ترك برس

رأى محللان سياسيان أن الغارات التركية الأخيرة على مواقع "حزب العمال الكردستاني"(بي كي كي) في شمال شرق سوريا وشمال العراق، حملت عدة رسائل، واعتبرا أن هناك أكراد "مستعدون دائماً لأن يكونوا ورقة بيد الأطراف التي تستخدِمهم".

ونقلت قناة "التلفزيون العربي"، عن الكاتب المتخصص بالشؤون التركية والكردية خورشيد دلي، قوله إن "الغارات الجوية التي شنتها طائرات تركية على مواقع تابعة للقوات الكردية ، حملت عدة رسائل".

وأوضح دلِي أن أول تلك الرسائل هي أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أراد أن يقول إن تركيا ما بعد الاستفتاء ليست كما قبله، وأن تركيا في الموضوع الكردي انتقلت إلى استراتيجية استباقية جوهرها كيفية إبعاد خطر الصعود الكردي على الأمن القومي لتركيا".

وأضاف دلي أن تركيا وجهت رسالة سياسية دبلوماسية للإدارة الأميركية الجديدة، فحواها أن صبر تركيا قد نفذ، وأنها لن تقبل بالسياسة الأميركية الداعمة لوحدات حماية الشعب الكردية، وكذا لن تقبل ما حصل ويحصل في المناطق الكردية في سوريا.

وتابع الكاتب أن الرسالة الأخيرة تتعلق بالميدان والانتقال للعمل العسكري خارج الحدود التركية، أي أن تركيا جاهزة، في حال لم تستجب الإدارة الأميركية لشروطها، بالقيام بعملية عسكرية واسعة على غرار درع الفرات، لافتاً إلى أن الصحافة التركية تتحدث عن عملية درع دجلة باتجاه سنجار، وعملية شمس الفرات.

وأكد الكاتب المتخصص بالشؤون التركية والكردية أن تداعيات الغارات التركية لم تأت كما أرادها أردوغان، مؤكداً أن تحرير الكرد للطبقة من تنظيم الدولة الإسلامية، شمال سوريا، جاء بمثابة رسالة كردية أميركية مشتركة، بوجه تركيا.

في المقابل، قال الباحث السياسي سعد ناجي جواد إن الأكراد لم يتعلموا من تجاربهم التاريخية التي مروا بها، والتي أدت في نهاية المطاف إلى التضحية بالشعب الكردي من قبل إيران وأميركا وإسرائيل وصولاً إلى سوريا وتركيا، موضحاً أن الأكراد مستعدون دائماً لأن يكونوا ورقة بيد الأطراف التي تستخدِمهم.

وأضاف جواد أن الأكراد ما زالوا يعتقدون أنه بالاعتماد على القوى الخارجية، سيستطيعون الحصول على أهدافهم، مشيراً إلى أن الانقسام الكردي العميق بشأن حكومة إقليم كردستان، يؤثر سلباً على حركتهم.

ورأى الباحث السياسي أن ضربات أردوغان التي وجهها إلى إقليم كردستان، غير ناجعة، موضحاً أنها لم تؤثر على حزب العمال الكردستاني ومسار العملية الكردية في تركيا، بل على العكس، إذ أنه خسر حلفاءِ له وللجيشِ التركي، قاصداً بذلك قوات البيشمركة.

وأكد جواد أن أردوغان متخوف من الإطاحة به، لا سيما بعد الانقلاب الفاشل، إذ يشعر أن هناك محاولات أميركية غربية لإزاحتهِ عن الحكم، ولذا فإن ردود فعله وقراراته تتسم بالانفعال.

ورجّح جواد أن يغير أردوغان من موقفه التصعيدي تجاه الأكراد بعد حصوله على تطمينات من الإدارة الأميركية الجديدة، عقب الزيارة المرتقبة له لأميركا في 16 من أيار/مايو الجاري.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!