أردان زنتورك - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس

قبل يومين، كان سكان حي "سلوان" القريب من القدس الشرقية، شاهدين على تدمير القوات الإسرائيلية لأحد منازلهم، هذا المنزل يعود إلى "عبد الرحمن الشلودي"، الذي قتل إسرائيليين اثنين أثناء اقتحامه لمحطة القطار السريع بسيارته، وذلك قبل شهر من الآن، هدموا البيت، وتسببوا في إبقاء العديد من الأشخاص الذين لا تربطهم أي علاقة بهذا الحادث، في الشوارع، بدون مأوى وبدون مسكن.

الجيش الإسرائيلي هو من تسبب بهذه الأحداث، فحرب غزة والحصار المفروض عليها، أدى إلى قيام فلسطينيين بخطف ثلاثة مستوطنين وقتلهم، وقد اشتعلت بعدها الحرب على غزة في شهر آب/ أغسطس الماضي، وحينها توقفت أعمال العنف في القدس، لكنها عادت مجددا اليوم.

هدم المنزل الذي يعود إلى أقارب عبد الرحمن الشلودي، ليس سوى مثال واحد على سياسة "العقوبات الجماعية" التي تتخذها إسرائيل على سكان الأراضي الفلسطينية، هذا مثال حديث على العقوبات الجماعية، لكن امتداد هذه الأعمال والعقوبات الجماعية يعود إلى عهد النازيين، وإلى عهد ستالين في سياسته داخل الاتحاد السوفييتي، وهذه الأعمال الحالية تجري على مسمع وأمام أعين العالم أجمع دون أن يحركوا سكانا.

الحياة في القدس الشرقية

المعلومات التالية، حصلت عليها من قناة الجزيرة، فأنْ تكون مسلما/ فلسطينيا، تعيش في القدس الشرقية، فهذا يعني أنك تعيش جملة من العقوبات الجماعية، فقد أغلقت البلدية عدداً من المحلات التجارية بحجة عدم دفع الضرائب، هذه الضرائب التي تزداد يوما بعد يوم على التجّار الفلسطينيين فقط، ومثل هذه الضرائب أيضا تتصاعد قيمتها على أراضي المقدسيين، مما يؤدي إلى وضع البلدية يدها على تلك الأراضي.

هذه العقوبات لم تكف، فقد وضعت السلطات الإسرائيلية يدها على آلاف السيارات من تلك التي تعود ملكيتها للفلسطينيين خلال العام المنصرم، ولم يكتفوا بهذه الأمور العامة، وإنما وصلت بهم الدرجة إلى ملاحقة كل مواطن وضع سخان ماء شمسي غير مرخص.

ومع كل هذا، لم تكتف الحكومة الإسرائيلية بفرض الضرائب المغلظة عل القدس الشرقية وسكانها، وإنما منعت أيضا أي استثمار فيها، فلا يوجد هناك وسائل مواصلات عامة، ولا يوجد رعاية للبنية التحتية، و75% من الشعب هناك يعيشون تحت خط الفقر، وهناك 2000 غرفة صفية فقط، وثلث الطلبة لا يستطيعون أنْ يكملوا دراستهم الإجبارية الممتدة لـ12 سنة، فكون 40% من المعتقلين في آخر 3 أشهر في القدس الشرقية هم من الأطفال، ليس أمرا تصادفيا، عدا عن عدم وجود رعاية صحية ولا تأمين صحي ولا غيرها من الأمور الأساسية، ولن أستفيض في ذكر المعطيات الاحصائية.

أوجه ندائي ليهود العالم

ما جرى ويجري في القدس، وما شملته الأحداث من دخول القوات العسكرية الصهيونية إلى المسجد الأقصى، سيشعل المزيد والمزيد من الغضب وردات الفعل، مهما حاول نتنياهو التخفيف منها بجولاته الخارجية، وهنا أقول لليهود، إنّ اختياركم لليمين المتطرف ودعمه، يعني أنكم تضعون قنبلة موقوتة ستنفجر في وجهكم، وستهدد مستقبلكم.

وهنا على اليهود أنْ يدركوا السبب الحقيقي، الذي جعل أهل غزة يوزعون الحلوى، بعد خبر مقتل 5 يهود داخل كنيس لهم، وعليهم أنْ يعرفوا سبب عداء المسلمين لهم، وعليهم أن يعرفوا أنّ ما يقترفونه اليوم سيدفعون ثمنه غاليا غدا.

أما عن ردة فعل العالم حول تلك الأحداث فهو عالم منافق، فهذا بابا الفاتيكان، قد دان بشدة الاعتداء على الكنيس اليهودي، فيما بقي صامتا على اعتداء اليهود على المسجد الأقصى المبارك.

وهنا لا بد من القول مجددا، إنّ الاستمرار بدعم الراديكاليين، مهما كان دينهم وانتمائهم، هو بمثابة وضع قنبلة موقوتة كبيرة، ستنفجر وستؤثر على المنطقة بأسرها.

عن الكاتب

أردان زنتورك

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس