أكرم كيزيلتاش – صحيفة تقويم – ترجمة وتحرير ترك برس

الإفطار الذي اجتمع فيه الرئيس أردوغان إلى الإعلاميين وأصحاب المحطات التفزيونية، والإداريين والكتّاب كان أحد الاجتماعات الاستثنائية التي يلتقي فيها هذا العدد الكبير من الإعلاميين في مكان واحد.

في حين عبّرت إحدى الصحفيات عن هذا الاجتماع الذي يحمل قوة تمثيلية كبيرة إلى جانب حضور هذا العدد الكبير من الإعلاميين بعبارة "إفطار الشرفة" نسبةً إلى خطابات الرئيس أردوغان التي يلقيها في المناسبات المهمة من شرفة القصر الرئاسي، إذ قالت: "لو أنني اضطررت إلى اختيار عنوان للصحيفة لكنت اخترت عبارة "إفطار الشُرفة".

لم ينس الرئيس أردوغان أن يتطرق في حديثه عن الإعلام وأهميته الكبيرة. كما أشار إلى أن الصحافة المحلية لم تتمكن من اجتياز الامتحان بشكل جيد خلال المراحل التي كانت تحمل خطورة كبيرة، مذكراً بما عاشته تركيا مسبقاً.

العبارات التي استخدمها الرئيس أردوغان خلال خطابه، والتي لفت فيها إلى أهمية الإعلام، من مثل "إن الصحافة هي خير من يمثل السياسة والحكم والمعيشة والسلطة التنفيذية، فضلاً عن كونها قوة تمثل الرأي العام التركي"، كانت عبارات لافتة للانتباه في إطار التذكير بالماضي القريب للإعلام.

وتطرق أردوغان في حديثه أيضا إلى الموضوع الذي قد يكون الأكثر أهمية، وهو المزاعم الدائرة حول عدم وجود حرية التعبير والإعلام في تركيا، قائلاً: "هناك 177 شخصاً معتقلاً في السجون يوصفون بالصحفيين المعتقلين، إلا أن اثنين منهم فقط يحملان البطاقة الصحفية".

كما أشار إلى أن هؤلاء المعتقلين "الذين يُستخدمون دوليا كدليل لاتهام تركيا بعدم سماحها لحرية التعبير والإعلام" قد تم إلقاء القبض عليهم بسبب جرائم إرهابية مختلفة ليس لها أيّ صلة بممارسة مهنة الصحافة.

من المعلوم أن هذا المزاعم السابقة هي أدوات يستغلها سياسيو بعض الدول، والجهات الإعلامية الدولية، لإرباك تركيا وحصارها، إضافةً إلى ذلك هناك أصحاب وإداريو بعض الجهات الإعلامية المحلية، ممن شاركوا في الإفطار، لديهم وجهات نظر مشابهة لوجهات نظر الإعلام الدولي في هذا الصدد.

التعاون بين تنظيم الكيان الموازي وحزب الشعب الجمهوري:

إن العبارات التي استخدمها الرئيس أردوغان فيما يخص قضية حرية التعبير والإعلام كانت جميعها تصلح لتكون عناوين رئيسة للخطاب الذي ألقاه، إذ قال: "إن البحث عن أخبار جديدة والوساطة لصالح الخيانة هي أشياء مختلفة تماماً عن بعضها. لا أرى أيّ فرق بين من يسخّر صحيفته، وأقلامه وأخباره لصالح تنظيم إرهابي، وبين من يحمل السلاح ويقاتل في الساحات من الإرهابيين".

كما تطرق الرئيس أردوغان إلى قرار اعتقال النائب عن حزب الشعب الجمهوري  "أنس بربر أوغلو "الصحفي الذي قام بتسريب صور الشاحنات التابعة لجهاز الاستخبارات الوطنية"، وإصدار حكم السجن بحقه، لمدة 25 عاماً، إذ قال في هذا الصدد: "لا بد من معاقبة من يقوم بخرق القانون والانخراط في أعمال تهدد الأمن القومي متعاوناً مع أعضاء التنظيم الإرهابي. لا يمكن في أي دولة من دول العالم النظر إلى إفشاء أسرار الدولة وتحريفها وتحويلها إلى أخبار على أنها نشاط إعلامي".

كانت كلمات الرئيس أردوغان المتعلقة بمسيرة الوفاء التي بدأها زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو ردّا على اعتقال النائب أنس بربر أوغلو على الشكل التالي:

"يجب على الذي يثيرون الفوضى اليوم أن يقوموا أولاً بمحاسبة أنفسهم بدلاً من محاولة التغطية على الجرائم من خلال المظاهرات والمسيرات. الجميع معرّض للمساءلة والمحاسبة القانونية، ولا استثناءات في ذلك. إن الذين يقومون بمهاجمة المؤسسات القضائية عند ظهور النتائج بعكس ما يتمنونه، هم من يتسبب بالضرر الأكبر لهذا البلد. يجب البحث عن العدالة في قاعات المحكمة، وليس في الشوارع".

عن الكاتب

أكرم كيزيلتاش

كاتب في صحيفة تقويم


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس