جلال سلمي - خاص ترك برس

في خضم استمرار النقاشات، بأوجهٍ عدة، حول نتائج الاستفتاء في تركيا، دعا نائب حزب العدالة والتنمية عن مدينة ماردين، أورهان ميرأوغلو، الحكومة التركية إلى إعداد خطة استراتيجية شاملة حيال الملف الكردي في المنطقة، لا سيما بعد تصويت عدة مدن كردية لصالح الاستفتاء، الأمر الذي اعتُبِرَ نِتاجَ السياسات الإصلاحية الخاصة بحزب العدالة والتنمية ليس على مستوى تركيا وحسب، بل على مستوى الإقليم.

وركز مير أوغلو في حديثه لموقع الجزيرة باللغة التركية، على ضرورة رسم استراتيجية بخطط تكتيكية تُنهي الأزمة الكردية في المنطقة ككل. وكانت أهم أسئلة اللقاء على النحو التالي:

الجزيرة ترك: برأيكم، ماذا يعني ارتفاع نسبة الأصوات الكردية المؤيدة لمشاريع حزب العدالة والتنمية الإصلاحية؟

مير أوغلو: "في الآونة الأخيرة، عاصرنا تجربتين مهمتين حول عملية الانتخابات، ولعل التجربة الأهم هي تجربة 7 يونيو/ حزيران الخاصة بالانتخابات البرلمانية. فقد لوحظ، بعد ظهور نتائجها، أن المدن ذات الغالبية الكردية ابتعد كثيرًا عن مسار حزب العدالة والتنمية، ومرد ذلك إلى بطء تنفيذ مشاريع عملية السلام، ولكن بعد نقض حزب العمال الكردستاني عملية السلام، وظهور فيديوهات موثقة تبيّن تواطؤ بعض نواب حزب الشعوب الديمقراطي في دعم عناصر حزب العمال الكردستاني، رأت نسبة كبيرة من الشعب الكردي أن مشروع الحزبين قائم على نشر الفوضى، ولا بد من تقوية يد حزب العدالة والتنمية لرسم خطط وسياسات أوسع حيال مشكلتهم."

الجزيرة ترك: هل لعب الناخب الكردي دورًا أساسيًا فيما يتعلق برسم خطط تُعجل تطبيق مكتسبات "عملية السلام"، وتسريع حل القضية الكردية من قبل الدولة؟

مير أوغلو: الناخب الكردي، بصوته الداعم "لنعم"، ناشد الحكومة التركية، بل وضغط عليها لتسريع تطبيق مكتسبات "عملية السلام"، "وعملية إعادة التأهيل"، وقد تلقى الرئيس أردوغان رسالة الناخب الكردي خلال جولاته الانتخابية التي تمت في بعض المناطق ذات الأغلبية الكردية.

الجزيرة ترك: هل تعتقدون أن صوت الناخب الكردي سيبقى دومًا داعمًا لحزب العدالة والتنمية ومشاريعه؟

ـ مير أوغلو: أرى أنه سيبقى. أصلًا بالرجوع إلى انتخابات 1 نوفمبر/ تشرين الثاني البرلمانية، نجد أن الناخب الكردي تراجع عن دعمه لحزب الشعوب الديمقراطي على حساب زيادة دعمه لحزب العدالة، وفي الاستفتاء الأخير شهدت الأصوات الكردية المؤيدة لمشاريع حزب العدالة والتنمية المزيد من الزيادة.

الجزيرة ترك: برأيكم، ما هي أهم الأسباب التي دفعت بعض المواطنين الأكراد للتصويت "بلا"؟

ـ مير أوغلو: يسوق بعض المواطنين هنا عامل "عدم احتواء التعديلات الدستورية على مواد تشمل المواطنين الأكراد"، ولكن أنا شخصيًا أعارض هذا العامل، وأجده غير مقنع، فهل يُعقل أن تشمل التعديلات كل قومية موجودة في تركيا؟ الإصلاحات الديمقراطية تحدث في تركيا مع مرور كل يوم، والمسألة الكردية هي جزءٌ أساسيٌ من هذه الإصلاحات التي تشمل الجميع بلا استثناء.

الجزيرة ترك: هل هنالك تأثير للتحرك المشترك الذي حدث بين حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، في دفع بعض المواطنين الأكراد للتصويت "بلا"؟

مير أوغلو: نعم بكل تأكيد. وأعتقد أنه كان يمكن استقطاب المزيد من أصوات المواطنين الأكراد لصالح التصويت "بنعم" للاستفتاء، في حين تم تطبيق استراتيجية ثنائية؛ إحداها تخاطب المواطنين القوميين، والأخرى تخاطب المواطنين الأكراد.

الجزيرة ترك: بالعودة إلى الاستراتيجية الشاملة التي ذكرتموها في البداية، ما هي أسس هذه العملية؟

مير أوغلو: أقصد بالشاملة أن تشمل جميع المواطنين الأكراد الموجودين في المنطقة. في عصرنا الحالي، ما يؤثر سلبًا في وضعية المواطنين الأكراد في دولةٍ ما يؤثر سلبًا في وضعية المواطنين الأكراد في تركيا، لذا يجب أن ندفع الحقوق الديمقراطية للمواطنين الأكراد أينما حلوا.

الجزيرة ترك: لكن ألم تنسوا سوريا في هذه الخطة؟

مير أوغلو: "لا بالطبع، يجب أن تشمل هذه الخطة جميع المواطنين في كافة البلدان الموجودين فيها بكثرة من دون استثناء. وعلى العكس، يجب أن تكون سوريا في مقدمة الدول التي تشملها هذه الخطة. حاولنا تنفيذ خطط تكفل الحقوق الديمقراطية للمواطنين الأكراد في سوريا، لكن، كما صرح الرئيس أردوغان، قام الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، بممارسة المرواغة إزاء أهدافنا وخططنا. وانطلاقًا من ذلك، يجب على تركيا احتواء جميع المواطنين الأكراد، وعدم منح أي طرف فرصة استغلالهم لصالح خططه غير المراعية لمصالح دول المنطقة. وفي ذلك السياق، لا بد من اتباع تكتيكات تتجنب إشعال روح الاستقطاب بين المواطنين الأكراد، فعلى سبيل المثال، لو كنت أنا رئيس الحكومة التركية، فلن أدعو مسعود بارزاني لزيارة تركيا بينما الإقليم يشهد انتخابات في الأيام المقبلة، تجنبًا لمنح الجهات الكردية المعارضة له استخدام الكرت التركي كذريعة لضرورة انتخابها، لا سيما في ظل احتدام أزمة كركوك التي تقيمها تركيا على أنها أزمة مفتعلة، وجاءت بدفعٍ خارجي للقوات الكردية ضد التركمان!".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!