ترك برس

خاضت الدولة العثمانية حربًا ضد الولايات المتحدة، خلال الفترة من 1801 إلى 1804، انتهت بهزيمة الأمريكان وإذلالهم في أول حرب لهم خارج حدود البلاد، وذلك بعد رفضهم دفع الجزية للحاكم العثماني "يوسف قرة مانلي" نظير دخول الأسطول الأمريكي إلى البحر المتوسط.

أثار رفض الأمريكان دفع الجزية للدولة العثمانية، غضب الوالي الذي أمر بتكسير سارية العلم الأمريكي في سفارة الولايات المتحدة بمدينة طرابلس الليبية، وإهانة السفير الأمريكي وطرده، وفقًا لتقرير مصور نشره موقع "التاريخ الكاذب" عبر موقع "يوتيوب" المحرك للفيديوهات.

وعلى خلفية ذلك، أرسل الرئيس الأمريكي حينها، توماس جفرسون، أسطول بلاده لتأديب والي طرابلس يوسف قرة مانلي"، ردًا على إهانته للولايات المتحدة، لتبدأ الحرب البحرية التي سرعان ما انتهت بكارثة على أمريكا حيث تمت محاصرة الأسطول الأمريكي وأُسر أكبر سفنها "فيلادلفيا".

وبحسب التقرير المصور، استسلم حوالي 300 بحار أمريكي كانوا على متن السفينة "فيلادلفيا" التي عجزت الولايات المتحدة عن استعادتها وأرسلت جواسيس ليحرِقوها. وعمد الأمريكان بعد ذلك، إلى بث الخلافات بين والي طرابلس وشقيقه "أحمد باشا قرة مانلي" في مصر.

وتمت رشوة أحمد باشا قرة مانلي بالمال والنساء الجميلات اللاتي تم إحضارهنّ له خصيصًا من أمريكا قصد أن يتحالف معهم ضد الوالي يوسف في طرابلس (ليبيا حاليًا) وتغيير نظام حكمه ووعدوه بالسلطة على المدينة.

جهّز الأمريكيون جشيًا لغزو مدينة درنة شرق ليبيا، والثأرِ من الهزيمة الأولى، لكن سرعان ما استنجد والي طرابلس بقوات من المغرب والجزائر وتونس والدولة العثمانية، وانتهت المعركة بهزيمة شنيعة أخرى للجيش الأمريكي الذي خسر في يوم واحد قرابة 1800 من جنودها وأسر 700 آخرون فيما حوصر الباقي.

وأدت هذه الهزيمة بأمريكا إلى توقيع اتفاقية مذلة لها مع ولاة تونس وطرابلس والجزائر والمغرب، بموجبها تدفع أمريكا تعويضًا للدول الإسلامية عن كل جندي قُتل، وتدفع أيضًا الجزية مضاعفة عن السابق، والاعتذار للدول الإسلامية الثلاث.

وإلى هذا اليوم، تجد في نشيد البحرية الأمريكية الذي لم يتغير منذ ذلك الوقت، حيث يقول مطلعه "من قاعات مونتيزوما إلى شواطئ طرابلس نحن نحارب معارك بلادنا في الجو والأرض والبحر".

ويُشر التقرير المصور، إلى أن هذه القصة الجميلة توضح لنا مدى جهلنا بالتاريخ القديم، خاصة الإسلامي منه، والذي تعمّد أعداؤنا إخفاءه أو تشويهِه، كما يوضح المحرك الرئيسي للسياسة الأمريكية التي تعتمد في الأصل على أخذ الثأر من المسلمين والعرب وهي جوانب من حربها على أفغانستان والعراق والسكوت على حرب الإبادة في سوريا وفلسطين والعراق واليمن وليبيا.

ويضيف التقرير: "هذا ليعرف أبناؤنا تاريخ الإسلام والدولة العثمانية المشرف، الذي شوّهه الصهاينة والصليبيون على أنه استعمار لكي يَجعلونا نكره ذكره.. إنها معركة الوعي أيها الأخوة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!