محمود أوفور - جريدة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

زار رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو العاصمة العراقية بغداد، في جولته المستمرة في المنطقة لتعزيز العلاقات الثنائية، حيث بدأ جولته بزيارة قبرص الشمالية، وأذربيجان، والآن يحط الرحال في العراق، وبعدها سيزور أربيل.

في كل من تركيا والعراق، تغير رئيس الجمهورية وكذلك رئيس الوزراء، فقد توقفت العلاقات الثنائية في عهد المالكي، ومع تغييره اليوم نبدأ مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين.

ولهذا فإن الطرفان يوليان أهمية كبيرة لهذا اللقاء الثنائي، والطاقم المرافق لرئيس الوزراء أحمد داود أوغلو يدل على ذلك، فقد كان معه نائبه "يالتشن أكدوغان"، والوزراء "نهاد زيبكجي"،"نور الدين جانيكلي"،"إفكان ألا"،"عمر تشليك"، ورئيس الاستخبارات القومية التركية "هاكان فيدان".

هذه الزيارة تعني بدء مرحلة جديدة في العلاقات التركية-العراقية، ولا شك أنّ هناك مشاكل عديدة في توصيل النفط العراقي إلى العالم، وهذه من أكبر المعضلات التجارية التي كانت تواجهها العلاقة الثنائية بين البلدين، لكن الأهم من كل ذلك، هو المسألة السورية وما يفعله بشار الأسد من ذبح لشعبه وتدمير لسوريا، وما تقوم به داعش من أعمال إرهابية يندى لها الجبين، نعم، الأهم من كل ذلك هو الأمن.

المؤتمر الصحفي الذي تلا اللقاء الثنائي بين رئيسي الوزراء، داود أوغلو وحيدر العبادي، حمل رسائل إيجابية مطمئنة، ستساعد في إزاحة الغيوم السوداء التي كانت تسود العلاقة الثنائية بين بغداد وأنقرة.

فقد قال العبادي: "نعطي أهمية كبيرة لهذه الزيارة، فأصبحنا اليوم نملك نقاط توافقية عديدة، وخصوصا في مسألة محاربة تنظيم داعش، وقد لاحظنا أن تركيا عازمة على مواجهة هذا الخطر، ونحن جاهزون للتعاون أيا كان شكله، فنحن تأثرنا جدا من الأعمال الإرهابية، وقد كانت بغداد حتى أشهر قليلة ماضية تحت التهديد، لكننا اليوم بوضع أفضل، ونحن نؤمن بأهمية علاقتنا الاستراتيجية مع تركيا".

في المقابل ذكر رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، أنّ تركيا تقف ضد الإرهاب أيا كان شكله ومَن يقف خلفه، وعلى رأس ذلك تنظيم داعش، وأضاف: "إذا ما وقفنا مع العراق إلى جانب بعضنا البعض فسنكون مثالا يُحتذى به في المنطقة، وقد عقدنا جلسة وزارية مشتركة مع العراق قبل خمس سنوات، واليوم نستطيع الاستمرار بتلك العلاقات من النقطة التي وصلنا إليها آنذلك، ولهذا فإننا ندعو رئيس الوزراء العراقي إلى إجراء جلسة وزارية مشتركة في شهر كانون أول/ ديسمبر".

عدد هائل من الصحفيين قام بتغطية هذه الزيارة الأولى لرئيس الوزراء التركي إلى بغداد، فهم يريدون مراقبة ومعرفة كيف ستسير هذه العلاقة الثنائية، وقد أجمع الحضور أنّ العلاقات بين البلدين تشهد مرحلة جديدة، وأن كلا الدولتين تولي لذلك أهمية كبيرة.

سألت أحد الصحفيين من الشيعة العرب، واسمه "إدريس جعفر"، عن وجهة نظره تجاه تركيا، فقد تحدث الصحفي الشاب عن أهمية تركيا، مضيفا: "تركيا فتحت أحضانها لاستقبال اللاجئين السوريين والعراقيين، في تضامن إنساني لم يسبق له مثيل، لكن مع ذلك، بعض الأطراف، وخصوصا في الطرف الشيعي، يأخذون أسلوبا معاديا لتركيا بسبب قضية داعش".

وهنا نسأل: هل لهذا السبب فقط؟

عن الكاتب

محمود أوفور

كاتب في جريدة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس