هاكان جليك - صحيفة بوسطا - ترجمة وتحرير ترك برس

تتميز التحركات الدبلوماسية في شهر مايو/ أيار القادم بأنها ستلعب دورًا مؤثرًا على الأعوام المقبلة في تركيا.

فالرئيس رجب طيب أردوغان سيعقد خلاله اجتماعات مع زعماء أهم البلدان في العالم. انغلقت تركيا على نفسها أكثرمن اللازم بسبب الاستفتاء على التعديلات الدستورية والجدل الدائر حوله. وتتمتع زيارات أردوغان بأهمية من حيث عودة تركيا إلى ميدان السياسة العالمية كلاعب مؤثر.

المحطة الأولى لأردوغان هي الهند

كان من المقرر أن يزور أردوغان الهند في وقت سابق، لكن الزيارة تأجلت بسبب برنامج الرئيس الحافل.

سيزور أردوغان نيودلهي في الثلاثين من أبريل/ نيسان. تحتل الهند المرتبة الخامسة عالميًّا من حيث حجم الاقتصاد. وسيكون لاجتماعات أردوغان مع المسؤولين الهنود نتائج مثمرة على صعيد التعاون الإقليمي، إضافة إلى زيادة حجم التجارة بين البلدين.

المحطة الثانية لأردوغان في شهر مايو، هي مدينة سوتشي الروسية، حيث من المقرر أن يجتمع بنظيره فلاديمير بوتين. وسيكون الاجتماع في نفس الوقت اللقاء الثالث لأردوغان مع بوتين خلال الفترة القصيرة الماضية، حيث سبق للزعيمين أن التقيا في سان بطرسبورغ وموسكو وإسطنبول.

يرافق أردوغان في زيارته روسيا وفد كبير من الوزراء، وستحتل الأزمة السورية وتعزيز العلاقات الاقتصادية صدراة جدول أعمال الاجتماع. الخلافات في وجهات النظر بين البلدين حول الأزمة السورية مستمرة، ومع ذلك فهناك أرضية معينة للتعاون في هذا الخصوص.

بذل أردوغان جهودًا كبيرة عقب إسقاط تركيا المقاتلة الروسية في نوفمبر 2015، من أجل تطبيع العلاقات بين البلدين. وبفضل هذه الجهود عادت الاتصالات وتتالت الاجتماعات، علاوة على الإقدام على خطوات إيجابية على الصعيدين السياحي والتجاري.

غير أن روسيا ما تزال تستخدم سلسلة من القضايا ورقة مساومة في مواجهة تركيا، بدءًا من استيراد الطماطم وحتى رحلات الشارتر. ولا أعتقد أن الروس يريدون التخلف عن ركب المنافسة مع الولايات المتحدة، لأن  الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإقامة علاقات أقوى مع تركيا.

يحل أردوغان ضيفًا على العاصمة الصينية بكين في 14 و15 مايو، حيث يشارك خلال الزيارة في قمة "حزام واحد وطريق واحد" التي دُعي إليها زعماء 65 بلدًا تقع على طريق الحرير.

أهم لقاء لأردوغان هذا العام ستحتضنه العاصمة الأمريكية واشنطن في 16 و17 مايو/ أيار في قمة ثنائية تجمعه مع نظيره دونالد ترامب. تحتل مكافحة تنظيم "غولن"، وملف حزب العمال الكردستاني- وحدات حماية الشعب، ومستقبل سوريا مكانًا بين أهم أولويات القمة. كما أن أردوغان سيتناول مع ترامب مسألة حظر حمل الأجهزة الإلكترونية الطائرات المتجهة إلى الولايات المتحدة، وهو ما سبب صعوبات كبيرة لشركة الخطوط الجوية التركية. موقف ترامب وإجابات الإدارة الأمريكية سوف تحدد مستقبل العلاقات التركية الأمريكية على المديين القصير والمتوسط.

أعتقد أن هذا اللقاء سيكون منعطفًا حاسمًا، سيوجه الزعيمان من خلاله رسائل في غاية القوة.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس