أوكان مدرس أوغلو - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

للأسف المسلمون هم الخاسرون من جديد.

وضعت القوى الدولية سيناريو من التوتر تتحرك وفقه الحكومات المعزولة عن شعوبها في الشرق الأوسط. ووصل السيناريو المذكور إلى عتبة الاقتتال الآن.

قلت في عدة مناسبات إن هناك من يريد استمرار الانقسام الطائفي والعرقي في المنطقة على شكل حرب خفيفة، وانهيار جسور الثقة بين البلدان. يخلق هذا الانقسام فرصًا لصناعة الحرب وقطاع التمويل في الغرب.

تنقسم البلدان الإسلامية السنية، كما أظهرت أزمة قطر مؤخرًا، إلى مجموعات فرعية. ما كنت أقوله منذ زمن طويل هو أن تحديد هذه المنطقة مصيرها بنفسها يتطلب منع القوى الأجنبة من دخول الساحة. وفي الواقع فإن الوقت متأخر بعض الشيء لذلك، فالوضع في سوريا ماثل أمامنا.

تمزق البلد بفعل الأطراف الخارجية والبيادق المستخدمة فيه، ولن يكون من السهل أن تندمل الجروح العميقة بين المجموعات العرقية – الدينية المختلفة على الرغم من جهود تحقيق الهدنة.
 الخطط القسرية التي ستوضع للمحافظة على وحدة سوريا قد تدع حكومة دمشق عرضة للتدخلات الخارجية دائمًا، كما أنها ستكون هاجسًا أمنيًّا لدول الجوار.

يقدم الهجوم الذي وقع في طهران مؤشرات واضحة على المناورات الخفية في المنطقة القريبة منا. ومما لا شك فيه أن التوتر على المحور السعودي الإيراني سوف يتصاعد. ويتوجب ألا يغيب عنا تأثير ذلك على أسعار البترول وسباق التسلح.

الاتفاق النووي المبرم مع إيران في عهد أوباما أخذ يُفرغ من محتواه. ويمكن القول إن الهجوم سيكون له تأثير على أسلوب إيران المزعوم في مكافحة الإرهاب، وإن الحروب بالوكالة ستشتد على صعد مختلفة. القضية الأهم هي عدم خروج التوتر عن السيطرة، وأن لا يتحول إلى اقتتال ساخن بين الدولتين الكبيرتين في العالم الإسلامي!

بسبب الأحداث الراهنة يتمتع امتلاك تركيا حكومة قوية ومستقرة بالأهمية في مواجهة الحروب الإقليمية ومخططات التقسيم.

أخيرًا، الرابح الوحيد من كل ما يجري هو إسرائيل. العالم العربي انقسم، تمزقت سوريا التي لم تعد تملك قوة عسكرية ولا تشكل تهديدًا كما كانت في الماضي، تحولت إيران إلى هدف معلن للولايات المتحدة، العراق انتهى، مصر بنظامها على دكة الاحتياط، العلاقات مع تركيا عادت إلى طبيعتها.

باختصار..

علينا أن نكون في غاية الحذر! فنحن نعيش في زمن علينا فيه أن نأخذ العبرة مما يدور حولنا، ونحمي وحدتنا، لا في زمن تصفية الحسابات.

عن الكاتب

أوكان مدرس أوغلو

كاتب في جريدة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس