يكاترينا خولخوفسكايا - المونيتور - ترجمة وتحرير ترك برس

فى إشارة إلى تحسن العلاقات، ستُضيف موسكو هذا العام مهرجان تركيا الذي يمتد من 16 إلى 18 يونيو/ حزيران. وينظم هذا الحدث السلطات التركية ومنظمات المجتمع المدني ورجال الأعمال بالتعاون مع سلطات مدينة موسكو. وتصل ميزانية المهرجان إلى 1.2 مليار دولار، ويأمل المنظمون أن يشارك فيه أكثر من 100 ألف روسي.

وقال منسق المهرجان هالوك أوزسيفيم  للمونيتور: "نريد أن نُعرّف الروس  بتاريخنا وثقافتنا ومعالمنا وبلادنا... يجب أن نضع في حسباننا أن الشعوب الروسية والتركية كانت صديقا جيدا لسنوات طويلة، وكلاهما يشتاق إلى الآخر".

توترت العلاقات بين البلدين منذ أن أسقطت تركيا طائرة روسية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015. فرضت روسيا في وقت لاحق عقوبات أضرت بشدة بقطاعي التجارة والسياحة في تركيا. وفرضت هذه العقوبات قيودا على مبيعات الجولات المنظمة ورحلات الشارتر إلى تركيا، وكان على السياح الذين قاموا بترتيباتهم الخاصة أن يدفعوا ضعف ما كانوا يدفعونه من قبل. انخفض عدد السياح الروس الذين زاروا تركيا، ففي عام 2016 زار تركيا 500 ألف سائح روسي فقط، مقارنة بـ3.3 مليون سائح في عام 2015 و4.1 مليون في عام 2014.

ووفقا لرابطة وكالات السفر التركية، انخفض عدد السياح الأجانب الذين زاروا تركيا إلى 31.4 مليون في عام 2016، من 41.6 مليون سائح في عام 2015. هناك أسباب كثيرة، إلى جانب حادثة إسقاط الطائرة الروسية، أدت لفقدان 10 مليون سائح، فقد أثارت محاولة الانقلاب في 15 يوليو/ تموز، إلى جانب عدة هجمات إرهابية كبيرة في عام 2016، مخاوف أمنية بين السياح الأوروبيين.

بين عامي 2011 و2015، شهدت تركيا ارتفاعا تدريجيا في عدد القادمين من ألمانيا. ولكن حدث انخفاض حاد في عام 2016، وفقا لبيان رابطة الفنادق في تركيا.

ومن المتوقع أن يستمر الانخفاض فى عدد السياح الأوروبيين هذا العام. وقال تيمور بايندير، رئيس رابطة الفنادق في تصريح لصحيفة حريات: "نتوقع انخفاضا في عدد القادمين من أسواق الاتحاد الأوروبي، وخصوصا من ألمانيا والنمسا وبلجيكا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا خلال هذا العام، بسبب المخاوف المستمرة وبعض التوتر السياسي".

على أن بايندير أشار إلى أنه يتوقع زيادة عدد السياح القادمين من الشرق الأوسط وإيران وروسيا.

وتشير أرقام وزارة الثقافة والسياحة التركية إلى أن عدد السياح الأجانب الوافدين إلى تركيا ارتفع خلال شهر أبريل/ نيسان بنسبة 18٪ مقارنة بالشهر نفسه في العام الماضي ليصل إلى أكثر من مليوني شخص فقط. وجاءت أكبر زيادة من السياح الروس، حيث ارتفع عددهم إلى ما يقرب من 500٪، ليصل إلى 181 ألفًا و865 شخص.

وقد جاءت أيضا أنباء إيجابية للسياحة التركية من الجانب الروسي. ففي مطلع شهر مايو/ أيار ذكرت صحيفة فيدوموستي الاقتصادية اليومية في روسيا، أن إحدى كبريات وكالات السفر الروسية أكدت أن غالبية زبائنها يحجزون رحلات مايو إلى تركيا، في مقابل مواقع أخرى. وعزا أحد المسؤولين التنفيذيين للسياحة الزيادة إلى الطلب المكثف.

وفي تحليلها لشعبية تركيا بين الروس قالت المدير التنفيذي لشركة بيغاس توريستيك، آنا بودغورنايا، لوسائل إعلام روسية: "إن السياح الروس ينتظرون إلغاء القيود على السفر إلى تركيا منذ نوفمبر 2015 ونحن نفسر ذلك على أنه تأثير للطلب المؤجل". وأضافت أن استقرار العملة الروسية والخصومات التي تقدمها الشركات التركية تلعب أيضا أدوارا مهمة.

وقال ديمتري ماليوتين، المدير التنفيذي لشركة ليفيل ترافيل المحدودة في موسكو، إن أكثر من 25٪ من عملاء شركته زاروا تركيا هذا العام.

وقال ماليوتين للمونيتور: "إن الطلب على تركيا بين السياح الروس مرتفع، وينمو بسرعة. في العام الماضي كانت الوجهات السياحية الأكثر شعبية هي المنتجعات الروسية واليونان وقبرص. أما في هذا العام فنتوقع أن تكون تركيا في المقدمة، على الرغم من أن اليونان وقبرص لا تزال شعبية أيضا."

كما يقدم استطلاع للرأي أجري أخيرا أملا لقطاع السياحة في تركيا. ووفقا لمركز بحوث الرأي العام الروسي، فإن عددا أقل من الروس يرون تركيا دولة معادية هذا العام. في عام 2016 لم يبد 70٪ من المشاركين في الاستطلاع نظرة إيجابية تجاه تركيا، حيث قال 47٪ منهم إن العلاقات التركية الروسية "متوترة"، وقال 23٪ إنها علاقات عدائية. ووفقا لمركز الأبحاث، انخفض هذا العدد إلى 24٪ و4٪ على التوالي. وأوضح الاستطلاع أن 21٪ قالوا إن العلاقات ما تزال "باردة". ووصف ما يقرب من واحد من كل أربعة مشاركين العلاقات بأنها "محايدة" حيث قال 8٪ إن الأتراك "جيران"، و6٪ "ودودون"، و5٪ "دافئون جدا"، إلا أن التقدم واضح، حيث وافق 51٪ من الذين شملهم الاستطلاع على أن العلاقة تتطور، في مقابل 6% فقط رؤوا ذلك في عام 2016.

لقد أصبحت أزمة إسقاط الطائرة عام 2015 اختبارا حقيقيا للعلاقات الروسية التركية التي أظهرت كيف تتغلب السياسة على العلاقات العقلانية بين الشعبين، وكيف يمكن لوسائل الإعلام الحكومية أن تخلق صورة "العدو" بسهولة. و كما تُظهر الأخبار الأخيرة، فإن المواقف الروسية تجاه تركيا تتغير، والروس يعودون إلى المنتجعات التركية. وهكذا، فإن مهرجان تركيا في موسكو يمكن أن يكون إسهاما كبيرا ليس فقط في العملية الجارية لتطبيع العلاقات الثنائية، ولكن أيضا للتغلب على القوالب النمطية السيئة، والخاطئة في الغالب بين الروس والأتراك.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس