سينيم جينغيز - آراب نيوز - ترجمة وتحرير ترك برس

لا يكاد  يمر يوم دون تطور جديد في الشرق الأوسط يزيد من تعقيد الصورة الإقليمية. ففي الأسبوع الماضي شن حزب الحياة الحرة الكردستاني (PJAK)، وهو حزب تابع لحزب العمال الكردستاني الإرهابي، هجوما على حرس الحدود الإيرانيين في مدينة أرومية شمال غربي إيران بالقرب من الحدود الإيرانية التركية. وأسفر الهجوم  عن مصرع اثنين من قوات حرس الحدود وإصابة سبعة جنود آخرين بجروح.

ونقلت وكالة أنباء فارس عن قائد حرس الحدود الإيراني قوله: "إن القوات الإيرانية سترد ردا ساحقا على هذه التحركات. إننا نعد تركيا مسؤولة ويجب مساءلتها حول هذا الأمر". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، بهرام قاسمي: "لقد أبلغنا الحكومة التركية بالموضوع عبر القنوات الدبلوماسية ونحن بانتظار ردهم".

يذكر أن تركيا تخوض حربا دموية ضد حزب العمال الكردستاني في الداخل وفرعه السورية حزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه المسلح قوات حماية الشعب. تشعر أنقرة بالغضب من تسليح الولايات المتحدة لحزب الاتحاد الديمقراطي، الذي تعده واشنطن شريكا في الحرب ضد داعش في سوريا.

وإذا كان الأمر كذلك، فمن المستحيل أن نفهم كيف يمكن لإيران أن تتهم تركيا بالتورط في مثل هذه الهجمات بينما هي تشن حربا  ضد حزب العمال الكردستاني والميليشيات التابعة له. قررت أنقرة بناء جدار بطول 144 كيلومترا مع أبراج وأسوار حديدية على طول الحدود التركية الإيرانية لوقف حركة مقاتلي حزب العمال الكردستاني الموجودين في جبال قنديل العراقية المتاخمة لإيران وتركيا.

لا ينبغي للنزعة الانفصالية الكردية أن تؤدي  إلى توتر بين أنقرة وطهران، بل على العكس من ذلك، ينبغي أن تكون ذريعة لتطوير التعاون ضد التهديد المشترك. وتدرك كل من تركيا وإيران أن الحملات الانفصالية قد تصاعدت في هذه الأوقات المتقلبة. يشعر البلدان بالقلق من أن تلهب الاضطرابات الإقليمية غير المعتادة الخيالات الكردية بالاستقلال.

سيكون للجيوسياسية الإقليمية التركية وعلاقاتها مع إيران تأثير مهم في النزعة الانفصالية الكردية. ويتعين على البلدين توخي الحذر من الوقوع فى فخ السماح للتهديد الانفصالي بتدمير العلاقات الثنائية. وعلى هذا النحو، لا ينبغي لإيران أن تلوم جارتها على جرائم عدو مشترك.

أعلن حزب الحياة الحرة الكردستاني الذي أسس في عام 2003، وقف إطلاق النار من جانب واحد في عام 2011، ولكن بعد سنوات قليلة استأنفت أنشطته المسلحة. فما هو السبب الذي دعاه إلى ذلك؟ يمكن  أن نجد الجواب عن ذلك في مقال نشر في مجلة نيويوركر في عام 2006 كتبه الصحفي المخضرم، سيمور هيرش، الذي كتب يقول إن الولايات المتحدة كانت تشن حربا بالوكالة على إيران من خلال دعم حزب الحياة الحرة الكردستاني والمجموعات الكردية الأخرى.وأضاف أن القوات الأمريكية تقيم اتصالات مع هذه الجماعات وتدربها ضد طهران.

ومن ثم فليس مفاجئا أن الولايات المتحدة في ظل الرئيس، دونالد ترامب، لم تتردد في تسليح أكراد سوريا. وإذا وضعنا في الحسبان توقيت هجوم حزب الحياة الحرة، وتسليح أمريكا لأكراد سوريا وموقفها تجاه إيران، فإنه يبدو واضحا أن حزب العمال الكردستاني والميليشيات التابعة له تستخدم بوصفها ورقة إقليمية رابحة.

وكما حذرت أنقرة، فإن تسليح ميليشيا كردية سورية سيكون أمرا بالغ الخطورة، ويمكن أن يضر الجميع يوما ما. ليس من المعقول أن تلعب الولايات المتحدة بالورقة الكردية ضد تركيا أو إيران في الوقت الذي يتحول فيه ميزان القوى في المنطقة، ولا سيما في سوريا.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس