ترك برس

استهدف سلاح الجو التركي، يوم الثلاثاء 25 أبريل/نيسان الجاري، مواقع منظمة حزب العمال الكردستاني "بي كي كي" المصنفة في قائمة الإرهاب والمنظمات التابعة لها، في جبل سنجار شمالي العراق، وجبل "قره تشوك" شمال شرقي سوريا، ما أسفر عن تحييد 70 إرهابيًا، بحسب بيان للجيش التركي.

وقالت رئاسة الأركان التركية، إن "منظمة بي كي كي الإرهابية وامتداداتها في سوريا والعراق قامت بشكل مكثف خلال الفترة الأخيرة باستخدام سوريا وشمال العراق، من أجل إدخال الإرهابيين والسلاح والذخيرة والمواد المتفجرة إلى تركيا".

وشددت على أن الجيش التركي وقوات الأمن يشنون بعزم وإصرار عملية شاملة لمكافحة الإرهاب ضد منظمة "بي كي كي" الإرهابية، داخل الحدود التركية، وخارجها - عندما يقتضي الأمر- مضيفا أن العملية ستستمر إلى أن يتم تحييد آخر إرهابي.

وقال الخبير الأمني التركي، عبدالله أغار، إن القصف المتزامن الذي شنته مقاتلات تركية على مواقع "بي كي كي" الإرهابية بسوريا والعراق، يعد عملية "غير مسبوقة من شأنها تغيير المعادلات والموازين على الأرض".

وأكّد الخبير الأمني، لوكالة الأناضول التركية للأنباء، أن العملية شاركت فيها أسراب مختلفة من المقاتلات، لافتًا إلى أنها جرت بسرية تامة، واستهدفت مواقع تقصفها تركيا للمرة الأولى.

واعتبر أغار أن العملية مختلفة عن سابقاتها، وتحمل رسالة قوية، وستكون لها تأثيرات سياسية، فضلا عن البعد العسكري.

إلا أن وزارة الدفاع الأمريكية، أعربت عن "قلقها" بسبب "عدم تنسيق" تركيا مع الولايات المتحدة، والتحالف الدولي حول غاراتها الأخيرة.

وأشار الناطق باسم البنتاغون، النقيب "أدريان رانكين غالاوي"، في بيان، إلى أن "الغارات المذكورة لم يصادق عليها التحالف الدولي ضد داعش، وتسببت في ضرب قوات حليفة في محاربة التنظيم".

بدوره، قال الناطق باسم الخارجية الأمريكية، "مارك تونر"، إن هناك "قلقًا أمريكيًا عميقًا"، حيال الغارات الجوية التركية، وأضاف: "لم يتم التنسيق بالشكل الكافي مع الولايات المتحدة، ولا مع التحالف الدولي ضد داعش، بخصوص الغارات التي نفذتها تركيا الثلاثاء على شمال العراق وشمال سوريا".

وتشير تقارير تركية، إلى أن المنظمة الإرهابية تواصل احتلالها لقضاء "سنجار" شمالي العراق، والذي يبعد حوالي 100 كم عن الحدود التركية، رغم انتهاء وجود تنظيم "داعش" الإرهابي فيه، وذلك في محاولة منها لجعل المنطقة معسكرًا لها على غرار "قنديل".

ويتمتع سنجار بأهمية أمنية وتجارية حيث يقع على بعد 130 كم تقريبًا غربي الموصل، و55 كم جنوب غربي مدينة تلعفر ذات الغالبية التركمانية، و40 كم عن الحدود العراقية السورية، فيما يصل مساحته إلى حوالي 3200 كم مربع.

وتُشير الإحصاءات إلى أن عدد سكان القضاء كان يصل إلى 350-400 ألف نسمة قبل عام 2014، وأنه انخفض إلى نحو 88 ألف بسبب موجات الهجرة والنزوح التي نجمت عن هجمات "داعش".

ويُشكل الأيزيديّون 82 بالمئة، والأكراد المسلمون 13 بالمئة، والعرب 5 بالمئة من سكان سنجار الذي حصل على لقب قضاء تابع للموصل في عام 1928 بشكل رسمي، ويعد حاليًا منطقة متنازع عليها وفقًا للمادة 140 من الدستور العراقي.

وخلقت "بي كي كي" تصورًا بأنها تقاتل "داعش"، فيما ساهم تصوير الإعلام العالمي لها بأنها "المنقذة"، إلى تعزيز وجودها في المناطق التي انتشر فيها داخل العراق.

واستغلت المنظمة اضطرار البيشمركة (قوات الإقليم الكردي) للانسحاب من سنجار (ذي الغالبية الأزيديّة) شمال غرب الموصل، بعد هجوم "داعش" على القضاء في 3 أغسطس/ آب 2014، لتعلن عن بدء وجودها في المنطقة بعد إرسال مسلحيها.

وتسعى "بي كي كي" إلى الإبقاء على سيطرتها الدائمة على المنطقة من خلال إقامة معسكرات في جبل "سنجار" ومحيطه، ونقاط تفتيش منذ نحو 3 أعوام، سعيًا منها لإنشاء "قنديل ثان"، بحسب مصادر محلية.

وتتخذ المنظمة من جبال قنديل شمالي العراق، معقلاً لها، وتنشط في العديد من المدن والبلدات العراقية، وتشن بين الحين والآخر هجمات ضد تركيا انطلاقًا من الأراضي العراقية، مستهدفًة المدنيين وعناصر الأمن الأتراك.

وعلى خلاف الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود بارزاني رئيس الإقليم الكردي، يسمح حزب الاتحاد الوطني الكردستاني (مركزه مدينة السليمانية/شمال)، المعروف بقربه من إيران، وحركة "غُوران" (منظمة سياسية تنشط في الإقليم الشمالي)، لـ "بي كي كي" بممارسة أنشطتها بكل حرية في مناطقهم.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!