعه بالدستور الجديد والنظام الرئاسي".

مع بعض الاستثناءات فقد اقتصرت الحملة الدعائية لدى حزب الحركة القومية على ذهاب بعض الجهات إلى بعض الأشخاص والمؤسسات المحدودة فقط. بمعنى آخر لم يتمكن الحزب من الوصول إلى المعارضين بالشكل المطلوب.

ما نسميه بالإعلام التقليدي من الإذاعات ومحطات التلفزيون عمل كل ما يترتب عليه في هذا الصدد، ولكن الإعلام المذكور لم ينجح في عكس رياح الأكاذيب التي ظهرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتمكنت بعض الجهات من استهداف الفئات المترددة، وإقناعها من خلال المعلومات الكاذبة بعدم تأييد الدستور الجديد، وذلك من خلال خلق رأي عام خادع.

ولم يتم العمل بشكل كاف على زيادة اهتمام الفئة المتعلمة والاجتماعية والاقتصادية في الولايات الكبرى بالتغيير والتجديد. هذه الفئة الفاعلة والمؤثرة بقيت أسيرة الوضع الراهن، ولم تتمكن من التعرّف على النظام الجديد بشكل جيّد.

أيّا كانت التحليلات والآراء‘فإن تركيا بدأت صباح يوم 17 نيسان / أبريل وهي تقول "نعم" للنظام الرئاسي. والآن آن الأوان لبدأ تأسيس هذها النظام، وكذلك دعوة الاطراف جميعها إلى التعامل بوعي كبير.

عن الكاتب

أوكان مدرس أوغلو

إعلامي وكاتب لدى صحيفة صباح التركية


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس