هاكان البيرق - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس

أحب "جبهة تحرير مورو الإسلامية" جدا، فهم يعرفون جيدا متى يقاتلون، ويدركون جيدا متى يدخلون في السّلم، فعلى مدار سنوات طويلة من جهادهم، لم ينحرفوا أبدا عن فقه الإسلام، ولم يستهدفوا أي شخص مدني، ولم يضلّوا الطريق أبدا.

لم تتأثر هذه الجماعة برياح القاعدة، ولم تضم في جنباتها المقاتلين الذين تأثروا بفكر يخالف العقل والدين، ولذلك وحسب القوانين الخاصة بالجماعة، فقد منعوا وعارضوا ورفضوا انضمام أي مجاهد أجنبي، كي يتجنبوا احتمال أنْ يكونوا تابعين لفكر أو لتنظيم غيرهم.

وُلدت هذه الجبهة الإسلامية في الفلبين، كجيش مدني وشعبي، وقاتلوا وحاربوا كجيش شعبي، والآن يتصالحون مع عدوهم كشعب واحد، وجماعة واحدة متحدة.

***

عاش رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو خلال زيارته إلى الفلبين، ما يثير في نفسه، وفي نفس كل مواطن تركي، مشاعر الفخر والاعتزاز، بالدولة التركية، وما قامت به من أجل المسلمين هناك، من أجل الشعب هناك.

الاستقبال الذي حظي به داود أوغلو من قبل النظام الفلبيني، وكذلك من قبل إخواننا في جبهة مورو الإسلامية، كان تاريخيا، فقد مدح الطرفان تركيا، وقبلوا جبينها، ووضعوها فوق رؤوسهم.

تركيا، ليست كالدول التي تدعي إنها تريد الإصلاح في الأرض، وهي تمارس أبشع أنواع الظلم والفساد والاضطهاد في العالم. تركيا، هي دولة تريد الإصلاح في الأرض بصورة فعلية، وقد بدا ذلك واضحا في الصومال والعراق، واليوم نتلمس أثر ذلك في الفلبين، وكل الشعب هناك يقدّر هذا الأمر.

وقد شكر الرئيس الفلبيني "أكينو"، الدولة التركية ليس لكونها الوسيط فحسب، وإنما لأنها كانت نموذجا يُقتدى به، وهذا فخر لنا واعتزاز، نعم، تركيا اليوم وصلت مرتبة أنْ تكون من المصلحين في الأرض، فنحمد الله على ذلك، ونشكر الحكومة والشعب.

ولا بدّ هنا أيضا أنْ أشير إلى نقطة هامة، المتمثلة بالدور الهام الذي قامت به منظمة المساعدات الإنسانية (إي ها ها İHH) في هذه القضية بالتحديد، وكنت أتمنى من رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو أن يشكر هذه المنظمة على دورها البارز، خلال حديثه وخطابه في الفلبين.

نعم، تركيا الجديدة ليست عبارة عن دولة فقط، تركيا الجديدة نموذجا يحتذى به، تركيا الجديدة هي تركيا المصلحة في الأرض، وأسال الله أنّ يدوم السلام في مورو، وأن يبارك فيه.

عن الكاتب

هاكان البيرق

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس