ترك برس

رأى المحلل السياسي الإسرائيلي، يفغيني كلاوفر، أن التدخل التركي في الأزمة الخليجية خلط أوراق خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في منطقة الشرق الأوسط الرامية إلى تنصيب السعودية زعيما لدول العالم السني، وجعل من تركيا لاعبا أساسيا يجب وضعه في الحسبان.

وكتب أستاذ العلوم السياسية في جامعة تل أبيب مقالا في موقع "أراب سونسور"، عرض فيه للأزمة الخليجية الحالية، والدور التركي الداعم لقطر. وقال إن تركيا رفضت وترفض أن تكون لاعبا ثانويا في التنافس الدائر حول زعامة العالم الإسلامي، وهذا هو السبب في أن تركيا غير راضية عن السياسة الأمريكية الجديدة في المنطقة.

وأضاف كلاوفر إن الأزمة منحت تركيا فرصة لخلط أوراق خطة ترامب في المنطقة، حيث نصبت نفسها لاعبا رئيسا لا يستهان به على الصعيد الإقليمي، وأضعفت التحالف السني الجديد أو ما يسمى حلف الناتو العربي الذي يسعى ترامب لإقامته مع السعوديين، ويهدف إلى تحقيق تسوية إقليمية بين العرب وإسرائيل، عبر إخراج لاعبين مثل قطر من هذا الحلف.

ووفقا للمحلل الإسرائيلي فإن إرسال قوات عسكرية تركية إلى الدوحة إجراء غير مألوف في السياسة الخارجية التركية تجاه السعودية، وأن الدافع وراء هذه الخطوة، على ما يبدو، خيبة الأمل لدى الأتراك جراء صفقة السلاح الأمريكية السعودية التي وقعت خلال زيارة ترامب الأخيرة للرياض.

وتابع إن أردوغان لم يرق له التوجه الذي تبنته قمة الرياض الذي يقضي بأن تستمر الولايات المتحدة في تقديم الدعم للأكراد، كما أنه محبط من التطورات في شمال سوريا.

وأشار إلى أن الدعم التركي للدوحة يهدف أيضا إلى منع تقارب الإمارة الصغيرة مع إيران وهي الخطوة التي يخشى منها الأتراك. صحيح أن قطر تتعاون مع الأتراك في محاولة إسقاط نظام بشار الأسد، ولكن في الوقت الحالي وبعد أن تخلت عنها الأنظمة السنية في الخليج، فإن هذه فرصة لها لكي تعمل باستقلالية في قضايا الطاقة، وأن لا تعتمد على السعوديين.

وأوضح أن تدخل قطر في الساحة السورية مهم بالنسبة إلى الأتراك الذين يرون أنه من غير المقبول أن تغير الدوحة توجهها في الحرب السورية، وهو أمر يمكن أن يحدث إذا تقاربت مع الإيرانيين. وتنظر تركيا إلى هذا التقارب مع إيران الشيعية على أنه ضربة قوية لصورتها على المستوى الدولي وفي داخل تركيا.

ورأى المحلل الإسرائيلي أن الأزمة يمكن أن تساعد أردوغان على تحقيق طموحاته في تقليل الاعتماد التركي على استيراد الغاز من تركيا وإيران، وذلك بزيادة واردات الغاز من قطر. ولكن من ناحية أخرى فإن الأزمة قد تؤدي إلى تحسين العلاقات بين أنقرة وطهران.

واعتبر أن تركيا تريد بالتقارب مع إيران في الموضوع القطري إن تقيد الخطوات التي اتخذتها السعودية حول مستقبل سوريا، ومستقبل التسوية بين إسرائيل والدول العربية. وأضاف أنه بينما يتطلع السعوديون إلى التوصل إلى تسوية إقليمية، فإن الأتراك يعرقلون هذه الخطوة بإضعاف حلف الناتو العربي، وباستقبال بعض كبار أعضاء حركة حماس الذين غادروا قطر.  

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!